يعيش أهل منطقة طرة تحت حصار تأمين محاكمة الرئيس المعزول محمد مرسى فى قضية قتل متظاهرى الاتحادية بمعهد أمناء الشرطة، حيث انتشرت قوات الأمن بكثافة وأعتلى عدد منها أسطح المنازل. الطريق إلى معهد أمناء الشرطة اختلف كثيرا عن الأيام، التي سبقت التجهيز للمحاكمة، وأغلقت قوات الأمن الممر الوحيد الرابط بين طريقى الكورنيش والأتوستراد بالبوابات الحديدية، ومنعت القوات مرور السيارات أو «التكاتك» من الانتظار أو المرور أمام المعهد. وخلال جولة «الشروق» أمام معهد أمناء الشرطة، المجاور لهيئة الحماية المدنية، وأحد مخازن الأسلحة التابعة لوزارة الداخلية من جهة كورنيش النيل، ومنطقة السجون المركزية «طره»، رصدنا تكثيف الإجراءات الأمنية على حدود المعهد وتفتيش المارة، وتحليق الطائرات أعلى مبنى المعهد، واعتلاء ضباط العمليات الخاصة لأسطحه والأبنية التابعة للوزارة فى المنطقة، واصطفاف أكثر من 12 سيارة شرطية عند البوابة الرئيسية، ووجود كاميرات على سور المعهد الذى يرتفع عن 3 أمتار تقريبا. على بعد أمتار قليلة من معهد الأمناء، جلست هالة رأفت، صاحبة أحد العقارات المُطلة على مقر المحاكمة، التفتت لنا قائلة: «خائفون على أرواحنا وأموالنا، فكل شىء متوقع ولا نستبعد وقوع اشتباكات بين الأمن والإخوان». وتابعت رأفت: تلقينا تعليمات بعدم ذهاب أولادنا إلى المدارس، اليوم، وربما نغلق محالنا تحسبا من أى هجوم إخوانى على قاعة المحاكمة، مشيرة إلى أن قوات الأمن تسلمت أسطح العقارات المُطلة منذ فجر اليوم، وتعيين خدمة أمنية مكونة من ضابط و4 أفراد شرطة أمام مدخل كل منزل بالمنطقة، كما اطلعت على كشوف بأسماء القاطنين بها وحصلت على أرقام هواتفنا. «سيعزلون طرة أثناء محاكمة المعزول» العبارة لأحمد على، الشاب العشرينى وأحد سكان المنطقة، يرى أن قوات الأمن ستقوم بعزل طرة عن المناطق المحيطة بها بعد إغلاق محطات المترو القريبة لها، وكذلك إيقاف حركة السيارات بطريقى «الكورنيش الأتوستراد» فضلا على تقييد حرية الأهالى فى التنقل داخل المنطقة منذ فجر اليوم وحتى مغادرة الرئيس المعزول ومتهمى الجماعة. وعما إذا كانت محال منطقة طره ستغلق أبوابها أثناء نظر قضية «الاتحادية»، بادرنا عدد من أصحاب المحال والمقاهى بالمنطقة المحيطة بمعهد أمناء الشرطة بأن الجهات الأمنية لم تشترط عليهم إغلاق محالهم، بل تركت الأمر وفقا لما يراه أصحاب المحال، ولكنهم سيتجهون إلى إغلاقها خوفا من وقوع اشتباكات لا يحمد عقباها». شددت قوات الأمن على أصحاب العقارات المُطلة على معهد أمناء الشرطة على عدم السماح لأى من ممثلى وسائل الإعلام باعتلاء أسطح عقاراتهم فى أى حال، وعدم خروجهم من شرفات منازلهم أثناء المحاكمة، تحسبا لاندساس عناصر إخوانية مسلحة بين الراغبين فى اعتلاء العقار، وحرصا على سلامتهم من إصابتهم بأى مكروه. جاء ذلك فى الوقت الذى أبلغت فيه الجهات الأمنية والإدارة التعليمية بطره، الأهالى بعدم ذهاب ذويهم إلى المدارس يومى الاثنين والثلاثاء، وهو ما أكده أحد الإداريين بمعهد طرة البلد الإعدادى الأزهرى، مشيرا إلى أن المدراس ستغلق أبوابها ويتولى الأمن تأمينها من الخارج بمدرعات الشرطة مدعومة بقوات من الجيش.