سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
سفير ليبيا فى القاهرة ل«الشروق»: القذافى كان يعبث بأجهزة الدولة المصرية اختطاف السائقين المصريين لن يؤثر على علاقات البلدين.. والحادث انتقامى بعد سجن 3 ليبيين
حمل السفير الليبى لدى القاهرة، محمد فايز جبريل، نظام الرئيس الراحل معمر القذافى، مسئولية انتشار الجماعات الإرهابية فى بلاده والضالعة فى عمليات تخريبية، واصفا عملية اختطاف السائقين المصريين على أيدى مسلحين ليبيين بأنها «أمر لا يجوز ولا ينبغى». وأرجع جبريل عملية اختطاف السائقين إلى «الغضب من الحكم على ثلاثة ليبيين فى مصر بالسجن المؤبد لحيازتهم سلاحا ناريا»، مستدركا: «لا يعنى هذا غير تقديرنا للقضاء المصرى واحترامنا الكامل لأحكامه، ونعرف جيدا أن القانون فى مصر أصبح مشددا بعد ثورة 25 يناير»، مستبعدا أن «يؤثر الحادث على عمق العلاقات الليبية والمصرية». وقال السفير الليبى فى حوار مع «الشروق»: إن «نظام القذافى كان يستضيف جنسيات من دول الجوار الأفريقى، تعانى من الظروف الاقتصادية، لابتزاز أوروبا، ونحن ورثنا هذه المهمة الصعبة ولا نريد أن نبتز بها أحدا.. فقط نريد أن نؤمن حدودنا». وأضاف جبريل: «نظام معمر كان راعيا لكل حركات الارهاب وسخر الأراضى الليبية لتكون مرتعا وملاذا آمنا لها»، مشيرا إلى أن عملية ضبط الحدود الليبية الممتدة على مسافة 8 آلاف كيلو متر «تحدٍ كبير أمام القيادة الأمنية فى بلادنا»، وتابع: «نحن نتعامل مع رموز لنظام له صحيفة سوابق». وتطرق جبريل فى حديثه إلى العلاقة المصرية الليبية، وقال: «مصر بحكم حجمها ودورها المؤثر فى المنطقة هى قبلة للعرب»، مضيفا: «ليذهب من يذهب عن السلطة ويأتى غيره، لكن تظل الشعوب هى الباقية، فالحكام هم فى الأصل موظفون لتحقيق مصالح شعوبهم، كما أننا ننظر لما يحدث فى مصر بأهمية شديدة، ولا يعنى هذا تدخلا فى شئونها، لكن لثقلها فى المنطقة، لافتا إلى وجود تنسيق أمنى بين البلدين لحماية وضبط الحدود. وتابع جبريل: «نحترم الشأن المصرى ونقدر اختياراته، ولا يمكن إبداء الرأى حول ما يحدث على أرضه، وما حدث عقب 30 يونيو أو قبلها لم ولن يؤثر على العلاقات بين البلدين»، فى إشارة إلى نجاح الزيارة الأخيرة لرئيس الوزراء الليبى، على زيدان إلى القاهرة الشهر الماضى، لافتا إلى وجود لجنة مصرية أمنية فى ليبيا حاليا لتفعيل ما تم الاتفاق عليه خلال زيارة رئيس الوزراء الليبى للقاهرة لضبط الحدود، مؤكدا أن اتصالات يومية تتم على جميع المستويات بين المعنيين بتنفيذ جميع اتفاقيات التعاون فى جميع المجالات. وتحدث جبريل عما تبذله بلاده لضبط الحدود مع مصر، وقال «بلادنا ملتزمة بالاتفاقيات الدولية لضبط حدودنا، فضلا عن عقد اتفاقيات أمنية مع كل دول الجوار والاستعانة بخبرات الاتحاد الأوروبى لضبط الحدود بوسائل حديثة.. هذا هم ليبى قبل أن يكون هما لأى دول أخرى». موضحا: «يجب أن تراعى النظرة الأمنية لمسألة الحدود، الظروف التى قامت فيها الثورة الليبية، وممارسات النظام الليبى السابق الذى استضاف جنسيات من دول الجوار الأفريقية كانت تعانى الظروف الاقتصادية الطاحنة، واستخدامها لابتزاز أوروبا»، متابعا: «تدخل القذافى فى القارة الافريقية وتمويله للقبائل والجماعات الإرهابية قصة طويلة تتفهمها الأجهزة الاستخباراتية، فهو الذى غذى الصراع فى مالى وتشاد لخلق بؤر من الصراع معتقدا أن ذلك يجعله آمنا وأنه القائد الذى يستطيع أن ينشئ سلاما هنا ويخلق حربا هناك، إلا أننا الآن لا نريد أن نؤسس علاقاتنا على وهم الزعامة والذى كلفنا كثيرا من الأموال». ودافع السفير الليبى، الذى ظل يعارض نظام القذافى لسنوات طويلة، عن ثورة شعبه، فى مواجهة الاتهامات بأنها جاءت بمساعدة قوات الناتو: «الأصوات التى هاجمتنا كانت صامتة أمام جرائم القذافى، ولنا الحق فى الاستعانة بأى أحد وفق إرادتنا الحرة، ولكننا لم نجد فى العباءة القومية أو الإسلامية من يحتوى قضيتنا، فالجميع ذهب ليحج ويطلب ود القذافى من أجل النفط والمال.. على مر التاريخ توجد تجارب خاصة فى أوروبا، فأمريكا لم تفرض سيطرتها على فرنسا بعد تحريرها من القوات الألمانية، الآن أين هذه الأطماع الأوروبية فى ليبيا، الحقيقة أن مشكلة ليبيا فى أبنائها؟». ويرى جبريل أن دروس التاريخ وسقوط الرموز الديكتاتورية يجب أن تنهى أى محاولة لخلق نازية أو فاشية فى بلادنا العربية حتى لو جاءت تحت شعار وطنى أو إسلامى أو اشتراكى، لأنها ستؤدى مرة أخرى إلى الهلاك والمفسدة. ومضى جبريل يتحدث عن ما سماهم بأذناب القذافى فى القاهرة: «ملف أذناب نظام القذافى كان فى مقدمة أجندة، مصطفى عبدالجليل، رئيس المجلس الانتقالى الليبى، فى زيارته للقاهرة وكذلك الزيارتين الأخيرتين لرئيس الوزراء الليبى، على زيدان، لمدى اقتناع وإدراك الادارة الليبية بخطورة هذه العناصر على الأمن الليبى وخطورتها على العلاقات بين البلدين خاصة أنها تجيد فن المكر والخديعة، «نحن نتعامل مع رموز لنظام له صحيفة سوابق، ليس مجرد قوى سياسية نختلف معها فى وجهات نظرها». ويضيف جبريل «لدينا معلومات عن تورط هذه العناصر فى أعمال عنف فى ليبيا، فهذه المجموعة تتنقل بين مصر وأوغندا والإمارات بالتحديد، فى اعتقادهم أنهم يستطيعوا بأموالهم إعادة السيطرة مرة أخرى، وأن هذه الثورات سوف تنتكس». ويؤكد جبريل أن الحكومة المصرية وعدت بالتعامل مع هذا الملف بجدية فى إطار القانون، وأكدت أنها لن تسمح لهؤلاء لتعكير العلاقات أو استخدام أراضيها كنقطة انطلاق لزعزعة الأمن فى ليبيا، وقال أوجه نصيحة لعناصر النظام الليبى السابق الهاربة فى مصر، سلموا أنفسكم للقضاء الليبى»، واستدرك: ليسوا جميعا سواسية فى الإجرام، ومن أراد العودة إلى ليبيا عليه أن يعود وهناك مكتب للنازحين. يؤكد جبريل أن القوى السياسية الآن فى ليبيا تقوم بتوثيق جرائم القذافى ونظامه والانتهاكات التى ارتكبها بحق شعبه، وأولها تشويه الطبيعة الديمجرافية وتجنيس بعض القبائل لتحقيق هوس الزعامة والامتداد الجغرافى و«اللعب فى أجهزة الدولة المصرية» أيضا، وزعم السيطرة والتوسع بفكرة الاستثمار، فأموال القذافى لم تأت مصر بهدف الاستثمار ولكن كانت لتغذية مشروعاته فى السيطرة واخضاع الآخرين. ويوضح جبريل «لدينا أرشيف بالسفارة يضم أكثر من 110 اتفاقيات ومعاهدات وبرتوكولات تعاون مع مصر، ولكن المشكلة ليست فى أفكار والاتفاقيات، لكن فى القدرة على تفعيلها وهو ما ننتظره حاليا، وننتظر الوقت المناسب لعودة انعقاد اللجنة المشتركة لدول الربيع العربى بين مصر وليبيا وتونس والتى حالت الظروف الخاصة فى مصر من انعقادها خلال العام الماضى». وعن ضرورة حماية الاستثمارات الليبية فى مصر المقدرة ب11 مليار دولار، يقول جبريل: «بدأت الاعتداءات على استثماراتنا تقل حدتها، بعد القيام بتسويات بعيدة عن القانون والطرق الرسمية، ولا يزال بعضها عالقا، ولكن لا نريد أن تستفحل هذه المشكلة وأن يكون الحل العرفى وسيلتنا فى الحفاظ على استثماراتنا فى مصر.. ندرك أن الوسيلة الوحيدة للحفاظ على الاستثمارات هى تنميتها والحفاظ عليها». ويضيف جبريل: «نصبر على بعض.. فكما تشاركونا عدم انضباط الحدود، نشاركم الصبر على عدم حماية استثماراتنا بسبب عدم الاستقرار فى مصر».