في أجواء روحانية خاشعة، ومشهد تظلله الهيبة والجلال، يقف ضيوف الرحمن غدا الأثنين على صعيد عرفات الطاهر لأداء الركن الأعظم من شعائر الحج، متوجهين إلى السماء بأكف ضارعة، وأعين تغمرها الدموع، يسألون الله عز وجل أن يتقبل منهم سعيهم وطوافهم، وأن يجعل من زيارتهم لبيته الحرام سببا للغفران، وفوزا برضى الرحمن. ويصعد إلى رحاب عرفات نحو 1.6 مليون حاج، من كل جنسيات العالم، قبل أن ينفروا إلى مزدلفة مع انتهاء اليوم، استعدادا لأيام التشريق ورمي الجمرات. واستعانت السلطات السعودية بطائرات لمتابعة الطرق، والتدخل السريع لحل المشكلات، كما استعانت ب 4200 كاميرا للمراقبة، و20 ألف حافلة لنقل الركاب، و18 ألف ضابط وجندي لتنظيم تصعيد الحجاج إلى صعيد عرفات الطاهر. وطبقت السلطات السعودية إجراءات حاسمة لمنع دخول من لا يحمل تصريح الحج للمشاعر المقدسة، خاصة مع تخفيض عدد الحجاج بنحو 20 % عن العام الماضي بسبب التوسعات الجارية بالحرم المكي الشريف. وشكا الحجاج المصريون من قرار مسئولي البعثة المصرية بنقلهم إلى جبل عرفات مباشرة دون قضاء يوم التروية بمنى، اقتداء بالنبى صلى الله عليه وسلم، وهو ما دفع مسئولي البعثات للاستعانة بعلماء الدين المرافقين ، حيث أكدوا على أن قضاء يوم التروية فى مني سنة ولا في إثم فى تركه، لا سيما مع صعوبة الوصول عرفات صباحا بسبب احتشاد الحجاج.