في بوادر تهدئة جديدة للأجواء الكروية بين مصر والجزائر ، أنكر رابح سعدان المدير الفني لمنتخب الجزائر ما نسب إليه من تصريحات بخصوص الحكم النيجيري الذي أدار مباراة مصر ورواندا الأخيرة في تصفيات كأس العالم 2010 بجنوب أفريقيا ، وقال إنه لا يولي مباريات منتخب مصر أي اهتمام وخاصة في الفترة الحالية ، ولا يركز سوى على استعدادات فريقه. ونقلت صحيفة "الشروق" الجزائرية عن سعدان قوله ردا على ما أثير في وسائل الإعلام المصرية عن توجيهه انتقادات إلى مستوى حكم مباراة مصر ورواندا ودوره في فوز مصر بهذه النتيجة : "أقضي حاليا عطلتي السنوية ، ولم يسبق وأن تكلمت عن مباراة مصر أمام رواندا لأي كان ، أظن أن بعض الأطراف أساءت الفهم أو حرفت بعض الأقاويل ونسبتها إلي ، وأنا بريء منها ، لأنني لا أبالي بالمباريات الأخرى ما دمنا في الطريق الصحيح". وأبدى سعدان امتعاضه من الهجوم الذي شنته عليه بعض الأطراف في مصر ، حيث اعتبر أنه ما كان ينبغي على أي طرف الانسياق وراء كل ما يقال في بعض وسائل الإعلام لأنه يتضمن تصريحات قد تكون مغلوطة ، وهو ما من شأنه التأثير على العلاقات الطيبة بين الجانبين ، بحسب تعبيره للصحيفة نفسها. وبرر سعدان هذا الهجوم بأنه من قبيل محاولة "ضرب استقرار منتخبنا الوطني الذي يعيش أحسن حالاته وفي طريقه لتحقيق التأهل للمونديال". وكشف المدير الفني للمنتخب الجزائري – متصدر مجموعة التصفيات الثالثة حتى الآن – النقاب عن أنه سيعلن بعد عشرة أيام تقريبا كافة تفاصيل الاستعدادات الجزائرية لخوض مباراة زامبيا التي ستقام في سبتمبر المقبل في الجزائر العاصمة ، والتي كانت وسائل الإعلام الجزائرية قد تحدثت عن وجود ترتيبات لإقامة مباراة ودية مع منتخب أوروجواي. وتأتي هذه التصريحات الهادئة من جانب سعدان في الوقت الذي صدرت فيه تصريحات أخرى "تسخينية" من جانب آخر ، وتحديدا من جانب عبد الحميد كرمالي المدير الفني الأسبق لمنتخب الجزائر الذي كان قد تولى قيادة "الخضر" في مباراة العودة الشهيرة أمام منتخب مصر في القاهرة يوم 17 نوفمبر 1989 والتي تأهل من خلالها المنتخب المصري إلى نهائيات كأس العالم 1990 بإيطاليا بهدف حسام حسن التاريخي. فقد نقلت الصحيفة الجزائرية نفسها عن كرمالي تصريحات أدلى بها كرمالي لمراسل مجلة "سوبر" في الجزائر استعاد فيها ذكريات مباراة 1989 ، وجددا انتقاداته الشديدة إلى الحكم الدولي التونسي الأسبق علي بن ناصر الذي أدار المباراة ، كما زعم أن "صحفيا مصريا حاول إقناعه بالتنازل عن نقاط مباراة عام 2001" التي أقيمت بين الفريقين في تصفيات كأس العالم 2002 ، وهي التصفيات التي أسفرت عن تأهل السنغال إلى مونديال كوريا الجنوبية واليابان في النهاية! وقالت الصحيفة الجزائرية في تقديمها لتصريحات كرمالي : "فجر شيخ المدربين الجزائريين عبد الحميد كرمالي قنبلة تُحتم على الاتحادية الجزائرية لكرة القدم وعلى كل المسئولين أخذ الحيطة والحذر إن أرادوا ضمان التأهل لمحاربي الصحراء". ونقلت عنه قوله بالحرف الواحد : "عشية مباراة الجزائر ضد مصر (عام 2001) ، جاءه إلى الفندق في عنابة أحد الصحفيين من التليفزيون المصري للوقوف على انطباعاته حول المباراة ، وقال إنه في خضم الحديث مع الصحفي لمح له هذا المبعوث بتسهيل مهمة المنتخب المصري للفوز بنقاط المباراة حتى تتأهل مصر ...... من باب أن المنتخب السنغالي الذي فاز على بطل العالم في مونديال 2002 وتأهل إلى الدور الثاني لا يقوى على تشريف القارة الإفريقية في المحافل الدولية مثل الفراعنة"! وأضاف كرمالي أنه "حملق جيدا في وجه الصحفي المصري أو المبعوث المصري وصاح في وجهه قائلا : شوف .. لو قدرنا أن نفوز عليكم بخماسية لفعلت ، أما أن نمنحكم نقاط المباراة فوالله هذا الذي لن يحدث وأنا على رأس المنتخب ، لكنني أؤكد لكم أنني سأضمن أمنكم وسلامتكم إذا لعبتم جيدا وفزتم علينا كرويا" ، وقال كرمالي إنه طلب من هذا المبعوث عدم إعادة هذا الكلام وإلا استدعى الشرطة! وانتقد كرمالي بشدة المنتخب المصري الحالي قائلا إن "وهج لاعبيه بدأ يأفل بشكل رهيب" ، وأرجع ذلك إلى حالة التشبع التي أصابتهم والملل الذي تسلل إلى قلوبهم ولعامل السن الذي لم يعد في صالحهم. ومضى كرمالي في حديثه منتقدا الحكم النيجيري الذي أدار مباراة مصر ورواندا الأخيرة ، فقال إن الحكم "أهدى ضربة جزاء خيالية للفراعنة ، ومنحهم وقتا إضافيا لتسجيل هدف ثالث ، كما طرد لاعبا روانديا ، وغض الطرف عن الكثير من المخالفات لصالح الروانديين ، واعترف بحبه للاعب (محمد) أبو تريكة ، وتفسح رفقة بعض المسئولين المصريين في الأهرامات"! وطالب كرمالي من القائمين على الكرة في الجزائر بأن يحذوا حذوه ويفعلوا ما فعله سنة 1989 لما علم بأن الحكم التونسي علي بن ناصر سيكون حكما للقاء الفاصل بين الجزائر ومصر والمؤهل لمونديال 1990 ، حيث أيقن وقتها أن الكارثة حلت بالمنتخب الجزائري بسبب تعيين هذا الحكم. وقال كرمالي إنه حاول استباق الأمور وإبلاغ الحكم رسائل مفادها أن يكون نزيها وألا يخشى أحدا يوم المباراة ، بل وكشف النقاب عن أنه سافر إلى تونس شخصيا لتوجيه رسائله بنفسه لهذا الحكم ، إلا أنه صرخ في وجه كرمالي وطلب منه الانصراف وإلا استدعى له رجال الأمن ، لكن كرمالي أصر عليه أن يكون نزيها فقط ، كما همس له لحظة دخوله الميدان أن يكون رجلا ولا يخاف أحدا ، لكن يضيف كرمالي "للأسف بن ناصر لم يكن رجلا يوم المباراة ، وكان السبب في خسارتنا وإقصائنا من المونديال"! ونسي كرمالي أن بن ناصر كان بسبب هذه التهديدات التي سبقت المباراة كان متحاملا على الفريق المصري الذي فاز بجدارة واستحقاق ، إلى درجة أن من يذكر أحداث هذه المباراة جيدا يوقن بأن الحكم تغاضى عن طرد الأخضر بللومي لاعب الجزائر أكثر من مرة ، وخاصة عندما اعتدى بالضرب بدون كرة على هاني رمزي لاعب منتخب مصر أثناء سقوطه على الأرض مصابا ، كما كاد بن ناصر أن يتسبب في كارثة لعدم احتسابه خطأ واضحا على لاعب الجزائر شريف وجاني في نهاية المباراة انفرد على أثره بالمرمى المصري وكاد أن يحرز هدف التعادل ولكنه أطاح بالكرة خارج المرمى!