يبدو أن تعادل منتخب زامبيا مع مصر – بطل أفريقيا – في القاهرة فتح شهية فريق "الطلقات النحاسية" لتحقيق حلم التأهل إلى كأس العالم للمرة الأولى في تاريخه. فقد طلب الفرنسي إيرفي رينارد المدير الفني لمنتخب زامبيا أن يتم تنظيم معسكر مدته ثلاثة أسابيع كاملة قبل اللعب أمام رواندا والجزائر في شهر يونيو المقبل في الجولتين الثانية والثالثة لمباريات المجموعة الثالثة من التصفيات المزدوجة المؤهلة لكأس العالم 2010 بجنوب أفريقيا. وقال رينارد في تصريحات نقلتها صحيفة "تايمز أوف زامبيا" الزامبية عبر موقعها الإليكتروني إن المباراتين المقبلتين ستكونان في فترة لا تتعدى أسبوعين فقط ، وأضاف أنه سيكون ممكنا استدعاء جميع لاعبي زامبيا المحترفين في الخارج لخوض هذا المعسكر رغم طول مدته باعتبار أن أغلبية بطولات الدوري في العالم ستتوقف طوال تلك الفترة بحكم أن هذه الفترة مدرجة ضمن الأجندة الدولية. وشدد رينارد – الذي باتت كل طلباته مجابة بعد التعادل مع مصر – على ضرورة أن يتم الإعداد فورا لمعسكر طويل وجيد للاعبين ، والاتفاق مع أنديتهم الأوروبية والأفريقية التي يلعبون ضمن صفوفها على التخلي عن لاعبي زامبيا مبكرا. وشرح رينارد ما يقوله بأن "كريس كاتونجو سيلعب آخر مباراة له يوم 29 مايو ، وآخر اللاعبين المحترفين في أوروبا سيلعبون مباريات حتى يوم 30 مايو ، ولهذا فإنني أريدهم أن ينضموا بعدها على الفور إلى الفريق". وبجدية تامة ، أكد رينارد أن جميع فرق المجموعة الثالثة : مصر وزامبيا والجزائر ورواندا ، تملك نسبة 25% لكل منها في التأهل إلى المونديال حاليا بعد مباراتي الجولة الأولى ، وأضاف أنه لن يغير رأيه بسبب التعادل مع مصر في القاهرة ، وقال : "فرصنا ما زالت هي نفس الفرصة التي نملكها قبل مباراة مصر ، وقلت قبل المباراة إن كل فريق يملك فرصة متساوية بنسبة 25% ، وبعد أن انتهت المباراتان بالتعادل ، ما زال لكل فريق نسبة 25%" ، بل إنه حذر من أن التعادل مع مصر سيكون بغير قيمة إذا لم تتبع هذه النتيجة نتائج أخرى إيجابية في باقي المباريات. وفيما يتعلق بمنتخب مصر تحديدا قال رينارد : "ما زالت مصر هي الفريق الأوفر حظا في التأهل عبر هذه المجموعة ، وهذا لا يعني أننا سنحاول أن نتصدر المجموعة". على صعيد آخر ، هنأ الرئيس الزامبي روبيا باندا منتخب بلاده على التعادل مع مصر ، ووصف العرض الزامبي خلال مباراته الأولى بأنه كان "جيدا". وحث الرئيس الزامبي لاعبي فريقه على مواصلة التركيز في المباريات المقبلة ، والاحتفاظ بالانضباط والفوز بالمباريات المقبلة من أجل التأهل إلى المونديال. وأضاف : "إنني سعيد للغاية بهذا الفريق ، وأثق بشدة في قدرته على التأهل إلى كأس العالم إذا واصل لاعبوه التحلي بالتركيز في المباريات المقبلة". أما كالوشا بواليا رئيس الاتحاد الزامبي فلم يكتلف بالإشادة بفريقه ، وإنما وجه الشكر إلى رئيس زامبيا على تدعيمه وتشجيعه المعنوي والمادي للفريق ، ودعا إلى تضافر الجهود بين الجميع ، بما في ذلك الشركات الراعية والداعمة للفريق من أجل التأهل إلى المونديال. ومما يؤكد أن الأجواء الساخنة في زامبيا باتت تفوق المعتاد ، والسبب في ذلك التعادل مع مصر في القاهرة ، أن الجانب الجزائري نفسه بدأ يشكو ويبدي تخوفه من الأجواء الحماسية المبالغ فيها التي تحيط بمباراته أمام منتخب زامبيا في لوساكا يوم 20 يونيو المقبل ضمن الجولة الثالثة ، والتي ستعقب مباراة الجزائر ومصر في البليدة مباشرة في الجولة الثانية. فقد توقعت الصحف الجزائرية أن يواجه "الخضر" صعوبات جمة خلال مباراة لوساكا اتضحت بوادرها من الآن ، وأشارت إلى أن أول ما بدأ به الجانب الزامبي هو أنهم قرروا نقل مكان المباراة إلى استاد شيلاي بومبوي الذي يبعد عشرات الكيلومترات عن العاصمة لوساكا ، وهو ما يعني أن المنتخب الجزائري سيضطر إلى استخدام طائرة داخلية للتنقل من لوساكا إلى الملعب ، على الرغم من أن رابح سعدان المدير الفني كان قد اتفق مع مسئولي الاتحاد الجزائري على السفر إلى زامبيا قبل المباراة بيومين فقط ، والأسوأ من ذلك أن الفندق الذي سيقيم فيه منتخب الجزائر سيبعد عن الاستاد نفسه بأكثر من 35 كيلومترا ، وهو ما سيرهق اللاعبين. وفي الجزائر أيضا ، أظهر استطلاع للرأي العام أجرته صحيفة "الشروق" الجزائرية أن أكثر من 44% من الجزائريين باتوا يعتبرون أن فرصة "الخضر" في التأهل إلى المونديال ستكون كبيرة بعد تعادل مصر مع زامبيا ، رغم أن هذه النسبة كانت ضئيلة للغاية بعد تعادل الجزائر خارج ملعبها مع رواندا. وأظهر الاستطلاع نفسه أن 31% من الجزائريين ما زالوا يعتبرون أن فرصة الجزائر ضعيفة في التأهل ، مقابل 24% يعتبرون أن فرصة الخضر "متوسطة".