أصدر طارق اللوباني وجون جريسون الكنديان المعتقلان في مصر بيانًا من سجن طرة أكدا فيه استمرار إضرابهما عن الطعام، وأشارا إلى عدم تمكنهما من إجراء المكالمات الهاتفية وأنهما تشاركا مع 36 سجين سياسي آخر زنزانة حجمها 3 متر × 10 متر. وزعم الكنديان، في بيان صدر عنها، يوم امس الأول الاثنين، أنهما يناما "مثل السردين على الخرسانة مع الصراصير"، كما أكدا أنه لم يخططا للبقاء في مصر لفترة أطول من ليلة وضحاها وكانت وجهتهما "غزة" حيث أن طارق متطوع في مستشفى الشفاء هناك وكان جون ينتوي تصوير فيلم قصير عن عمل طارق. كما أشار إلى أن مظاهرات رمسيس في السادس عشر من الشهر الماضي لم تستطع سيارتهما المضي قدمًا إلى غزة لذلك قررا إلقاء نظرة على رمسيس الذي يبعد 5 بنايات عن فندقهم يحملان جوازات السفر والكاميرا الخاصة بجون. وعن المظاهرات، كشفا عن أنها كانت في بدايتها وكانت الهتافات سلمية وهناك رائحة خافتة للغاز المسيل للدموع وطائرة هليكوبتر تحلق في السماء، ثم فجأة ظهرت نداءات تطلب بتواجد طبيب. ما حدث – وفقًا للبيان – أنه كان هناك شاب ينزف جراء طلق ناري، فبدأ طارق العمل كطبيب في محاولة لإنقاذ المصابين، بينما بدأ جون بالتصوير لتوثيق "المجزرة التي كانت تتكشف"، مؤكدان أنهما شاهدا أكثر من 50 قتيل ما بين طلبة وعمال ومتخصصين وأساتذة حسب قولهما. استكمل طارق وجون بيانهما بتوضيح أنهما حاولا العودة إلى الفندق ولكن لم يتمكنا من إيجاد وسيلة وطلبا المساعدة في إحدى نقاط التفتيش، ولكن ما حدث أنه تم إلقاء القبض عليهما وتفتيشهما واستجوابهما وصفعهما وضربهما وحلق شعرهما ومنعهما من المكالمات الهاتفية واتهامهما بأنهما مرتزقة أجانب. أوضح البيان أن الكنديين كانا اثنين من أصل 602 تم احتجازهما هذه الليلة، وجميعهم تقريبًا يواجهون التهم ذاتها وهي إحراق الممتلكات عمدًا والتآمر والإرهاب وحيازة الأسلحة والمتفجرات والهجوم على أقسام الشرطة. أضاف البيان أن قصص المعتقلين مع الكنديين – بحسب قولهما – تتشابه مع قصتهما، فتم التقاطهما من الشوارع المظلمة بعد الاحتجاج من قبل البلطجية أو رجال الشرطة على بعد بنايات أو أميال من قسم الشرطة المزعوم " لجرائمنا المزعومة". في نهاية البيان، قالا إنهما الآن في سجن طرة منذ 6 أسابيع وفي زنزانة جديدة مساحتها 3.5 متر × 5.5 متر مع ست أشخاص آخرين ولكن مازال النوم على الخراسنة مع الصراصير ولا يوجد مكالمات هاتفية. كما أعربا عن ترحيبهما لتعرضهما لمحاكمة حقيقية مع الأدلة الحقيقية لأن اللقطات التي صورها جون لطارق وهو يعالج المرضى ستكون لصالحهما وتكون شاهدة على المذبحة " نحن نستحق الإجراءات القانونية الواجبة وليس الصراصير على الخرسانة .. نحن نطالب بالإفراج عنا". ومن جانبها قالت صحيفة "جلوب أند ميل" الكندية، اليوم الاثنين، أن قضية طارق وجون توضح الحدة التي تحول إليها المشهد السياسي في مصر في الشهرين الماضيين حيث اتهمت الحكومة الأجانب لدعم الإسلاميين "بينما تزعم أن كلاهما أهداف لما تسميه حربها على الإرهاب." وأوضحت الصحيفة أن جون وطارق يعتقدان أنهما محتجزين لأنهما شهدا مقتل عشرات الأشخاص من قبل قوات الأمن ولكن "حجتهما" ستكون اللقطات المصورة التي تعتقد الصحيفة أن النيابة العامة قد لا ينظر لها ك«حجة» في ظل المناخ الحالي المعادي للأجانب والحملة الجارية ضد جماعة الإخوان المسلمين.