رفض رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، يوم الثلاثاء، الحملة الدعائية للرئيس الإيراني الجديد، ووصفها بأنها حيلة أعدها "ذئب في ثياب حمل"، وأعلن أن إسرائيل مستعدة للوقوف بمفردها لمنع طهران من الحصول على سلاح ذري. وهاجم نتنياهو، في كلمة أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، أظهر فيها استعداده للقتال الجديرة بالثقة في الرئيس الإيراني الجديد حسن روحاني، الذي قام بمفاتحات دبلوماسية مع الولاياتالمتحدة الأسبوع الماضي بمكالمة هاتفية مع الرئيس الأمريكي باراك أوباما. وقال نتيناهو: "روحاني لا يشبه أحمدي نجاد" في إشارة إلى الرئيس الإيراني السابق محمود أحمدي نجاد، الذي كانت خطاباته أمام الجمعية العامة معادية للغرب ومعادية لإسرائيل. لكنه نتنياهو استطرد قائلاً: "لكن عندما يتعلق الأمر ببرنامج إيران النووي فإن الفارق الوحيد بينهما هو أن أحمدي نجاد كان ذئبًا في ملابس ذئب بينما روحاني ذئب في ملابس حمل". وعبرت كلمة نتنياهو، وهي آخر كلمة في اجتماعات الجمعية العامة هذا العام، عن قلق إسرائيل من العلامات التي تلوح عما قد يصبح تقاربًا أمريكيًا إيرانيًا قد يؤدي إلى تخفيف العقوبات الدولية على إيران قبل الأوان، وتخفيف للتهديدات العسكرية التي تستهدف حرمان إيران من وسائل إنتاج أسلحة نووية. وقال نتنياهو، أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة: "لا توقفوا الضغوط على إيران" مضيفًا أن الاتفاق الوحيد الذي يمكن إبرامه مع الرئيس روحاني هو "التفكيك الكامل لبرنامج إيران للأسلحة النووية". وأشار نتنياهو، إلى الفترة التي شغل فيها روحاني منصب رئيس المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني في الفترة بين عامي 1989 و2003 والتي قتل خلالها "أنصار مخلصون" زعماء المعارضة الإيرانية في برلين و85 شخصًا في المركز اليهودي في بوينس أيرس و19 جنديًا أمريكيًا في تفجير في أبراج الخبر في السعودية. وتساءل نتنياهو: "هل لنا أن نصدق أن روحاني - مستشار الأمن القومي في ذلك الوقت لم يعرف شيئًا عن هذه الهجمات؟" وتابع: "بالتأكيد علم تمامًا مثلما عرف رؤساء أجهزة الأمن في إيران قبل 30 عامًا بالتفجيرات في بيروت التي قتل فيها 241 من مشاة البحرية الأمريكيين و58 مظليا فرنسيًا". وأوضح نتنياهو، أن إسرائيل مستعدة للجوء لعمل عسكري منفردة ضد إيران إذا ثبت أن الدبلوماسية تؤدي إلى طريق مسدود. وقال: "أريد ألا يكون في هذه النقطة لبس. فإسرائيل لن تسمح لإيران بالحصول على أسلحة نووية. وإذا اضطرت إسرائيل للوقوف بمفردها فسوف تقف بمفردها. ولكن حينما تقف إسرائيل بمفردها فإنها ستعلم أننا ندافع عن كثيرين آخرين". ومع أن معظم كلمة نتنياهو كانت عن إيران، إلا أنه تطرق كذلك لعملية السلام مع الفلسطينيين قائلاً إن الدولة اليهودية مستعدة للتوصل إلى "حل تاريخي". وألقى باللوم على الزعماء الفلسطينيين لأنهم لم يتجاوبوا بشكل كافٍ. ورفض عضو الوفد الإيرانيبالأممالمتحدة خداد سيفي، المزاعم الإسرائيلية وقال أمام الجمعية العامة، إن إيران "ملتزمة بشكل كامل" بمعاهدة منع الانتشار النووي. وحذر إسرائيل من أن إيران قادرة على الرد على أي هجوم قد تشنه قائلاً: "من الأفضل لرئيس وزراء إسرائيل ألا يفكر - مجرد التفكير - في مهاجمة إيران ناهيك عن التخطيط لذلك". وقال نتنياهو، إن البرنامج النووي الإيراني استمر بخطى "واسعة ومحمومة" منذ انتخاب روحاني. وقال: "لكنني كأي شخص آخر أتمنى أن نستطيع تصديق كلمات روحاني، ولكن يجب أن نركز على ما تفعله إيران". وأضاف انه يجب تشديد العقوبات إذا واصل الإيرانيون مشروعاتهم النووية أثناء التفاوض مع القوى العالمية. وكان الرئيس الأمريكي باراك اوباما كرر بعد اجتماع مع نتنياهو يوم الاثنين، عزمه على منع ايران من اكتساب أسلحة نووية. وقال الزعيمان كلاههما إن بلديهما يتعاونان في هذا الشأن.