وسط قلق عالمى إزاء الأعداد الكبيرة للقتلى في احتجاجات السودان، خرجت أمس عدة مظاهرات في مناطق ومدن مختلفة في أنحاء البلاد، في "جمعة الشهداء" أو "الهوت دوج"، في سخرية من تصريحات سابقة للرئيس السوداني. وقالت مصادر صحفية سودانية للشروق إن السلطات السودانية صادرت صحيفتي "السياسي" و"المجهر"، ومنعت صحيفة "الوطن" من الصدور لأجل غير مسمى. ومن ناحيتها نقلت قناة سكاي نيوز عن مصادرها أن كل من صحيفتي "الأيام" و"القرار" احتجبتا عن الصدور اجتجاجاً على توجيهات تحريرية من جهاز الأمن، فيما استقال أربعة صحفيين من جريدة "الصحافة" واسعة الانتشار اجتجاجاً على العنوان الرئيسي "تبت يد المخربين" في إشارة للمتظاهرين. وأفاد تقرير لهيئة الإذاعة البريطانية بي بي سي، أن قوات الأمن عززت من وجودها في شوارع العاصمة السودانية الخرطوم، ونشرت أعدادا كبيرة من قوات الشرطة لحماية المباني الحكومية ومحطات بيع الوقود. وكانت قناة العربية قد أوردت في تقريرها صباح أمس، أن القوات السودانية حاصرت المساجد في الأحياء المعروفة بمعارضتها للسلطات، فيما نبهت على أئمة المساجد إدانة ما أسمته "التخريب" في خطب الجمعة. وأفاد شهود عيان ل"الشروق" أن عدد من المظاهرات بدأت قبل موعدها المقرر عقب صلاة الجمعة، بسبب الطوق الأمني على المساجد. وخارج الخرطوم خرج آلاف من المتظاهرين في مدينة ود مدني جنوب العاصمة، وهي ثاني كبرى مدن البلاد احتجاجاً على العنف الذي مارسته السلطات ضد المحتجين على الأوضاع الاقتصادية والغلاء. ومن ناحيته، وصف رئيس تحرير صحيفة "حريات" الإلكترونية الحاج وراق القمع بأنه "محاولة من النظام لإغراق الانتفاضة في الدم". في الوقت الذي توقع فيه مدير مركز الدراسات العربية والإفريقية حلمي شعراوي أن تتحول الاحتجاجات لثورة، إذا صادفت تنسيقاً سياسياً يتخلص من "الجهوية"، ويوحد خطابه السياسي. ومن ناحية أخرى، أفادت منظمتا العفو الدولية والمركز الإفريقي لدراسات العدل والسلام فى بيان مشترك لهما حسبما ذكرت شبكة إيه بي سي نيوز الإخبارية الأمريكية أمس، أنهما وثقتا حتى الآن 50 حالة وفاة خلال يومين فقط من المظاهرات. وأضافتا، أن أغلب حالات الوفاة لشباب تتراوح أعمارهم بين التاسعة عشر والسادسة والعشرين، فيما أفاد أحد شهود العيان بأنه شاهد جثتين لشخصين مصابتين بطلقات نارية في الظهر، الأمر الذي يوضح أن الشرطة أطلقت عليهما النيران بينما كانا يلوذان بالفرار. ومن جهتها، أعربت المفوضة السامية لحقوق الإنسان بالأمم المتحدة نافى بيلاي، فى بيان لها امس بجنيف، عن قلقها البالغ إزاء تقارير تفيد بوقوع عدد كبير من القتلى خلال الاحتجاجات والمظاهرات التي شهدتها السودان منذ يوم الاثنين الماضي، احتجاجا على رفع الدعم الحكومي عن الوقود.