سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
فهمي هويدي ل«الإخوان» وحلفائهم: كونوا «أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين» «هويدي»: لا الاعتصامات أسقطت الحكومة ولا إجراءات السلطة أسكتت الإخوان.. ونعيش أجواء المواجهة بين قوة السلطة وقوة الفكرة..
قال الكاتب الصحفي فهمي هويدي، إنه ليس يهم في الوقت الراهن ما إذا كان الفائز في الصراع الدائر في مصر هو قوى التحالف مع العسكر أم تحالف الدفاع عن الشرعية؛ لأن الخاسر الأكبر في نهاية المطاف هو الوطن، على حد تعبيره. وكشف هويدي، في مقاله المنشور في عدد اليوم الثلاثاء بجريدة الشروق، عن أن اللقاء الذي جمع بين الأستاذ محمد حسنين هيكل في بيته، واثنان من القياديين في حركة الإخوان هما الدكتور محمد علي بشر وزير التنمية المحلية السابق، والدكتور عمرو دراج وزير التخطيط السابق، أنه كان لقاءً عاديًا، موضحًا أن سببه هو إخبار "هيكل" بأن الإخوان يستنكرون الاعتداء على مزرعته ومكتبته وأنه لا علاقة لهم بالحادث من قريب أو بعيد، على العكس مما روجت له وسائل الإعلام. وأضاف، أن اللقاء ناقش الأوضاع المحلية وأهمية استقرار الوطن لكي يتمكن من مواجهة التحديات التي تهدد الأمن القومي في إطار تلاحم المجتمع. مستنكرًا "الرنين الذي أحدثه اللقاء في أوساط عقلاء الطبقة السياسية" معتبرًا إياه كان أكثر من اللازم؛ إذ حمله كثيرون بأكثر مما يحتمل، وتمنوا أن يمثل نقطة تحول تهدئ من الأجواء وتفتح الأبواب للتوصل إلى مخرج من الأزمة الراهنة، على حد تعبيره. ومضى هويدي يقول: "لعلي لا أكون مبالغًا إذا قلت إن تلك الأصداء جاءت معبرة عن الانتقال من مرحلة إنكار الأزمة في الداخل إلى مرحلة الاعتراف بوجودها.. وهي الفكرة التي لاحت في الأفق خلال شهر يوليو الماضي، حين رصدت الأزمة في الخارج وتوافد الوسطاء الأوروبيون وغير الأوروبيين على مصر في محاولة التوسط في حل الإشكال، إلا أن المساعي تراجعت بعد ذلك، وجرى الانتقال إلى المواجهة على أرض الواقع التي عبرت عنها الاعتصامات والتظاهرات في جانب، والاعتقالات وتوزيع الاتهامات والاشتباكات التي سقط فيها الآلاف من القتلى والجرحى في الجانب الآخر". وأضاف "لكن من الواضح أنه بعض مضي نحو ثلاثة أشهر لم يحدث متغير أساسي في المشهد؛ فلا الاعتصامات والتظاهرات أسقطت الحكومة ولا إجراءات السلطة أسكتت صوت الإخوان، ولا نزال حتى الآن نعيش أجواء المواجهة بين قوة السلطة وقوة الفكرة، وتبين أن السلطة أقوى من أن تتراجع وأثبت مما قدر الإخوان، كما تبين أن الإخوان أقوى من أن يقتلعوا بواسطة إجراءات السلطة وملاحقاتها"، على حد قوله. وأشار الكاتب الصحفي، إلى أن ما حدث لم يكن إنكارًا للحقيقة فحسب، وإنما أسوأ ما فيه أنه أسهم في صرف الانتباه عن المشكلات الكبرى والتحديات الأعظم التي تواجه البلد؛ ذلك أن التعبئة الراهنة أعطت انطباعًا بأن مشكلة مصر هي الحرب ضد الإرهاب، في حين أن حربها الحقيقية ضد الفقر والتخلف والغلاء والظلم الاجتماعي. وتابع: "لا أريد أن أذهب في سوء الظن إلى حد الادعاء بأن التهويل في مسألة الحرب ضد الإرهاب مقصود، وأنه أريد به تغطية العجز عن تحقيق الإنجاز على تلك الجبهات الأخرى، وليس الأمر مقصورًا على الصراع الذي قد يطول أجله بين قوة السلطة وقوة الفكرة، ولا في استغراق الجميع في الحرب المعلنة على الإرهاب التي تشغلهم عن التصدي للتحديات الأكبر والأخطر التي تواجه الوطن، ولكن هناك وجهًا آخر للمشكلة مغيب في خطابنا السياسي والإعلامي؛ ذلك أن مصر حين تغرق في بعض همومها إلى ذلك الحد الذي نراه، فإنها تجر معها العالم العربي إلى قاع المستنقع الذي تنزلق إليه"، على حد وصفه. ولفت الكاتب الصحفي فهمي هويدي، في مقاله، إلى أنه "في الوقت الذي تنشغل فيه مصر بحربها الداخلية ضد الإرهاب وتسعى لتأجيل معارك مصيرها الأخرى، تسعى إسرائيل إلى إغلاق الملف الفلسطيني واقتسام المسجد الأقصى ذاته، وتتسارع خطى إثيوبيا نحو إقامة سدها الكبير، الذي يشكل خطرًا حقيقيًا يهدد مستقبل المياه في مصر، وفي الوقت ذاته يرشح السودان للتمزق والتقسيم إلى عدة دول.. والكل ينظرون بقلق إلى مستقبل المنطقة بعد سقوط النظام السوري والخرائط اللاحقة له، وأصداء ذلك في لبنان وأثره المباشر على العراق ومستقبل النظام الإيراني، أما اليمن فأوضاعه لم تستقر على الأرض حتى أصبح مهددًا بالانفصال، وليبيا تتعثر في مسيرتها ولاتزال القلاقل تهددها حينًا بعد حين، وتونس تنظر بقلق إلى ما يجري للربيع في مصر، والجزائر تتحسب لمرحلة ما بعد بوتفليقة، أما دول مجلس التعاون الخليجي التي أخافها الربيع العربي تضغط بشدة مستخدمة الآلة البوليسية لحصار تجلياته في الداخل، ومستثمرة قدراتها المالية لتحويل المد فيه إلى جزر في الخارج"، حسب قوله. واستطرد: "مصر لا تستحق كل ذلك، لا مصر الوطن ولا مصر الأمة؛ وحين أقول إن ذلك الوضع ينبغي ألا يستمر فإنني لم أفكر فيما إذا كان الذي حدث هو انقلاب أم ثورة، ولست مشغولاً بمن المخطئ ومن المصيب، لكنني أزعم أن الوطن والأمة معًا بحاجة إلى طرف شجاع يتقدم لكي يطفئ الحريق وينقذ مصر". ووجه هويدي، نداءً إلى جماعة الإخوان وحلفائهم، يذكرهم فيه بأن القرآن علم المسلمين منذ قرون عديدة أن يكونوا «أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين»، راجيًا أن يكونوا من هؤلاء، حسب قوله.