نظرة واحدة إلي الغرف والدواليب في منازل المصريين تؤكد اننا أكثر شعب يحتفظ بأشياء كثيرة جداً لا قيمة لها والأدهي والأمر أنها لن تستخدم مرة أخري. ومن بين هذه الأشياء أوراق وكراتين وملابس. قد تكون حجة البعض في الابقاء عليها انها للذكري. وان كان في حدود علمي ان المقتنيات الثمينة أو التي ترتبط بمناسبة عزيزة علي النفس أو بحادث سعيد هي التي تستحق الاحتفاظ بها. انما نجد أحيانا معظم هذه الأشياء ملابس قديمة أو أحذية وما شابه ذلك. ومن الطبيعي ألا نعود اليها مرة أخري بعد ان تركناها. ولم تعد منها فائدة ترجي. من بين المقتنيات في بيوتنا مثلا "دباديب" ولعب الأطفال الذين كبروا ودخلوا الجامعة وربما منهم من تزوج واستقل بحياته ومازالت الأمهات تحتفظن بها أو بأول "لكلوك" لبسه في حياته أو أول فستان أو حتي "اللفة". أما عن السطوح فحدث ولا حرج. اقول جازما انه لا يخلو سطح في مصر في المناطق الراقية والشعبية علي السواء من كميات لا حصر لها من الكراكيب وبقايا توافه القمامة مما لا يتلف ولو كانت بقايا الطعام لا تفسد ما تخلص منها المصريون ولأضيفت إلي كميات الأطنان التي تنوء بها الأسطح. وهذه "الزبالة" المكدسة بلا سبب تكون ملجأ للحشرات ومرتعا للفئران وقد تتحول إلي أوكار للأفاعي والحيات. بجانب انها سبب رئيسي للحرائق وانتشارها. عندنا أسواق متخصصة في الأدوات والأجهزة القديمة والمستعملة. بل ان هذه الأسواق هي الأكبر من حيث المساحة والرواد والحركة التجارية. ولا أدري لماذا لا يكون التخلص من الكراكيب بالبيع لما يستحق منها البيع والتخلص منها وفي نفس الوقت الاستفادة من ثمنها. ولنا في أسواق الخردة أكبر مثال والتي تصل رءوس أموالها من لا شيء إلي مليارات الجنيهات. العالم كله يتخلص من أي شيء زائد أو لا فائدة منه علي الفور. حفاظا علي المظهر العام والنظافة. ويتم ترك هذه "الزيادة" أحيانا في الشارع في مكان جانبي لمن يمكن ان يستفيد منه أرجو ان يحاول كل منا التخلص من الكراكيب.