فى أغسطس 2011 نفذت مجموعات مسلحة عملية غير مسبوقة من حيث كفاءة التخطيط والقدرة على الاختراق فى العمق الإسرائيلى بالتسلل من سيناء إلى قرب مدينة إيلات الإسرائيلية لتشتبك مع جنود إسرائيليين وتوقع بينهم 7 قتلى ومصابين قبل أن ينسحب أفراد المجموعة غير مكتفين بما نفذوه، فحاولوا إسقاط طائرة أباتشى هبت لنجدة الجنود الإسرائيليين وقتل أحد أفراد المجموعة وانسحب بعضهم لداخل الأراضى المصرية. وبهذه العملية القوية تعلن جماعة «أنصار بيت المقدس» عن انطلاقها من الأراضى المصرية بقوة واحترافية غير معهودة رغم وجود جماعتين شبيهتين هما السلفية الجهادية، ومجلس شورى المجاهدين فى أكناف بيت المقدس. ويعتقد المراقبون أن «أنصار بيت المقدس» مجموعة جهادية تضم خليطا من الفلسطينيين الجهاديين الذين فروا من قطاع غزة بعد ملاحقة حماس لهم إثر إعلان زعيمهم فى القطاع عبدالحميد موسى رفح إمارة إسلامية فى أغسطس 2009، حيث ردت حماس بقصف مسجده وملاحقة بقية أنصاره الذين نجح بعضهم فى التسلل عبر الأنفاق لسيناء لينضموا لمجموعات جهادية محلية أقرب للفكر الجهادى، ونقل الخبرات القتالية وعمليات تصنيع العبوات الناسفة للعناصر المحلية بسيناء. شنت «أنصار بيت المقدس» هجمات ضد إسرائيل، واستهدفت مستهل العام دورية إسرائيلية قرب جبل عريف بوسط سيناء، وقتلت جنديا وأصابت آخر من أفراد الدورية، فيما قتل ثلاثة من منفذى العملية، وتبين أن اثنين منهم من محافظة المنوفية، بينما بقيت جثة الثالث مجهولة لم تكشف الجماعة عن هوية صاحبها، وتم دفنها بمدافن الصدقة بالإسماعيلية. لم تكن عملية أنصار بيت المقدس فى إيلات سوى مقدمة قوية لهجمات متتالية بعد الثورة المصرية فى 25 يناير حيث تبنت بعض عمليات تفجير أنبوب الغاز المؤدى لإسرائيل وقد كشفت الجماعة عن ذلك من خلال شرائط فيديو موثقة لعملياتها وبيانات أخرى. كما ثأرت الجماعة بقوة لاغتيال عملاء الموساد الإسرائيلى للجهادى إبراهيم عويضة بريكات فى قرية خريزة، واعترفت أنصار بيت المقدس بأن عويضة هو من شارك فى عمليات الاستطلاع والإسناد خلال تنفيذ عملية إيلات، وأنه شارك بنفسه فى إطلاق أعيرة نارية تجاه حافلة إسرائيلية كانت تمر قرب الحدود المصرية. وأقرت الجماعة بمصرع 4 من كوادرها قصفتهم طائرة إسرائيلية بدون طيار الشهر الماضى بمنطقة العجراء جنوب رفح، أثناء قيامهم بتوجيه ثلاثة صواريخ من طراز 107 تجاه إسرائيل، ونظمت الجماعة لهم جنازة شعبية ضخمة تم بثها على شرائط كنوع من التوثيق المصور. وجاء تبنى: «أنصار بيت المقدس» لمحاولة الاغتيال التى تعرض لها وزير الداخلية اللواء محمد إبراهيم انتقاما لفض اعتصامات رابعة العدوية والنهضة وقصف مواقع فى سيناء باعتبارها المرة الأولى التى تعلن فيها تدخلها فى الشأن المصرى بشكل مباشر.