فيما ألقت أجهزة الأمن القبض على اثنين يشتبه فى ضلوعهما فى محاولة اغتيال وزير الداخلية، اللواء محمد إبراهيم، الخميس الماضى، أكد تقرير المعمل الجنائى، أن السيارة المفخخة التى استخدمت فى الجريمة تم تفجيرها عن بعد ب«الريموت كنترول»، مستبعدا تنفيذها عن طريق انتحارى. وقال التقرير إن معاينة السيارة كشفت عدم وجود أى آثار لأشلاء بشرية أو دماء بداخلها، مبينا أن الأشلاء التى عثر عليها وجدت فى أماكن بعيدة عن السيارة والتى كانت فى معظمها لأطراف، موضحا أن مفجر السيارة استخدم الريموت كنترول من مسافة قريبة لموقع الجريمة. وأضاف تقرير المعمل الجنائى أن تنفيذ الجريمة جاء وفق خطة أعدها المتهمون بعناية شديدة، تدل على خبرتهم فى التعامل مع المتفجرات وإعداد السيارات المفخخة، مشيرا إلى أن المتهمين نقلوا المواد المتفجرة إلى السيارة على 5 مراحل، لصعوبة نقلها مرة واحدة ولخطورتها أيضا، مبينا أن كاميرات المحلات التجارية المجاورة رصدت أشخاصا اقتربوا من السيارة مرات عدة. وتمكنت أجهزة الأمن من القبض على اثنين يرجح أن يكونا قد شاركا فى تنفيذ الجريمة، وقال مصدر أمنى رفيع، إن المتهمين ترددا على السيارة فى وقت معاصر لمحاولة الاغتيال، وتبين أنهما قدما من سيناء قبل أسبوع واستأجرا شقة فى مدينة نصر. وأضاف المصدر «بمناقشة المتهمين تبين أنهما من العناصر التكفيرية بسيناء، وكانا مع المتهم عادل حبارة، الذى قبض عليه قبل أسبوع لاتهامه بارتكاب مجزرة رفح، التى راح ضحيتها 25 جنديا من الأمن المركزى». من جانب آخر، وعلى الرغم من نفى وزارة الداخلية إنها بصدد إجراء تغييرات لقيادات الوزارة عقب محاولة الاغتيال، استدعى وزير الداخلية، اللواء محمد إبراهيم وزير، مساء أمس، مدير شئون الضباط بوزارة الداخلية، فى خطوة تشير إلى نية إجراء حركة تنقلات فى مديرية أمن القاهرة والأمن العام والأمن الوطنى، ونقل بعض قيادات من التفتيش والرقابة إلى قطاعات أخرى. وقال مصدر طبى بمشرحة زينهم، إن فريقا من الأطباء الشرعيين انتقل إلى مكان حادث محاولة اغتيال وزير الداخلية اللواء محمد إبراهيم، لمعاينة المكان وتجميع أى أشلاء تواجدت فى المكان، وأضاف المصدر: «الفريق عثر فى مكان الحادث على عدد من الأشلاء الآدمية، لكنه لم يحدد بعد كونها أشلاء لجثة واحدة للانتحارى مفجر السيارة، أم أنها أشلاء لأكثر من جثة، أو أشلاء المصابين الذى بترت أقدامهم نتيجة إصابتهم بشظايا الانفجار». وأوضح المصدر أن مصلحة الطب الشرعى تجرى حاليا تحليل الحامض النووى لتلك الأشلاء، لتحديد هوية أصحابها، ومطابقتها بتحليل الحامض النووى لعدد من أقارب المشتبه بهم المتورطين فى الحادث، مشيرا إلى أن نتائج تلك التحاليل ستظهر خلال 3 أيام. وأكد أن الشهيد أمين الشرطة من قوة تأمين موكب وزير الداخلية والذى لقى مصرعه متأثرا بجراحه، بعد أن اخترقت فتات من شظايا الانفجار عظام الجمجمة، وأدت إلى كسور فى الجمجمة وتهتك بالمخ مما نتج عنه نزيف دماغى.