ساخرة، قالت صحيفة «جارديان» البريطانية «يبدو أنه كثير بالنسبة لطائر أن يقوم بدور جيمس بوند القادم»، معلقة بذلك على اطلاق السلطات فى مصر صراح طائر اللقلق الذى احتجزته للاشتباه فى تجسسه لصالح المخابرات الفرنسية، إثر اكتشاف جهاز مثبت فى جسده اعتقد البعض أنه يستخدم للتنصت، قبل أن تعلن السلطات أنه جهاز لتتبع حياة الطائر أثناء رحلة هجرته. الصحيفة أوضحت أن اللقلق ليس الطائر أو الحيوان الوحيد الذى تم احتجازه بتهمة التجسس، ففى عام 2011، احتجزت السلطات السودانية نسرا غربى البلاد؛ لاعتقادها أنه يحمل جهاز تجسس تابع للمخابرات الخارجية الإسرائيلية، نظرا لوجود شريط عليه يفيد بأنه قادم من جامعة تل أبيب، قبل أن يعلن علماء بيئة أنهم يدرسون عادات الطائر أثناء هجرته عبر تسجيل البيان فى هذا الجهاز. وفى 2007، أفادت تقارير إعلامية بان إيران احتجزت 14 «سنجابا» للاشتباه فى أعمال تجسس، وبعدها بعام اسرت حمامتين قرب أحد مواقع تخصيب اليورانيوم التابعة للبرنامج النووى الإيرانى. وبحسب الصحيفة البريطانية، فإن قلق الحكومات فى هذا المضمار قديم، فخلال حروب نابليون، تم اعدام قرد فرنسى فى مدينة هارتلبول البريطانية، حيث خشى سكان المدينة من مهاجمة نابليون لبريطانيا، وازداد هذا الخوف عندما رست احدى السفن الفرنسية على ميناء المدينة. وبعد أن تحطمت السفينة، وغرقت لم ينج منها سوى قرد هزيل، أعتقد أحد الصيادين أنه ربما يكون جاسوسا، فأعدموه شنقا. وفى ألمانيا، ثبت أحد المصورين كاميرا بإحدى الحمامات لالتقاط بعض الصور أثناء تحليقها؛ ما ألهم المخابرات الالمانية فاستخدمت تلك الفكرة. ووفقا للصحيفة، ما زالت التجارب مستمرة على الحمام لاستخدامه فى أعمال تجسس، ففى 2007، ذكر علماء صينيون أنهم نجحوا فى زرع أقطاب كهربائية داخل مخ حمامة للتحكم فيها عن بعد أثناء التحليق. وخلال ستينيات القرن الماضى، بدأت وكالة المخابرات المركزية الأمريكية (سى أى ايه) فى دراسة امكانية استخدام القطط، وحيوانات أخرى ذات فراء، فى التجسس عن طريق زرع ميكروفونات واجهزة ارسال لاطلاقها حول الكرملين (مقر الرئاسة) الروسى، وهو المشروع كان يعرف باسم «كيتى الصوتية». وحاول عميلان أمريكيان اختبار هذا المشروع، فوضعا جهاز تنصت بإحدى القطط فى احدى الحدائق للتجسس على شخصين، الا ان سيارة اجرة دهست القطة والمشروع أيضا. مهتمة هى الأخرى بما حدث فى مصر، نشرت صحيفة «إندبندنت» البريطانية أمس صورا لحيوانات زعم أنها كانت تتجسس لصالح حكومات اخرى. ومن بين تلك الحيوانات، قرد تم وضعه فى حديقة البنجاب بعد ان عبر الحدود من الهند إلى باكستان عام 2011، ونسرا كان مثبتا فيه شريطة من جامعة تل أبيب، اعتقلته السلطات السعودية فى العام نفسه؛ لاعتقادها انه يتجسس لصالح «الموساد». وفى ذلك العام أيضا، اعتقدت السلطات المصرية، وفقا للصحيفة، أن الموساد الإسرائيلى كان يقف وراء مهاجمة اسماك القرش للسياح فى شرم الشيخ. وذلك بهدف ضرب السياحة فى ذلك المنتجع. وخلال حرب الخليج، صممت الولاياتالمتحدةالأمريكية برنامجا يهدف إلى ارسال الدجاج إلى دول الخليج للكشف عن وجود غازات سامة، ولكن البرنامج لم يحظ بالكثير من الاهتمام، ولاسيما بعد أن اصاب الطيور امراض ليس لها علاقة باى غازات سامة. اما اسماك الدولفين، فاستخدمتها البحرية الامركية كجزء من برنامج يهدف إلى اكتشاف وتحديد مواقع الالغام.