أدى استهداف إرهابيين لإحدى السفن المارة فى قناة السويس، السبت الماضى، إلى إثارة مخاوف شركات الشحن العالمية من مرور سفنها بالقناة، ودفع شركات التأمين إلى إعادة تقييم مخاطر المرور، فى حين أكد محللون مصريون أن حركة الملاحة بالقناة لن تتأثر إلا فى حالة تكرار الحادث. وقالت ريهام الدسوقى، كبير المحللين فى بلتون، «لن يكون هناك أى تأثير على حركة الملاحة إلا فى حالة تكرار الحادث، على الرغم من أنه يعطى ضوءا أحمر، لشركات الملاحة والتجار، لتأخذ حذرها، وتابعت: «من الصعب أن يستبدل التجار المجرى الملاحى الذى يوفر لهم المال والوقت»، لكنها استدركت: «تكرار الحادث سيؤثر على التصنيف الائتمانى لمصر». وفيما قال متحدث باسم شركة توماس ميلر للتأمين على النقل البحرى، لوكالة رويترز «سننصح جميع السفن التى تعبر تلك المنطقة بتوخى الحذر الأمنى على الدوام، ذهب مصدر أمنى إلى أن حادثا كهذا يمكن أن يقع مجددا رغم الإجراءات الأمنية المشددة على امتداد القناة، مضيفا لرويترز أن المناطق السكنية يمكن أن تستخدم فى نقل أسلحة خفيفة بدون أن يتم رصدها. وقال متحدث باسم مايرسك، أكبر شركة لسفن الحاويات فى العالم إن أنشطتها فى قناة السويس لم تتغير «ونواصل مراقبة الموقف ونهتم كثيرا بأى تطورات أو توصيات من السلطات المحلية»، وقالت لجنة الحرب المشتركة التى تضم أعضاء من اتحاد سوق لويدز وممثلين عن سوق شركات التأمين فى لندن إنها تراجع الموقف. وقال نيل روبرتس وهو مسئول كبير باتحاد سوق لويدز «نتطلع لمزيد من المعلومات حول ما إذا كان هذا الهجوم يدل على توجه ما وما إذا كان المنفذ فردا أو جماعة، لن نسعى لتعديل أى شىء حتى يكون لدينا مزيد من التفاصيل»، وتابع: «قائمة المناطق عالية المخاطر لا تضم حاليا مصر وقناة السويس». وقال مجدى البندارى، عضو غرفة الملاحة بالإسكندرية، «إذا تكرر الحادث سيكون له تأثير سلبى على تكلفة التأمين للسفن المارة فى قناة السويس، هذا الاعتداء لم يحدث منذ حروب 67 و73، ولكنه يظل حادثا فرديا، تكراره هو الذى سيسبب أزمة»، مؤكدا أن الدول لن تحول خططها للملاحة فى قناة السويس لأى ممر آخر». ونجحت الصين للمرة الأولى فى توجيه سفينة تجارية الى أوروبا عبر خط قطبى مختصر بفضل ذوبان الثلوج فى القطب الشمالى فى 10 أغسطس الماضى، وكانت السفينة مملوكة لنفس الشركة صاحبة السفينة المصابة فى قناة السويس، «كوسكو»، وتمر نحو 90% من مبادلات الصين التجارية، أكبر مصدر فى العالم، عبر البحر. وتستفيد مصر من رسوم قيمتها نحو خمسة مليارات دولار سنويا نظير المرور بالقناة، ومرت 46 سفينة فى ممر القطب الشمالى فى العام الماضى، مما جعل الرئيس الروسى، فلاديمير بوتين، يطلق عليه «قناة سويس الشمال»، هذا فى الوقت الذى تراجعت فيه إيرادات قناة سويس «الجنوب» بنسبة 3.9% على اساس سنوى فى نهاية يونيو الماضى، وهو الانخفاض الأول منذ الأزمة المالية العالمية. وكان الأمن المصرى أعلن أنه تمكن من القبض على ثلاثة أشخاص، السبت الماضى، بعدما فتحوا النار من أسلحة آلية على سفينة الحاويات، كوسكو إيشا الصينية أثناء عبورها قناة السويس.