بين التمثيل والغناء، فضلا عن تقديم البرامج، عانت اللبنانية رزان مغربى من الحيرة.. فأحيانا كانت تجد بداخلها طاقة تمثيلية ترغب فى التعبير عنها، وأحيانا أخرى تستيقظ موهبة الغناء بوجدانها فتترك لصوتها العنان كى يشدو للحب والحياة، غير أن رزان ظلت تعتبر نفسها إعلامية فى الأساس.. وأخير أقرت بتلك الحقيقة، فاختارت التركيز على تقديم البرامج. وفى هذا الحوار تؤكد رزان أنها قررت التركيز على الإعلام فقط حتى لا تضطر لتقديم التنازلات.. وتبرر رفضها للاشتراك فى فيلم «بدون رقابة» بخشيتها من غضب أمها، وتوضح أن عقدها مع روتانا لا يشمل إنتاج ألبومات وإنما يقتصر على الكليبات فقط. لماذا اخترت «المرأة» لتكون موضوع برنامجك الجديد «هو وهى»؟ لأن المرأة فى العالم كله مضطهدة.. رغم كل التقدم والحضارة التى ندعى الوصول إليها، إلا أننا نعيش فى عالم ذكورى سواء كنا فى الوطن العربى أو حتى فى أوروبا وأمريكا.. الرجل من حقه كل شىء أما المرأة فلا.. وحتى لو أثبتت نفسها وأنها أفضل من الرجل يقدمونه عليها، لماذا أغلب المديرين من الرجال؟! حتى لو كانت المديرة أنثى تأخذ راتبا أقل!. ولكن فى المجال الذى تعملين فيه لا توجد هذه التفرقة؟ لا بالعكس توجد طبعا، المذيعون الرجال يأخذون أجورا أكبر بكثير من المذيعات ويكون لهم مكان الصدارة فى القنوات. بصراحة.. هل كنت تتمنين لو ولدت رجلا؟ طبعا أتمنى ذلك، وأنا أصلا كنت أعامل كرجل وأنا صغيرة وكنت مسئولة عن بيتى وعن أمى.. سأقول لك شيئا: أنا أهم قضية فى حياتى هى أن أثبت للرجال أن المرأة يمكن أن تتفوق عليهم.. أنا سافرت للندن وأنا صغيرة فى السن حتى أثبت أن المرأة تستطيع تحمل الغربة وتنجح وفعلا سافر معى من بيروت رجلان لم يتحملا الغربة وعادا أما أنا فأكملت.. وقررت أننى عندما أبلغ 26 سنة يجب أن أكون قد امتلكت شقة وسيارة من حر مالى وفعلا حققت ذلك.. أحيانا أمى كانت تقول لى: «لماذا تفعلى كل هذا وكأنك شاب؟! ريحى نفسك وانتظرى الرجل الذى سيعطيك كل هذا وانتى أميرة»، ولكنى كنت أرفض هذا.. ولكن فى الحقيقة أنا فى بعض الأحيان أتمنى أن أجد هذا الرجل لأستريح قليلا فأنا أشعر أننى أجرى بدون انقطاع وقد آن الوقت لكى أستريح. أليس غريبا أنك لم تجدى هذا الرجل حتى الآن؟ فعلا هذا غريب، ولكن هذا ما حدث ولكن أريد أن أقول لك إن هذا الرجل بالتأكيد موجود على الأرض ولكن فرصة لقائنا لم تحن بعد. قلت منذ فترة طويلة إن أكثر ما يثير حيرتك فى الفترة الأخيرة هو الاختيار ما بين الإعلام والتمثيل والغناء وأيهما ستركزى فيه أكثر.. ما الذى وصلت إليه؟ لأول مرة أقولها.. بعد تفكير قررت أننى إعلامية وأن هذه مهنتى التى أحبها وأتقنها وأعيش منها. ولماذا وقعت عقدا مع روتانا إذا كنت تفضلين التركيز فى الإعلام؟ العقد لا يتضمن إنتاج أى ألبومات، لكنه يتضمن إنتاج عدد معين من الأغنيات التى ستصور بطريقة الفيديو كليب.. أنا كما قلت لك إعلامية والغناء شىء إضافى وبالتالى فأنا لا أحتاج لإنتاج ألبومات كاملة. والتمثيل؟ ليس فى نفس الأهمية.. لو جاءنى دور جيد مع فريق عمل محترم سأقبله، ليس مهما أن يأتى هذا الدور كل يوم أو كل عشرة أعوام، المهم إننى سأعمل فى التمثيل كهاوية حتى لا أضطر أن أقدم أى تنازلات. ماذا تقصدين بالتنازلات؟ مثلا منذ حوالى أسبوعين عرض على أحد المنتجين المشهورين جدا فى السوق سيناريو فيلم أعجبنى جدا ألعب فيه دور البطولة، وعندما ذهبت للتعاقد وجدته يعرض على أجرا أقل من الأجر الذى سيحصل عليه الكوافير الخاص بى ويقولى لى: «كفاية إنى هخليكى بطلة»!! من هذا ليقول لى هذا الكلام؟ ولماذا أقبله؟ أنا الحمد لله أكسب جيدا من عملى فى الإعلام ولست مضطرة لتقديم أى تنازلات كما قلت، كما أننى لست مضطرة أن أتحمل واحدا مثله يقلل من شأنى. على ذكر المنتجين، هانى جرجس فوزى أقام ضدك دعوى لاعتذارك عن عدم تصوير دورك فى فيلم «بدون رقابة» رغم توقيعك على العقد، لماذا فعلت هذا وما الدور الذى كنت ستؤديه فى الفيلم؟ أنا كنت سأقدم دور الفتاة الشاذة ولكن بعد أن وقعت العقد قرأت أمى السيناريو، وقالت لى أنها ستغضب منى إذا قدمت هذا الدور.. أيضا أنا راجعت نفسى ووجدت أننى لن أستطيع تقديم دور بهذا الشكل فاعتذرت عنه. طالما لا تستطيعين تقديم هذا الدور.. لماذا وقعت على العقد؟ لأننى كنت متحمسة فى البداية وظننت أننى سأقدم دورا يكون علامة فى تاريخى ولكن بعد قراءة السيناريو بتأن لم أجد الفيلم يتناول القضية بشكل عميق وإنما إثارة فقط، واتصلت بخالد الصاوى الذى قدم دورا مشابها فى «عمارة يعقوبيان» فحذرنى من تقديم الدور، وقال لى إنه سيؤثر على مسيرتك كلها وقد ينفر الناس منك وأعتقد أن هذا صحيح خاصة بعد الذى قرأته عن الفيلم. هل سنراكى تحيين حفلات غنائية؟ لا أعتقد، على الأقل فى الفترة المقبلة.