كشفت تغطية قنوات الجزيرة المختلفة لمظاهرات جماعة الإخوان المسلمين فى «جمعة الحسم» أمس الأول، عن تناقض كبير فيما تبثه القناة القطرية للجمهور المصرى عما يحدث على أرض مصر، بحسب الخبير الإعلامى ياسر عبدالعزيز. فبينما تتمسك قناة «الجزيرة مباشر مصر» بأن جماعة الإخوان فى «جمعة الحسم» خرجت فى مظاهرات حاشدة عقب صلاة الجمعة فى جميع محافظات مصر، قالت قناة الجزيرة الدولية، وقناة الجزيرة أمريكا، إن مؤيدى الجماعة نظموا مسيرات صغيرة، مما يعكس تناقضا واضحا بين المحتوى الذى تبثه للجمهور المصرى والعربى، والمحتوى الذى تبثه للعالم والشعب الأمريكى. ففى تغطيتها الرئيسية، التى يوجد نسخة منها على موقع «الجزيرة أمريكا» الرسمى، قالت القناة الموجهة إلى الشعب الأمريكى عن مظاهرات الإخوان، وتحت عنوان «مؤيدو جماعة الإخوان المسلمين نظموا مسيرات صغيرة فى مصر»، إن عدة آلاف من الشعب المصرى استجاب لنداء جماعة الإخوان بتنظيم مسيرات فى جمعة الحسم، وأغلقت قوات الأمن الطرق الرئيسية وشددت الإجراءات الأمنية. وأشارت الجزيرة أمريكا إلى أن أكبر المسيرات التى خرجت بلغت 5 آلاف شخص. وعن هذا التناقض فى الرسالة الإعلامية، أكد الخبير الإعلامى ياسر عبدالعزيز إن الجزيرة الدولية والأمريكية لديها نفس التوجه السياسى إزاء الأحداث فى مصر الذى تنتهجه قناة الجزيرة مباشر مصر والجزيرة العربية، لكن «الجزيرة أمريكا» تعرف جيدا أنها موجهة لجمهور على مستوى ثقافى مرتفع يتعرض لوسائط إعلامية أخرى مثل bbc وcnn وغيرهما، عكس الجزيرة العربية التى تعمل بلا ضغوط تقريبا، فالجزيرة مباشر مصر مثلا تعرف أن جمهورها لا يتعرض تقريبا إلا لما تبثه، ولذلك فهى تحاول أن توجد له العالم الذى تريده أن يراه. وشدد عبدالعزيز أن الدرجة الأعلى من المهنية التى تتبناها الجزيرة الدولية والجزيرة أمريكا لا تعكس التزاما بالقيم المهنية بقدر ما تعكس تفهما لطبيعة الجمهور الذى تخاطبه، موضحا أنه لم يكن طبيعيا أن تقول وكالة رويترز وهيئة الإذاعة البريطانية أن الآلاف شاركوا فى مظاهرات الإخوان، وتخرج الجزيرة على أوروبا وأمريكا لتقول غير ذلك. وأضاف أن كل ذلك لا ينفى انحياز الجزيرة الدولية والجزيرة أمريكا للإخوان ولكن بشكل أقل فجاجة من خلال الاختيار السيئ للمصادر المعارضة، واستخدام الكاميرات فى التصوير بشكل يخدم على مصلحة الإخوان، وإعطاء مساحات أكبر من اللازم للضيوف التابعين لجماعة الإخوان. وعن سبب بحثهما عن شكل أكثر مصداقية رغم أن أمريكا تتخذ موقفا سلبيا من السلطة الجديدة فى مصر، قال عبدالعزيز إن الجمهور الأمريكى والأوروبى هو الذى يفرض على الجزيرة أن تخاطبه بمهنية وليس الحكومات، لأن الجمهور عندما يكون على قدر كبير من الوعى والثقافة ويتعرض لقنوات إعلام دولية مختلفة يكون هناك حد أقصى للكذب والتضليل، وهذا ما ينطبق على التناقض فى المحتوى الذى تبثه الجزيرة فى مصر وما تبثه لأمريكا والعالم.