بدأت السلطات الأمنية بشمال سيناء، اليوم الثلاثاء، التحقيق في ملابسات الهجوم العنيف الذي تعرض له قسم شرطة الشيخ زويد، صباح اليوم، مخلفا إصابة أربعة مواطنين بشظايا الانفجارات الثلاثة والعيارات النارية التي أطلقت تجاه مقر القسم. ووفقا لتصريحات أمنية وشهود عيان بشمال سيناء، تبين أن الانفجار الثالث العنيف الذي هز المنطقة تماما وأدى لتحطيم واجهات عشرات المتاجر ونوافذ المنازل المحيطة بميدان الشيخ زويد، ناتج عن قيام انتحاري بتفجير سيارة مفخخة في مدخل القسم المشرف على الميدان الرئيسي بالشيخ زويد، وهو ما يعنى نقلة نوعية لأسلوب الهجمات المسلحة التي تطال مقرات الأمن، وقد عزز الرواية شهود عيان رأوا بقايا آدمية ملتصقة على جدران القسم وبقايا سيارة. وأكد المصدر أن قوات الأمن قامت بجمع أشلاء الانتحاري وبقايا السيارة المفخخة، وهى من طراز هيونداي فيرنا سوداء، من أمام بوابة القسم التي تضررت، وتضررت معها غرفة استقبال القسم الخارجية، واثنين من الأكشاك المغلقة قرب البوابة. وأوضحت مصادر أن القذيفتين من طراز «آر بي جيه» اللتين أطلقتا تجاه القسم، أصابتا مسجدًا مجاورًا للقسم، مخلفة أضرارًا بالغة، فيما تضررت عدة سيارات لم ينجح أصحابها في إخلائها من موقف الأجرة بالميدان الرئيسي. وكانت مجموعتان من المسلحين قد اعتليا البنايات تحت الإنشاء المطلة على القسم من موقعين منفصلين، بدأت إحدى المجموعتين بإطلاق النار، بينما تولت الأخرى إطلاق قذائف «آر بي جيه»، فيما شوهد أحد المسلحين يحمل كاميرا احترافية مثبتة على حامل، وتصوير عملية الهجوم قبل الفرار من المنطقة بواسطة سيارتين كانتا تنتظران انتهاء الهجوم الذي لم يستغرق أكثر من سبع دقائق، فيما استمرت قوات الأمن في إطلاق النار لأكثر من ساعتين. وأمام ذلك، احتجزت قوات الأمن العشرات من الموظفين العاملين بالمصالح الحكومية المحيطة بالقسم، بالإضافة إلى أصحاب المتاجر، وسماع شهاداتهم عن الهجوم، وتم التحفظ على أربعة أفراد منهم، فيما سمح للآخرين بالمغادرة. وأكد صاحب أحد المتاجر أن رصد الأهالي للمسلحين قبل الهجوم بنحو دقيقة أسهم في إنقاذ المنطقة من كارثة إنسانية محققة، نظرا لكثافة المتواجدين في الميدان خلال تلك اللحظة المتزامنة مع انعقاد سوق شعبي أسبوعي يكتظ بالمشترين والبائعين، إلا أنهم لاذوا بالفرار خلف المحلات التجارية وداخل المصالح الحكومية وبين العمارات السكنية، وهو ما أدى لعدم سقوط ضحايا.