أدان مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة في بيان التفجيرين اللذين وقعا في مدينة طرابلس شمالي لبنان الجمعة، ويدعو الاطراف اللبنانية الى التحلي بضبط النفس. وكان 42 شخصا على الأقل قد قتلوا وأصيب أكثر من 400 آخرين في انفجار سيارتين مفخختين أثناء انتهاء المصلين من أداء صلاة الجمعة، حسبما قال مسؤولون في وزارة الصحة اللبنانية. وأدان مجلس الامن "بقوة، الهجمات الارهابية" التي وقعت في طرابلس، وأكد على "ضرورة القبض على المسؤولين عنها واحالتهم للعدالة." وناشد المجلس، في بيان صدر بالاجماع، "كل الشعب اللبناني الحفاظ على الوحدة الوطنية بوجه المحاولات التي تستهدف استقرار البلاد." كما أكد البيان على "ضرورة أن تحترم كل الاطراف اللبنانية قرار البلاد عدم التدخل بالشأن السوري." وكان بان كي مون الامين العام للمنظمة الدولية قد دعا اللبنانيين الى "التحلي بضبط النفس، والتوحد، ودعم مؤسسات الدولة اللبنانية." وناشد الامين العام للامم المتحدة "قوات الامن الحفاظ على الهدوء والنظام في طرابلس وكافة الاراضي اللبنانية ومنع تكرار هذا النوع من الافعال التخريبية." استهداف ويقول مراسل بي بي سي في لبنان إن الشيخ سالم الرافعي وهو شخصية دينية سنية يبدو أنه كان مستهدفا من وراء أحد الهجومين الذين وقعا بعيد انتهاء صلاة الجمعة. وكان الشيخ الرفاعي يشجع السكان المحليين على الانضمام إلى صفوف المعارضة المسلحة ومقاتلة القوات الحكومية في سوريا التي تشهد حربا أهلية منذ أكثر من عامين. وقال الشيخ نبيل رحيم لبي بي سي إن الرافعي لم يصب في الانفجار لكن حدوثه بعيد انتهاء المصلين من صلاة الجمعة أدى إلى ارتفاع عدد القتلى والجرحى. وأضاف رحيم أن الانفجار الثاني الذي استهدف مسجدا آخر يؤمه أحد الوجوه السلفية البارزة في المدينة وهو الشيخ بلال بارودي لم يفض أيضا إلى إصابته. ووقع الانفجار الأول في وسط المدينة بالقرب من منزل رئيس الوزراء السابق، نجيب ميقاتي بالرغم من أن مكتبه الإعلامي قال إنه لم يكن موجودا في المدينة عند وقوع الانفجار في حين وقع الانفجار الثاني بالقرب من ميناء المدينة المضطربة. وتشير المعلومات إلى أن سيارتين مفخختين وضعتا أمام مسجد السلام في مدينة طرابلس ومسجد التقوى في المدينة أيضا والذي يؤمه الشيخ سالم الرافعي وهو أحد أبرز الوجوه السلفية في لبنان. وقد فجرت السيارتان أثناء خروج المصلين ما أدى الى رفع أعداد الاصابات. ويذكر أن مساجد طرابلس تمتلئ بالمصلين يوم الجمعة بحيث يؤم الصلاة في هذا اليوم ابرز المشايخ في التيارات السلفية التى لها حضور بارز في مدينة طرابلس. ويأتي الانفجاران في ظل تصاعد التوترات في لبنان على خلفية الحرب الأهلية في سوريا والتي أدت إلى انقسامات عميقة في لبنان بين أنصار نظام الرئيس السوري بشار الأسد وأنصار المعارضة المسلحة. ادانة وقد ادانت سوريا وحزب الله التفجيرات وقالت وزارة الإعلام إن سوريا تدين بشدة "الأعمال الإرهابية الجبانة التي طالت شعبنا بمدينة طرابلس في لبنان". ودعت سوريا إلى إجراء التحقيقات "الضرورية" لمعرفة الجهات التي تقف ورائها. أما حزب الله فقد ذكر في بيان أن هذين التفجيرين "الإرهابيين يأتيان كترجمة للمخطط الإجرامي الهادف إلى زرع بذور الفتنة بين اللبنانيين وجرّهم إلى اقتتال داخلي". وقال حزب الله إن هذه التفجيرات تخدم المشروع الإقليمي الدولي "الخبيث الذي يريد تفتيت منطقتنا وإغراقها في بحور الدم والنار". ودعا سعد الحريري رئيس الحكومة اللبناني الاسبق إلى مواجهة "جريمة التفجيرين بالتضامن"، وقال إن الذين يتربصون بطرابلس كثيرون في الداخل والخارج و"لن يكون بمقدار الارهاب ان يقتل ارادة المدينة وخياراتها".