وصفت صحيفة "واشنطن بوست" الدعم الصريح من قبل المملكة العربية السعودية ودول خليجية أخرى للإدارة المصرية الحالية في قمعها لأنصار جماعة الإخوان المسلمين ب"الأناني". وقالت الصحيفة، في عددها الصادر اليوم الخميس: "عندما نرى المملكة العربية السعودية ودول الخليج الغنية تصطف بجوار الثورة المضادة في مصر، لا يستطيع المرء تمالك نفسه من الشك ولو لحظة أن هذه الدول مستعدة للقتال حتى آخر قطرة دم مصرية في حربها ضد جماعة الإخوان المسلمين ضمن ما يرقى لوصفه حرب بالوكالة ضد الإسلام المتطرف الذي يشكل تهديدا للمنطقة. ورأت الصحيفة أن الأحداث التي اندلعت خلال الأسابيع القليلة الماضية، ما هى إلا تتويج لتوجه سعى البعض لتكريسه منذ فبراير 2011 بعدما تم الإطاحة بنظام الرئيس المخلوع حسني مبارك، فيما اعتبره السعوديون تخليا من الولاياتالمتحدة عن حليفها الرئيسي. وأشارت إلى إنه منذ حينها روجت المملكة العربية السعودية ودول خليجية أخرى خلال مناقشاتها العلنية والسرية بأن النفوذ الأمريكي آخذ في الانكماش، ما يستتبعه ضرورة أن تتولى هذه الدول مسئولية أمنها دون الاتكال على واشنطن. وأضافت، "فقد أصابت خيبة الأمل زعماء خليجيين مثل قادة المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة والبحرين، جراء عدم انضمام الولاياتالمتحدة لمواقفهم المرحبة والمحتضنة للحكومة "العسكرية" في مصر التي أطاحت بنظام الرئيس السابق محمد مرسي. بل وذهبوا في توصيف موقف واشنطن بأنه أحد الشواهد الدالة على أن القوة الأمريكية العالمية آخذة في الاضمحلال، بدلا من النظر له باعتباره حذر وتعقل من جانب الرأي العام الأمريكي بعد الحروب التي خاضتها بلاده في كل من العراق وأفغانستان، وتدخلها في الشئون الداخلية لدول إسلامية، على حد قول الصحيفة. وأوضحت: "فقد انعكست هذه النغمة التي يتغنى بها الكثيرون (لسنا في حاجة للولايات المتحدة) خلال تصريحات لوزير الخارجية السعودي، الأمير سعود الفيصل، خلال زيارته الأخيرة لفرنسا حين قال: "ردا على من أعلنوا وقف مساعداتهم لمصر أو التلويح بمنعها، نؤكد أن الأمة العربية الاسلامية والعربية غنية بإمكاناتها ومواردها وستمد يد العون إلى مصر". واعتبرت واشنطن بوست أن ما يبعث على القلق في الدعم الخليجي لجنرالات مصر يكمن في تكراره لاحد أبرز السيناريوهات للحياة العربية السياسية وهى تدخل السعودية ودول خليجية اخرى في الصراعات العربية من اجل ضمان بقاء هذه الصراعات خارج حدود أراضيها " كما اعتبرت الصحيفة أن جوهر الأزمة في بالنسبة لمواقف دول الخليج بشكل عام يتمثل في مقاومتها للتغيير حتى برغم من اتصال شبابها بمجريات العالم الخارجي عبر شبكة الإنترنت.