اختار الفنان هانى رمزى أن ينافس فى موسم عيد الفطر بفيلم «توم وجيمى»، يتناول من خلاله قضية انسانية شديدة الخصوصية فى اطار من الكوميديا التى لا تخلو من البكاء والحزن فى بعض الأحيان. عن قضية الفيلم وكيف تناولها يتحدث هانى رمزى ل«الشروق» فى حوار لا يخلو من السياسة. يقول هانى رمزى: «توم وجيمى» يتناول شخصية رجل معاق ذهنيا يتوقف عمره العقلى عند 7 سنوات، فهو يعيش بجسم رجل وعقل طفل، وقررنا طرح القضية لأن هذه الفئة مظلومة جدا فى مصر، ولا يفرق كثيرا مع الناس أو مع الدولة اذا كانوا احياءا أو امواتا، وكأن ليس لهم وجود اصلا، فنحن نطرح من خلال الفيلم مجموعة من الاسئلة مثل: هل هذا الشخص مرغوب فيه بمجتمعنا؟.. هل المجتمع يدرك وجود هؤلاء الاشخاص معنا أم لا؟.. هل أهل وأقارب هؤلاء الاشخاص يتمنون موتهم أم يوفرون الرعاية الكاملة لهم؟.. هل مؤسسات الدولة تهتم بهم أم لا؟.. هل هؤلاء الاشخاص لديهم إحساس ويشعرون بما يدور حولهم أصلا أم لا؟.. للأسف المجتمع المصرى يعتبر المعاقين ذهنيا عالة على المجتمع. وهذا الشخص المعاق الذى أجسده يدعى «توم» تشاء الاقدار أن يعمل فى منزل «جيمى» الذى يجسده حسن حسنى وهو أحد أهم الشخصيات الموجودة فى مصر، ويترشح لرئاسة الجمهورية ويكون الاقرب للفوز فى هذه الانتخابات. والمفارقة تأتى من أن «توم» المعاق لا يفهم أهمية المركز الاجتماعى والسياسى ل«جيمى» المرشح للرئاسة، وبالتالى يعامله باعتباره شخصا أقل من العادى. الشخصية الى جانب كونها حساسة وانسانية جدا، ينتج عنها كثير من المواقف الكوميدية. • تقديم هذه القضية الانسانية بشكل كوميدى.. هل يمكن أن يضر بها؟ الكوميديا فى الفيلم تتحقق بشكل عفوى، ولا تضر بالرسالة التى يحملها الفيلم، وهناك شعرة بين الكوميديا والسخرية من الشخصية، فنحن لا نسخر من هذا الشخص المعاق، ولكن نهتم به. من يشاهد هذا الفيلم سيضحك ويبكى، وأنا شخصيا عندما شاهدت الفيلم شعرت أن على واجبا ومسئولية تجاه هذا الشخص، وهذا الاحساس يجب أن يصل لكل المجتمع حتى يقدم كل فرد ما يستطيع أن يقدمه له. • الى اى مدى قصة الفيلم مرتبطة بواقعنا الحالى وانتظار انتخابات الرئاسة؟ بعد ثورة 25 يناير الكل اصبح يعرف أن مصر سيكون لها رئيس جمهورية كل 4 سنوات، فكتب هذا الفيلم ليهتم الرئيس بهذه الفئة المهمشة، لكن الحقيقة لم نكن نعلم أن القدر يخبئ لنا ثورة 30 يونيو التى اطاحت بالرئيس محمد مرسى، فرغم أنه تم الانتهاء من تصوير الفيلم قبل هذا التاريخ الا أن المشاهد سيشعر أنه كتب بعده، فكرسى الرئاسة أصبح شاغرا من جديد، واصبحت الرسالة مباشرة لرئيس مصر القادم الذى لا نعرفه حتى الآن، فأنا أنصح كل من يفكر فى الترشح للرئاسة بمشاهدة الفيلم. • اهتمامك الفترة الاخيرة بتقديم سينما للأطفال.. هل هى صدفة أم خطة؟ مقصود جدا، لكنى لا اقدم هذه الافلام للأطفال فقط وانما للأسرة، و«توم وجيمى» فيلم اسرى جدا، ولولا ضيق الوقت لطلبت من المنتج أن يضع على الافيش جملة «الفيلم للصغار والكبار فقط». وأحرص فى أفلامى الأخيرة أن يستمتع بها الكبير والصغير، وأتمنى أن أنجح فى تقديمها، وأن أجد سيناريوهات يفهمها الاطفال ويحبها الكبار. لأنى عندما قدمت فيلم «عايز حقى» كان ابنى فى المرحلة الابتدائية ولم يفهم هذا الفيلم السياسى عندما شاهده، فالطفل لا ينشغل بمثل هذه الافلام، لذلك أتجه الفترة الاخيرة لتقديم افلام تصلح للأسرة. • لماذا قررت المجازفة بالفيلم وطرحه فى موسم عيد الفطر؟ رغبتى الشخصية كانت أن يتم تأجيل الفيلم الى موسم عيد الاضحى، ولكن المنتج تمسك بأن يتم طرحه فى هذا الموسم لقناعته الشخصية بأن هذا هو الموسم الافضل للفيلم، وفى النهايه أنا ليست لى سلطة اختيار موعد طرح الفيلم. بشكل عام المواسم السينمائية لم تعد مضمونة على الاطلاق، بدليل الكارثة التى اصابت السينما فى الموسم الصيفى وعيد الأضحى الماضى الذى يفترض أن يكون أهم المواسم السينمائية خلال العام، فى هذه الموسم نزلت أفلام مهمة لكن لمواكبتها احداث سياسية كبيرة فى الشارع جميع الافلام خسرت، كانت تغلق دور العرض فى وسط البلد كما أن الناس كانت تخشى الذهاب الى دور عرض المولات بسبب الانفلات الامنى. لكن كل ذلك لا يشغل الدولة فى شىء، فلا أحد مشغول بأن صناعة السينما تنهار، وأن المنتجين يخسرون اموالهم، هم لا يفهمون أن صناعة السينما كانت ثانى أكبر دخل لمصر، وكانت السينما المصرية الثانية على العالم فى عهد الملك فاروق، والآن لم تعد تذكر، الطبيعى أن الثورات تصنع تغييرات فى المجتمعات، • ما هو موقفك من تيار الاسلام السياسى بعد الاطاحة به من الحكم؟ أنا ضد فكر الاخوان ولا يمكن حتى أميل الى أفكارهم، وفى كل الاحوال أتمنى أن يهدأ البلد، واذا اختلفنا فكريا اريدك أن تعيش وأنا أيضا أعيش، لأنى لا اكره فى حياتى أكثر من الدماء وسقوط القتلى سواء فى صفوف الاخوان أو الجيش أو الشرطة، وعلينا أن نعترف أن مصر منهكة بشكل غير عادى ولم تعد تحتمل ما يحدث لها، ويجب أن نفكر فورا كيف يمكن أن نعيش وليس كيف يجب أن نقضى على بعض؟ • هل أنت مع اقصاء الاخوان سياسيا؟ الاخوان قبل كل شيء مصريون، واختلافنا السياسى معهم لا يستدعى العداء أو الدم، وأؤمن بأن كل اخوانى من حقه يعيش ويشارك فى الحياة السياسية، وأؤيد الرأى الذى ينادى بعدم اقصاء الاخوان من الحياة السياسية، ايضا يجب الفصل بين السلفيين والاخوان، لأنى لى خبرات فى هذه المسألة اسريا واجتماعيا. واعرف أن السلفيين صرحاء وطيبون جدا وتستطيع أن تتعامل معهم، حتى الذى يعتبرنى منهم «كافر» يقول ذلك فى وجهى، ويقولها بعفوية شديدة وليس عن بغض وكراهية. لذلك أنا طول الوقت ادافع عن السلفيين ووجودهم سواء فى برنامجى أو فى حياتى، وأنا على علاقة قوية ببعض قيادات السلفيين وأحترمهم جدا، لأنهم يعترفون دائما بحقوق غيرهم وليس لهم أطماع دنيوية، عكس جماعة الاخوان المسلمين التى تريد أن تستحوذ على كل شيء، وفى مقابل تحقيق ذلك لا تلتزم بوعودها ولا توفى بعهودها، وهذا فى رأيى السبب الرئيسى فى ثورة الشعب ضدهم فى 30 يونيو الماضى.