هانى رمزى أحد أبرز نجوم السينما فى الوقت الحاضر استطاع أن يحجز لنفسه مكانة مميزة من خلال تقديم أعمال تحمل قضايا ذات قالب سياسى فى إطار كوميدى ورغم أن أعماله السينمائية لا تحقق الإيرادات الخرافية التى يحققها أقرانه إلا أنه دائما ما يراهن على قيمة العمل. ومؤخرا خاض هذا النجم تجربة جديدة بالجلوس على كرسى المذيع كمقدم برامج من خلال برنامجه «الليلة مع هانى» على قناة «ام بى سى» ولاقت التجربة نجاحًا منقطع النظير « أكتوبر» التقت النجم الكبير هانى رمزى وتحدثنا معه عن تجربته فى البرامج وأسباب توقف مسلسله «أنا والسفاح وهواك» وتأجيل عرض فيلمه « توم وجيمى» وملفات أخرى عديدة فى هذا الحوار . *بصراحة هل ظاهرة اقدام الفنانين على تقديم البرامج تعد بمثابة «أكل عيش» ونوع من التعويض المالى عن الظروف السيئة فى السينما والتليفزيون ؟ ** كله أكل عيش وكل حاجة فيها أكل عيش حتى السينما والتليفزيون والمسرح فيها أكل عيش طالما أنك احترفت الفن لابد وأن يدخل فيه عنصر أكل العيش لكن المهم ألا يكون أكل عيش وخلاص وأن تتحول المسألة إلى سبوبة أو فلوس وخلاص لأنه ممكن تكون المسألة فلوس لكنها ستكون اخر فلوس تأخذها ولا تظهر مرة أخرى على الشاشة ومن الممكن أن تسحب من رصيدك كفنان وممكن «تضيعك» لو هى حكاية فلوس وخلاص إنما الفكرة لا تكون كذلك تكون أكل عيش وفى ذات الوقت نجاح واستمرارية وإذا لم يحدث ذلك تصبح «قلته أحسن» «تموت من الجوع أحسن ما تضيع تاريخك ?له». *ما الذى جذبك فى تجربة تقديم برنامج «الليلة مع هانى»؟ ** المحتوى الإعلامى للبرنامج جعلنى أوافق خاصة وأنه قريب الشبه من المسرح و الثورة القادمة ستكون ثورة إعلامية. *ماذا تعنى بالثورة الإعلامية؟ ** أقصد أن الإعلام أصبح رقم واحد وكل ما هو قادم فى الفترة القادمة سيكون للإعلام الكلمة العليا فيه خاصة مع تراجع السينما خطوات للوراء وتوقف المسرح وقلة الإنتاج الدرامى فى التليفزيون نتيجة الأحداث الحالية فلن يتبقى سوى الإعلام ولو قدمت الاعلام بشكل فنى مثل برنامجى به تمثيل ومشاهد واسكتشات وستاندر كوميدى وحالة مسرحية وأمام جمهور هذا يعطينى نوعًا من التعويض فضلا عن اسم قناة «ام بى سى» أمر مشجع لى الأمر الثالث العائد المالى الأمر الذى أعطانى حرية قبول أو رفض مسلسل أو فيلم لأن هناك شيئا يعوضنى لو رفضت عملا فنيا ك? هذه العوامل أخذت منى وقتا لكى أدرسها حتى وافقت عليها. *وماذا عن ردود الأفعال التى جاءتك؟ ** الحالة التى حدثت والنجاح الذى تحقق وردود الأفعال الجيدة هى التى شجعت فنانين كثيرين على تقديم برامج سواء مسابقات أو برامج شبيهة ببرنامجى وهناك برامج وقفت وعادت مرة أخرى لزملاء فنانين. *تقصد أن نجاحك فتح سكة للأخرين ؟ ** نعم فتح طريقا لهم وشجعهم لخوض التجربة واسمع أن هناك 10 أو 20 فنانا بدأوا يحضرون لبرامج قادمة *أين وصل مشروع مسلسل « أنا والسفاح وهواك»؟ ** لضيق الوقت توقف المسلسل وكانت هناك تعثرات انتاجية مع المنتجين فى البداية ثم قرروا الدخول مع مدينة الانتاج الإعلامى فكان الوقت « أزف» فاعتذرت لهم خاصة وأن مسلسلى السابق نجح بشكل ملفت فتأجل العمل. *ما سر تكرار تعاونك مع مدينة الانتاج فى أكثر من مسلسل؟ ** المدينة عندها امكانيات قوية لخدمة كافة تفاصيل العمل ثم إنها جهة عمل آمنة للتعامل معها فى هذه الأيام من حيث أنك ضامن فلوسك بخلاف التسويق الجيد لأن بها عناصر جذب لأى فنان أكثر من القطاع الخاص. توم وجيمى *ولماذا خرج فيلمك « توم وجيمى» من موسم الصيف الحالى؟ ** اكتشفنا كفريق العمل أن فرصته فى موسم العيد ستكون أفضل لقصر مدة موسم الصيف فالامتحانات تنتهى أول شهر يوليو وبعدها رمضان وأول أسبوع قبل شهر رمضان الناس تجهز نفسها لشراء مستلزمات رمضان لأنهم يحوشون من الميزانية لرمضان وليس للسينما وبشكل عام الميزانية القادمة للأسرة المصرية هى ميزانية أكل وشرب وليست ميزانية ترفيهية فنحن فى أيام صعبة جدا فالأسر المصرية « مش حمل» أن الولد يدخل السينما مرتين تلاتة ويتفسح ويطلع مصيف كلها ستسحب من الميزانية إذا كانت أسرة غنية أما إذا كانت أسرة متوسطة الحال مثل معظم ال?سر المصرية لن تتعدى المسألة « خروجة أو خروجتين» نظرا للأوضاع الاقتصادية الحالية. *الملاحظ أن إيرادات أفلامك دائما ما تكون فى منطقة وسط فلا هى الإيرادات التى تعمل « فرقعة» وأرقاما خرافية مقارنة بنجوم الكوميديا الأخرين ولا هى متدنية؟ ** لى أفلام حققت إيرادات مرتفعة وجامدة جدا وأفلام لم تنجح بصورة كبيرة وأفلام نجاحها متوسط لكن عندما تحسب فى المجمل لا تجد لى فيلما خسر «فلما تيجى» وتتكلم وتقول استمرار هانى رمزى كنجم هل نتيجة الايرادات أم ما يقدمه من موضوعات أم توفيق ربنا أو نتيجة اجتهاد أو حب الناس أو تأثر الناس بالنقد أو نتيجة لعوامل ساعدت، الحكاية من وجهة نظرى كل ذلك نجاح النجم نتيجة أمور كثيرة أولها توفيق ربنا جزئية الايرادات أو الفلوس لا أنا ولا أنت نقدر نتحكم فيها هى حكاية فيلم ممكن انزل فيلم يكسر الدنيا رزقه كده وممكن أنزل فيل? انت تتوقع أنه هيكسر الدنيا ولا يحقق ولا تعريفة رزقه كده «أعمل أيه» أنت ممكن تنزل فيلما وتجد زحمة حوله من الأفلام فالتورته ستقسم على الكل وممكن تنزل فيلم وسط 3 أو 4 أفلام فالايرادات تعلى وممكن تنزل بفيلمك أول واحد فايراداتك بالتأكيد ستكون أكبر من الفيلم اللى بعده عوامل كثيرة تتدخل فى الحكاية بخلاف جودة الفيلم والسيناريو وباقى العناصر ولو أنت «عايز تقيس الإيرادات بالحالة الفنية تبقى راجل ظالم لأنه لا حيلة فى الرزق ولا شفاعة فى الموت» مينفعش تكلم شخصا تقوله رزقك ليه كده حتى لو ملياردير تقوله اشمعنى ?أن الرزق بتاع ربنا فالإيرادات ليست فى يدى ولو بأيدى ان أحدد ألارقام أحدد أحسن رقم يعجبن أنا مش مقصر فى شىء «وشغلى باعمله على أكمل وجه» *تقصد أن الإيرادات مسألة نسبية؟ ** الفيلم قائم على عناصر كثيرة وليس أنا لوحدى لكن اعتاد الأمر أن نقول أن هذا فيلم لهانى رمزى أو فلان الفلانى أفرض مثلا قدمت فيلم وحش ولم يعجب الناس المفروض أنه يسقط فى الإيرادات لكن ممكن تفاجأ بإيراداته ارتفعت لكن كل واحد سواء أنا أو غيرى بنعمل اللى علينا وأكثر على أساس فيلمى يحقق أعلى الإيرادات فأنا أدخل فيلمى ومتصور أن فيلمى أحسن فيلم ومتخيل أننى هاضحك الناس كلها ومعتقد أنى « هاجيب أعلى إيرادات والدنيا وردى وكل حاجة عشرة على عشرة وأسعى لأن أكون غير مقصر فى حاجة إذن عملنا اللى علينا يجيب بقى 10 قروش ?و 20 أو قرشا أنا مالى أنا عملت اللى عليا محدش يقولى أصل انت قصرت «والسؤال هل يوجد بنى آدم مثل الآخر فى رزقة أو نجاحه أو قبوله عند الناس مثلا أنت تسألنى مثلا وتقول لى « ليه ايراداتك مثلا مش زى ايرادات عادل امام أو احمد حلمى أو محمد سعد أو مكى أو اشرف عبد الباقى أو احمد ادم كل واحد ايراداته مختلفة عن التانى». « ده بتاع ربنا لكن كل فنان بيعمل اللى عليه وزيادة ومش ممكن يقصر علشان فيلمه يقع». *ننتقل إلى الجانب الآخر كيف ترى المشهد السياسى فى مصر ؟ ** نحن نمر بأيام صعبة اقتصاديا وأمنيا ولا يوجد استقرار نفسى أو أسرى والأهم من كل ذلك أننا فقدنا الاستقرار الأمنى فالتواجد الأمنى فى الشارع «مش موجود نهائيا فالمواطن الآن يخرج من منزله وهو معرض لأى اعتداء أو سطو أو اختطاف نتيجة الانفلات الأمنى وبدأت المخاوف تتزايد مع تواجد السلاح القادم إلينا «واحنا مش عارفين اللى بيحصل « ونجد تشكيلات عصابية متخصصة فى سرقة الأطفال والسيارات والأعضاء كيف تكون الحالة السياسية فى إطار كل هذه « البلاوى» تبقى «حلوة ازاى» فنحن نعيش مرحلة تخبط فى القرارات السياسية. *هل ترى أن الإخوان المسلمين رغم سعيهم للحكم على مدار 80 عاما ليسوا مهيئين له؟ ** لا هم مهيئون للحكم بدليل أنهم حكموا لكنهم يفتقدون للرؤية والخبرة وللإدارة وحسن التعامل لأنهم يتعاملون الآن مع الدولة بمنطق لابد من السيطرة على كل مفاصلها ومواردها ومداخلها ومخارجها *تقصد الأخونة ؟ ** نعم أخونة الدولة وهم لم يقولوا ذلك فى البداية وأنا أتذكر جيدا ان المرشد عندما كان يجلس مع الدكتور مرسى قال سيخرج من عباءتى وسيدخل عباءة جميع المصريين وهذا لم يحدث ولم يحصل ونحن غير لامسين أو نشعر بذلك على الاطلاق الأمر الثانى التخوف الموجود الآن وأنا كنت باعتز بالإخوان فى البداية واقول عنهم انهم من اذكى الناس بعد الثورة عندما قرروا عدم الترشح لانتخابات الرئاسة اعتقدت انهم سيعدون كوادر وكفاءات لكى يكونوا جاهزين للمرحلة التالية ليمسكوا الحكم وليثبتوا للناس أنهم أحسن من تولى الحكم لكنهم فى الحقيقة?لم يأخذوا وقتا والسلطة جاءت لحد عندهم « متقشرة» كل العوامل كانت فى صالحهم لأن «يمسكوا الحكم» ما فى حد حتى المعارضين عندما كانوا يعارضو كانوا يعارضون خطأ «علشان الإخوان تتولى الحكم «تشعرأن المعارضة كانت تلعب لصالح الإخوان بدون قصد وأنا كنت باعتبر ذلك نوعا من الغباء كل العوامل ساعدتهم على الوصول لكرسى الحكم لكنهم فى الحقيقة غير مؤهلين كان لابد وان ينتظروا للفترة التالية كما قالوا فى البداية. *هل تتوقع قيام ثورة ثانية فى ظل هذه الأوضاع المتدهورة على كافة المجالات؟ ** أرى أن الحالة الاقتصادية والنفسية للمواطن تتدهور كل يوم بشكل أسوأ عن اليوم السابق نتيجة للضغوط التى يراها هناك خوف يتملك الغنى والفقير الصغير والكبير المراة والرجل نحن حتى هذه اللحظة «نشتكى» وطول مانت بشتكى يصبح هناك احتمالية للثورة طول ما هيحصل استقرار وقدرة على تلبية احتياجات بيتك وأسرتك وتشعر أن الغد سيكون أفضل لن تنزل لتقوم بثورة ثانية نحتاج على الاقل إلى الأكل بتاع كل يوم والتعليم والعدالة والأمن لكى نحقق حالة من الاكتفاء. *رغم أن أعمالك تحمل صبغة سياسية لكن لم تنضم إلى ائتلاف أو حزب أو تيار سياسى مثل زملائك الفنانين؟ ** مينفعش انتمى لتيار معين وادافع عنة أو أعمل له أفلاما مينفعش تكون خلفيتى إخوانية وأعمل فيلما يدافع عنهم أو تكون مرجعيتى ليبرالية وأقدم فيلم يخدم على الليبراليين أنا«باطلع على الشاشة لكى أقدم قضية أو فكرة بصرف النظر عن الانتماءات وبعيدا عن التحزب والتصنيف لابد وأن تكون أفكارك وأعمالك فى العموم انا ليس لى انتماء سياسى معين سواء لتيار معين أو حزب سياسى ورغم أنه من رابع المستحيلات أن انضم للإخوان لكن لو عمل الإخوان حاجة مفيدة سأصفق لهم ولو حاسس أنهم هيدمروا البلد سانتقدهم لأننى فى النهاية مواطن.