«أشعلت ألمانيا حربين عالميتين، كلفتا البشرية ملايين القتلى والضحايا، وهذا أمر لا ينكره التاريخ. وألمانيا متهمة بجريمة رياضية مخجلة أيضا لابد أن يحقق فيها الحاضر. إذ كشفت صحيفة سودويتشه تسايتونج البافارية عن تقرير من 800 صفحة يحتوى أسرار استخدام ألمانياالغربية للمنشطات واستمرارا لتجربة ألمانياالشرقية التى أشرف عليها جهاز المخابرات (ستازى) قبل الوحدة. وهذه الجريمة قائمة منذ الخمسينيات. وهناك اتهام صريح بشأن فوز منتخب ألمانياالغربية بكأس العالم عام 1954 حين هزم منتخب المجر الذهبى فى المباراة النهائية 3/2 فيما عرف بمعجزة بيرن.. ويزعم التقرير أن الألمان استخدموا حقن من مادة بريفتين، كان يحقن بها الجنود فى الحرب العالمية لزيادة قدراتهم على التحمل وهذا المخدر عرف باسم «شيكولاتة البانزر» والبانزر هى أشهر الدبابات الألمانية فى الحرب. ●● صحيفة الديلى ميل البريطانية تناولت هذا التقرير وأشارت إلى أن دافعى الضرائب فى ألمانيا لا يدرون أنهم يمولون برنامجا لتعاطى المنشطات من قبل الإدارة الرياضية فى البلاد حسبما ذكرت أبحاث جامعة هومبولدت فى برلين. وقال جوناثان ميكفوى الصحفى بالديلى ميل إن فوز ألمانيا بكأس العالم عام 1974 مشكوك فيه لحصول لاعبى الفريق بقيادة بيكنباور على جرعات ممنوعة. وهذا فى حد ذاته يضع بطولتى 1954 و1974 تحت المنظار. كما ذكر التقرير أن كبار السياسيين والأطباء والمسئولين كانوا متورطين فى جريمة المنشطات. ويقول جوناثان ميكفوى إن ثلاثة من لاعبى منتخب ألمانيا الذين شاركوا أمام إنجلترا فى الدور قبل النهائى عام 1966 تناولوا مادة الإيفيدرين المنشطة وأن الدكتور ميهايلو المسئول عن اختبارات المنشطات فى المونديال أرسل خطابا للفيفا فى نهاية بطولة 1966 يفيد باكتشافه آثارا طفيفة للمادة المحظورة فى عينات اللاعبين الثلاثة وحين سئل الفيفا عن هذا الخطاب كان الرد: لا نعلم عنه شيئا؟، كذلك تشير الديلى ميل إلى أن فوز الألمان على الفريق الإنجليزى 3/2 فى كأس العالم بالمكسيك فى دور الثمانية عام 1970 كان بمساعدة المنشطات، وألف رامزى أيضا المدير الفنى لإنجلترا لذى قررسحب بوبى شارلتون لإراحته من أجل المباريات القادمة؟ ●● يذكر التقرير أيضا أن برنامج المنشطات حظى برعاية رسمية منذ إنشاء المعهد الاتحادى للبحث الرياضى فى اكتوبر 1970 وقام هذا المعهد تحت إشراف وزارة الداخلية بإدارة التجارب على الرياضيين الموهوبين. لكن التكلفة البشرية كانت باهظة لما للمنشطات من أضرار جسيمة، فقد توفى ريتشارد هيرمان جناح إنتراخت فرانكفورت بطل كأس أوروبا عام 1960 بتلف فى الكبد وعمره 39 عاما. كما توفيت بطلة ألعاب القوى بيرجيت دريسيل عام 1978 وعمرها 26 سنة. وأظهر تشريح الجثة أثار 101 نوعا مختلفا من الأدوية المنشطة. إلا أن التقرير الرسمى الصادر عن وفاتها ذكر أن أسباب الوفاة مجهولة..؟! ●● يبقى أن هذا التقرير صدر العام الماضى ولم يعلن. إلا أن وزارة الداخلية الألمانية نشرته على شبكة الإنترنت بعدما كشفت عنه جريدة سودويتشه تسايتونج، وقرر رئيس اللجنة الأوليمبية الألمانية توماس باخ تعيين لجنة مستقلة للتحقيق فيما ورد بالتقرير برئاسة أودو شتاينر القاضى فى المحكمة الدستورية الفيدرالية. ألمانيا تقف على باب كارثة أخلاقية رياضية، وتاريخ كأس العالم لكرة القدم فى طريقه إلى التشويه إذا كان كل ما فى التقرير صحيحا.