وجه الدكتور محمد البرادعى نائب رئيس الجمهورية ثلاثة نداءات عبر «الشروق»، أولها إلى الشعب وثانيها إلى الإعلام وثالثها إلى جماعة الإخوان، من أجل حل الأزمة التى تعيشها مصر حاليا. وخاطب البرادعى الشعب المصرى، قائلا: «كلنا حريصون على أمن مصر وسلامتها، ونحاول تحقيق ذلك من دون خسائر، أو فى أسوأ الأحوال بأقل قدر من الخسائر، وهناك شكوك بوجود أسلحة قوية داخل اعتصامات الإخوان، وبالتالى فهناك احتمال كبير بوقوع خسائر كبيرة حال اتخاذ قرار فض الاعتصام، فهل نحن مستعدون ان نفعل ذلك قبل استنفاد الوصول إلى حلول سلمية.. إذا فعلنا ذلك بالطريقة التى يدعو إليها البعض سنكون كمن فقدنا عقلنا! وفى تصريحات خاصة عبر اتصال هاتفى وجه الدكتور البرادعى نداء إلى أجهزة الإعلام، قال فيها «كثير منكم يقوم بشيطنة جماعة الإخوان والإسلام السياسى، كما أننى أسمع عن محاولات تحريض غير مقبول ضد الفلسطينيين والسوريين خصوصا المقيمين فى مصر، أستحلفكم بالله وبكل ما هو غالٍ عليكم أن تكونوا عند مسئوليتكم. لا تقودوا الرأى العام إلى حالة التصعيد الشديدة الموجودة حاليا. أضاف البرادعى أن الإعلام عليه التزام ومسئولية أخلاقية، وهناك عواطف جياشة وملتهبة فى الشارع، يقوم الإعلام بتصعيد حالتها إلى أقصى مدى، ثم يقول إن الرأى العام ضاغط، وينسى أنه هو من قام بتوصيل الرأى العام إلى هذه الدرجة. ووجه البرادعى رسالته الثالثة والأخيرة إلى جماعة الإخوان، قائلا: «راجعوا حساباتكم وتعالوا إلى الحلول السلمية، ولا تراهنوا على جذب الأمن لفض الاعتصام بالقوة ثم تحدث مجزرة كبيرة، وتصبحوا فيها أنتم الضحية، بحيث يتحسن موقفكم التفاوضى، هذه الحيلة لن تنجح كما تتصورون، بل إن الشعب سوف يزيد غضبه عليكم، عندما يتأكد لديه أنكم تحاولون المتاجرة بالدماء، الابتزاز بهذا الشكل غير مقبول، ولن يحسن موقفكم، بل قد يقود الأزمة إلى منعطف خطير. ورغم ذلك أكد الدكتور البرادعى أنه لا يمكن قبول فكرة إقصاء الإخوان أو التيار الإسلامى، وإلا من الممكن أن نرى سيناريوهات مثل الجزائر التى قتل فيها 200 ألف، واستمر الصراع فيها عشر سنوات، أو السيناريو اللبنانى التى استمر الصراع فيها 17 عاما. وجدد الدكتور البرادعى التأكيد على تحقيق الأمن والاستقرار، ولن يسمح أى مسئول مصرى بقطع طريق أو ترويع حياة الناس، وسيتم القضاء على كل هذه المظاهر. لكن التحدى أن نفعل ذلك بأقل قدر من الخسائر، مضيفا: «علينا ألا نندفع بعشوائية قد تؤدى إلى احتراب أهلى». أضاف البرادعى أن التعامل العنيف فقط ومن دون رؤية سياسية بعيدة المدى قد يقود إلى نزول الإسلاميين إلى العمل السرى، وبالتالى لابد أن نفكر فى تداعيات ما بعد استخدام القوة، خاصة إذا كان الطرف الثانى يسعى بكل قوة إلى جر الأمن إلى معركة يظهر فيها هو باعتباره الضحية. أضاف البرادعى إن علينا أن نقلب كل حجر بحثا عن حل سياسى، وأن نستخدم الوسائل كافة للوصول إلى هذا الحل، وإذا فشلنا وقتها يكون استخدام القوة لتحقيق القانون مقبولا من الجميع، ولن يلومنا أحد. وقبل استخدام القوة هناك عشرات الإجراءات غير العنيفة التى مكن استخدامها من حصار وتضييق. وأكد البرادعى أن كل شخص أو طرف أو دولة يستطيع أن يساعد فى تحقيق التوصل إلى الحل السلمى مرحب به، لكن الحل فى النهاية سيكون مصريا والقرار مصرى، ولا نريد تدخلا أجنبيا ولن نقبل به، وفى هذا الصدد رحب البرادعى بزيارة وزير الخارجية القطرى خالد العطية للقاهرة طالما كانت فى إطار بذل الجهود لتحقيق التهدئة. وعن الحملة الإعلامية التى يتعرض لها قال الدكتور البرادعى «لا أود إطلاقا أن يكون عندى شعبية، وهى آخر ما أفكر فيه حاليا، وأسهل حل أن أفعل كما يفعل كثيرون، ويقولون هيا بنا نضرب ونقضى عليهم». أضاف البرادعى: «إن ضمير أى إنسان صار على المحك». وكرر البرادعى أنه لا مساومة على الأمن القومى ومصلحة مصر، لكن ذلك لابد أن يتم بهدوء وبالقانون وعبر السياسة، وعلينا أن «نعطى العيش لخبازه، بعد أن صار الجميع خبراء أمنيين».