تعرض معسكر القوات المسلحة فى حى الصفا بمدينة رفح بشمال سيناء لهجوم عنيف بالأسلحة الرشاشة من قبل مجموعات مسلحة، وأكد شهود عيان أن المجموعة تسللت لمناطق قرب موقع المعسكر وأطلقت النار من أسلحة باتجاهه. وواصلت قوات أمن شمال سيناء اتخاذ أقصى درجات الاستعداد والحذر قرب المواقع الأمنية بمدن المحافظة الرئيسية الثلاث: العريش، والشيخ زويد، ورفح، رغم الانخفاض النسبى لوتيرة الهجمات المسلحة، كما استمرت الحملة الأمنية للتضييق على المجموعات المسلحة بطول الشريط الحدودى الفاصل بين مصر وقطاع غزة. وأوضح مصدر أمنى بشمال سيناء أن جميع من ألقى القبض عليهم تم ترحيلهم إلى خارج المحافظة للتحقيق والعرض على النيابات المختصة بالإسماعيلية. كما أكد مصدر مطلع آخر أن قدرة قوات الأمن على مواجهة الهجمات التى وقعت فى الأيام الماضية أربكت الجماعات المسلحة، نظرا لغموض استراتيجية قوات الأمن فى المحافظة، التى تقوم على تجفيف منابع التسليح والذخائر من خارج سيناء. وتوقع المصدر أن تقوم الجماعات بهجمات عنيفة جماعية يطلقون عليها «غزوات» لإثبات قدرتها على الصمود، وهو ما تأخذه أجهزة الأمن على محمل الجد خاصة مع اقتراب عيد الفطر المبارك، مشيرا إلى أن القبض على عدة أفراد خلال الأيام الماضية قلص من نشاط المجموعات المسلحة. وتحاول قوات الشرطة إعادة إثبات وجودها بشوارع العريش بالقيام بحملات تمشيط فى بعض الشوارع، بقيادة اللواء على العزازى، مساعد مدير أمن شمال سيناء، ويتم تعزيز تلك القوات بمدرعات وقوات خاصة، فى حين استمر غياب شرطة المرور من الشوارع خشية الاستهداف. وألقت قوات الشرطة فى مدينة العريش القبض على فلسطينيين اثنين لا يحملان أوراقا رسمية، عند مقر الأمن الوطنى القديم الخالى من الأفراد قرب مقر الحماية المدنية بالعريش، خلال حملة أمنية لمدير أمن شمال سيناء. وكشفت المصادر أنه جار التحقيق مع الفلسطينيين بشأن دواعى وجودهم قرب المقر الأمنى، وتبين أن أحدهما يحمل هاتفا جوالا به صور لأسلحة ومعدات عسكرية، بينما استمرت حملة التمشيط الأمنى لمناطق فى محيط مديرية الأمن، خاصة الشقق المفروشة. من ناحية أخرى، أشارت مصادر مقربة من أسرة التاجر القبطى مينا مترى المختطف لليوم الخامس على التوالى، أن الخاطفين أجروا اتصالا هاتفيا بالأسرة يطلبون فدية مالية تقدر بنحو 150 ألف جنيه. ويشار إلى أن راعى كنيسة بالعريش تعرض للاغتيال مستهل شهر يوليو الماضى، بحى المساعيد بالعريش، كما اختطف تاجر مسيحى بمدينة الشيخ زويد، وتم العثور على جثته بعد 4 أيام وقد فصلت رأسه عن جسده. وأسفرت الحوادث ضد الأقباط عن نزوح العائلات المسيحية القليلة من رفح والشيخ زويد إلى العريش، ومنهم من فضل السفر لمحافظاتهم الأصلية لحين استتباب الأوضاع الأمنية بالمحافظة، فى حين تقوم قوات الشرطة بتأمين المطرانية وكنيسة مار جرجس بالعريش بشكل دائم. كما أدت الهجمات المتكررة قرب الحواجز الأمنية إلى نزوح بعض العائلات إلى مناطق أكثر أمنا، حيث نزح أفراد من قبيلة الملالحة، بالشيخ زويد من مواقع قرب معسكر قوات الجيش بحى الزهور بعد نفوق عدد من مواشيهم إثر الاشتباكات التى تجرى قرب المعسكر بين وقت وآخر، وطالب بعض النشطاء القوات المسلحة بتعويض النازحين عن نفوق مواشيهم خاصة أن حالة العائلات المادية النازحة متدنية جدا بحسب قول الناشط حسن أحمد من الشيخ زويد. وبسبب حالة الاستنفار التام قرب قسم شرطة الشيخ زويد، أغلق المسجد الملاصق للقسم نظرا للظروف الأمنية، وخشية الأهالى من الاقتراب من القسم المستهدف. وعمت حالة من الغضب بين أهالى الشيخ زويد ورفح، بسبب تردى الخدمات الرئيسة من الكهرباء والمياه وشبكات الهاتف النقال، بتكرار انقطاعها لفترات طويلة فى ظل تلك الأجواء القلقة التى تسيطر على الجميع خاصة، مع تقلص أعداد رواد الأسواق بشكل كبير مقارنة بالأشهر الماضية.