المكان يمتلئ على آخره، ترابيزات متراصة وكراسى تحيطها، الجميع فى انتظار أذان المغرب لتناول طعام الإفطار، هذا هو مشهد معظم المطاعم التى تمتلئ عن آخرها ساعة الإفطار، فتضطر للنزول إلى الشارع بمناضد وكراسى إضافية، وعمالة إضافية أيضا لتحقيق مزيد من المكسب. العمالة الإضافية تعمل على قدم وساق، مزيد من الطباخين وصانعى الوجبات والجرسونات وعمال «الديلفرى»، المكان يتحول لطاقة من العمل قبل الإفطار بساعة، الجميع يعمل ويعلم أنه قد لا يفطر بمجرد انطلاق مدفع الإفطار. «إحنا بنفطر العشا» محمود محمد عبدالعزيز الشاب ذو العشرون عاما الذى يعمل جرسونا بأحد المطاعم الشهيرة بمنطقة وسط البلد فى أثناء العطلة الصيفية، حيث يدرس بكلية التجارة بالسنة الثانية، أكد أن المطعم الممتلئ عن آخره أثناء وقت الإفطار لا يعطى لهم الفرصة لتناول إفطارهم إلا بعد أن يقل الزبائن بحلول صلاة العشاء، «يادوب بنكسر صيامنا، وبنرجع الشغل تانى لأن بعد ما بنرص الأطباق والأكواب وينزل الأكل غالبا الزباين بيكون ليها طلبات تانية، وبعدها بنبتدى نلم الترابيزات والحساب». أما الطباخون فيكونون أسعد حظا فهم موجودن فى أماكن مغلقة بعيدا عن أعين الزبائن ومسموح لهم بتناول الطعام، ولكن كثرة الطلبات التى تأتى إليهم أثناء قبل وأثناء وبعد الإفطار تحول دون تناولهم الطعام إلا قليلا، وبمجرد أن تخف «الطلبات» يقومون بتناول طعام الإفطار. فى مطعم آخر شهير فى المهندسين الوضع يختلف قليلا، حيث قام صاحب المطعم بزيادة عدد العمالة لديه وتقسيمها على فترتين، على شرط أن يوجد جميع طاقم المحل وقت الإفطار، حيث يغطى عمال الفترة الأولى زملائهم أثناء الإفطار مباشرة، فيتناولون إفطارهم فى مدة لا تتجاوز العشر دقائق، ثم يتناوبون فى العمل بحيث تفطر مجموعة الفترة الأولى، بعد أن يغطى عمال الفترة الثانية طلبات الزبائن، «أنا الوحيد اللى فى المحل مش بفطر غير قرب العشا» قالها أحمد عزوز رئيس الوردية الذى يكون متواجدا فى صالة الطعام طالما أن هناك زبائن. أما عمال الديلفرى أو «الطيارون» فهم يأخذون وجباتهم الخاصة بالإفطار معهم عندما يوصلون الطلبات، التى لا يتناولونها إلا عقب أن يفرغوا من مهمتهم فى توصيل الطلبات، «الشغل ساعة الفطار بيبقى صعب جدا والطلبات بتكون كتير، إحنا بنبتدى شغل قبل المدفع بحوالى ساعتين ونص، عشان فى ناس بتحب تطلب الأكل بدرى عشان تضمن فطارها» قالها تامر عبدالحميد مؤكدا أن عملهم فى رمضان يكون مربحا أكثر وذلك لاعتمادهم على «البقشيش» ومع كثرة الطلبات يكثر البقشيش.