أصعب شيء في الدنيا أن يقوم الإنسان بطهي أطايب الطعام وألذها دون أن يتذوقها فما بالك إذا كان هذا الشخص صائما طوال اليوم . وعندما يضرب المدفع معلنا أوان آذان المغرب والذي يتبعه السماح بتناول الطعام لكل صائم . فلا يستطيع أن يتناول ولو حتي القليل من الطعام لأن عمله يستدعي تواجده في هذا التوقيت في مكان معين كل من فيه يأكل إلا هو وهذا للقيام علي خدمتهم ! ليس هذا هو حال طباخي الفنادق الكبري ذات الخمسة نجوم أو حتي فنادق النجمة الواحدة بل طباخ أي مطعم في أي فندق أو غيره يخضع للإشراف علي التغذية والمشروبات . يقول محمد السيد كبير طهاة أحد الفنادق: أنا أعمل طوال اليوم لأننا نقوم بتقديم ثلاث وجبات في البوفيه المفتوح فبعد عملي علي مدار اليوم حتي في رمضان أعد ثلاث وجبات للأجانب والأخوة الأقباط بالإضافة لوجبتي الإفطار والسحور للنزلاء من العرب . كل ما يقدم في الفندق من مأكولات نقوم نحن بإعدادها: عجائن مخبوزات مكرونات سلطات وأطباق رئيسية وحلويات شرقية وغربية والحوادق من جميع البلدان ولذلك وقت الإفطار لابد من تواجدي في صالة الطعام ومن صميم عملنا كطهاة ولا يمكنني ترك مكاني إلا بعد انتهاء وقت البوفيه المفتوح وذلك للرد علي تساؤل من النزلاء عن نوعية الطعام أو لأي استفسار آخر. فيوجد بعض النزلاء لا يقربون الطعام غير المعروف لديهم إلا إذا استفسروا عن مكوناته مثلما نفعل نحن عندما نسافر للخارج ونستفسر عن مكونات الطعام للتأكد من خلوه من الكحوليات في مكوناته أو عدم دخول لحم الخنزير في طهيه وكثير من النزلاء أيضا يكون اختيارهم من الكارت "قائمة الطعام " ففي هذه الحالة لابد من إعداده أو علي الأقل الإشراف علي تجهيزه . وفي الأيام العادية قد نسبق النزلاء في تناول طعامنا أوقد نتناوله بعدهم حسب الظروف أما في رمضان فلا يمكننا أن نفطر قبل النزلاء. وهذا ليس حالي وحدي ولكن حال كل من يعمل في هذا العمل سواء مساعدي الطباخ أو عمال النظافة والجرسونات" ولكن هؤلاء يمكنهم أثناء الخروج والدخول من المطبخ أن يتناولوا لقيمات بسيطة "تصبيره " حتي انتهاء ميعاد البوفيه . ولقد اعتدنا جميعا علي ذلك . وبالرغم من هذا يسعدني كثيرا رؤية النزلاء وهم راضون عن الوجبات التي أعدها ومثل النجوم يفرحني جدا المدح والاستحسان لأصناف الطعام التي أعدها .