لم تمضِ ساعات على انتهاء المعتصمين في ميدان رابعة العدوية من أداء صلاة الغائب على أرواح 51 مواطنا قُتلوا في اشتباكات مع قوات الجيش أمام دار الحرس الجمهوري، حتى اصطف المصلون من جديد لأداء صلاة القيام «التراويح» لليلة الأولى من أيام شهر مضان. ولم تنجح زينة رمضان التي علقها المعتصمون؛ لإضفاء جو الشهر المبهج على الميدان، في إزالة النظرات القلقة أو الملامح المترقبة التي اكتست بها وجوه المعتصمين بعد يوم واحد مما سموه ب«مجزرة الحرس الجمهوري».
في الوقت الذي أعلنت فيه المنصة عن نية المعتصمين البقاء في الميدان إلى حين عودة محمد مرسي إلى الحكم، حتى لو بقوا في الميدان إلى رمضان العام القادم، همست إحدى السيدات التي كانت تستمع إلى حديث المنصة بإصغاء «عايزين نقضي رمضان في بيوتنا».
بينما قال أحمد نبيل، الذي ترك منزله في الإسكندرية ولحق بالاعتصام منذ 11 يوما في 29 يونيو، إنه على الرغم من اشتياقه لأهله في الإسكندرية، ورغبته في أن يقضي أيام الشهر الكريم وسط عائلته، إلا أن إيمانه بالفكرة هو ما يهون عليه هذه المشاعر، لكن يقلقه أن الاتصالات تكون صعبة بينه وبين عائلته خاصة في أوقات التظاهرات بسبب الضغط على الشبكة.
إلا أن نبيل يتوقع أن يقضي رمضانا مميزا بين أجواء الاعتصام، خاصة أن لجنة تنسيق الاعتصام ستعمل على جذب أفضل الشيوخ والشخصيات الدينية التي سترفع من روحهم الإيمانية، حسب قوله.
الأمر لا يختلف كثيراً مع ربة المنزل عفاف عبد الوراث، التي تأتي يومياً من منزلها الكائن في منطقة كرداسة وتحتاج ما يزيد عن ساعة يومياً حتي تصل إلى مقر الاعتصام في مدينة نصر، لكنها قالت إنها تنوي الإفطار يومياً في الاعتصام مع زوجها وأولادها.
«المساجد في حالة حزن منذ رحيل مرسي» قالها محمد عبد الظاهر أحد المعتصمين بالميدان منذ إعلان الفريق السيسي عزل محمد مرسي، وهو يأمل كثيرا في شهر رمضان أن يرفع الله الظلم الذي وقع على جماعة الإخوان، وعلى الرئيس المعزول محمد مرسي، قائلاً: "الله ناصرنا فهم يريدون بناء دولة، ونحن نريد بناء أمة، وبالرغم من كل الأزمات سيندم الشعب المصري على العام الذي تولي مرسي الحكم فيه، وسيطالبون بعودته من جديد".