كتب محمد فؤاد وعصام عامر وأحمد محروس ونشوى فاروق ودعاء جابر عاشت الإسكندرية مشهدين صاخبين، بعد إلقاء بيان الفريق أول عبد الفتاح السيسى، وزير الدفاع، الذى عزل الدكتور محمد مرسى، الأول تجلى فى سيدى جابر والذى كان مبهجا، أبطاله معارضو مرسى وجماعة الإخوان المسلمين، والثانى كان كسيرا، فى سيدى بشر، لفته مشاعر الحزن بين المؤيدين، والذى انتهى بأحداث بعنف أسفرت عن وقوع 4 قتلى وعشرات الإصابات.
مشهد الفرحة استمر حتى ساعات مبكرة من صباح أمس، بمواصلة توافد الأسر على ميدان سيدى جابر، للاحتفال بسقوط النظام وتحقيق مطالب الثورة، وتحولت شوارع الإسكندرية لعروض راقصة فرحا بسقوط الإخوان، وانتشر المئات من الشباب فى شوارع ومداخل المدينة، متبادلين التهنئة مع سائقى السيارات، وسط طبول واستعراضات راقصة بأعلام مصر وصور الفريق أول عبدالفتاح السيسى.
وارتفعت زغاريد السيدات فى محيط سيدى جابر، فيما غطت الألعاب النارية سماء الإسكندرية، وسط تهليلات «الله أكبر» وتواجد مكثف لأعلام مصر، كما ارتفعت أصوات الفرح عقب إذاعة مكبرات الصوت خبر القبض على مرشد جماعة الإخوان الدكتور محمد بديع، أثناء محاولته الهروب إلى ليبيا.
وردد المتظاهرون أغانى وهتافات عدة منها «يا سيسى أمرك.. أمرك يا سيسى» فيما امتلأت صوره الميدان الشوارع وقد كتب عليها «الشعب فوق الجميع، والجيش والشعب إيد واحدة».
وشيع المئات من الثوار النظام من خلال رفع نعش أسود، كتب عليه «البقاء لله والشرعية للشعب»، وسط زغاريد النساء، وتهليل الشباب.
ورصدت «الشروق» مظاهر احتفال الشرطة مع المواطنين أمام الأقسام، وسط هتافات «الشعب والجيش والشرطة إيد واحدة»، فيما أوقف ضباط الشرطة سيارات الأجرة ووزعوا «البونبون» على الركاب والمتظاهرين.
المشهد المعاكس كان أمام مسجد سيدى بشر، حيث ضج المكان بعويل وبكاء وصراخ المؤيدات للرئيس المعزول، بعد بيان الجيش، فيما أصيب الرجال بحالة هستيرية، هاتفين «حسبنا الله ونعم الوكيل، وحى على الجهاد.. ويسقط حكم العسكر، وعبد الفتاح يا سيسى.. المرسى لسه رئيسى».
وطوال 30 دقيقة، سادتها حالة من الترقب والصدمة دعا البعض للجهاد الفورى، فيما طالب آخرون بالخروج فى مسيرة تجوب شوارع الإسكندرية، أو الاعتصام أملا فى معجزة. وبمجرد إذاعة منصة الميدان الرئيسية بيانا نسب للدكتور محمد مرسى، على حسابه الشخصى «فيس بوك» دعا فيه أنصاره إلى «الثبات» والتمسك بالشرعية عاد الأمل إليهم من جديد، ساجدين لله شكرا.
بعدها قدمت مسيرة معارضة للدكتور مرسى، سالكة طريق الكورنيش، مرددين هتافات مناوئة لجماعة الإخوان المسلمين، ولنحو ساعة استمر التربص والترقب بين الطرفين، بلغ ذروته مع قرب وصول مسيرة قادمة من ميدان محمد نجيب، وظن الإخوان أنها تستهدف إبعادهم عن «سيدى بشر»، وفجأة انطلق وابل من أعيرة الأسلحة الآلية، تحذيرا للمعارضين، وهو ما أثار حفيظة الأخيرين، لتبدأ حالة من الكر والفر والمعارك استخدمت فيها العصى والشوم، وطلقات الخرطوش.
واستقبل معارضو مرسى، التشكيلات الأمنية بحفاوة، ودفعهم ذلك إلى التقدم واستباق أجهزة الأمن فى التصدى لمؤيدى مرسى، وهو ما قوبل بوابل من طلقات الرصاص باتجاه فندق «رمادا» ما دفع المتظاهرين إلى الفرار، لتتقدم الشرطة بإطلاق القنابل المسيلة للدموع وبكثافة، وعلى الفور بدأ المؤيدون الفرار لتدور بينهم وبين الأهالى والمعارضين والشرطة عملية «كر وفر» امتدت بطريق الكورنيش وشارع الحى، أسفرت عن وقوع 4 قتلى و150 مصابا من الجانبين، وأخلى الميدان من مؤيدى الرئيس المعزول عدا البعض ممن اختبئوا داخل مسجد سيدى بشر، الذين سلموا أنفسهم فجر أمس.
وقال الدكتور إبراهيم الروبى، مدير الطوارئ بمديرية الشئون الصحية بالمحافظة، إن أغلب الإصابات سببها الطلقات النارية والخرطوش وتراشق بالحجارة وحولت الحالات لمستشفى مارمرقص وشرق المدينة،
وتحقق نيابة شرق الإسكندرية برئاسة المستشار محمد صلاح مع 13 من مؤيدى محمد مرسى بتهمة الاعتداء على المتظاهرين وإطلاق النيران، وصرحت النيابة العامة بدفن 3 أشخاص، من بينهم سيدة، عقب تشريح جثثهم لمعرفة أسباب الوفاة، وطلبت النيابة، تحريات المباحث حول الاشتباكات، وشكلت فريقا من النيابة العامة لسؤال 20 من المصابين.