الإسكندرية - حازم الوكيل: رد شباب الثورة والنشطاء السياسيون بالإسكندرية على خطاب الرئيس محمد مرسى بإعلان العصيان المدنى وقطع خط السكة الحديد بمحطة قطار سيدى جابر وغلق طريق الكورنيش، وطالبوا بإلقاء القبض عليه باعتباره فاقداً للشرعية، ثم تقديمه للمحاكمة وجميع أعضاء مكتب الإرشاد، بتهمة الإضرار بمصالح الوطن والتخابر مع جهات أجنبية. ودعا المتظاهرون فى ميدان سيدى جابر الأهالى للدخول فى عصيان مدنى، رفضاً لما وصفوه بالبيان التحريضى للدكتور محمد مرسى. وقطع عدد من المتظاهرين طريق الإسكندرية - القاهرة الصحراوى، احتجاجاً على خطاب الدكتور محمد مرسى أمس الأول. وأعلن موظفو جامعة الإسكندرية العصيان المدنى ردا على خطاب الرئيس، وهتفوا أمام الجامعة: «ارحل ارحل.. الثوار هما الشرعية». كانت اشتباكات عنيفة قد وقعت بين مئات المؤيدين والأهالى بعد وقبل خطاب الرئيس، بسبب رفض الأهالى للمسيرات المؤيدة، وقالت مديرية الصحة: إن الاشتباكات أسفرت عن إصابة 92. واعترض عشرات الأهالى من القبائل العربية، أمس الأول، مسيرة مؤيدة للرئيس محمد مرسى بغرب الإسكندرية، وهى المنطقة التى تعد معقلا للإخوان المسلمين والجماعات الإسلامية، رافضين مسيرتهم وشعارهم وهتافهم ومرورهم بالشوارع لتأييد الرئيس. وسرعان ما اندلعت الاشتباكات بين القبائل العربية والجماعات الإسلامية، وهربت الجماعات الإسلامية من الشوارع الجانبية واستبعدت النساء والأطفال من المسيرة، وعادوا ثانية بعد دقائق حاملين الأسلحة البيضاء والشوم والخرطوش لمواصلة المعركة، التى انتهت بعد تدخل الجيش والشرطة. وأسفرت المعركة، التى امتدت لعدة ساعات متواصلة بين الطرفين، عن إصابة 38 من بينهم 22 بطلقات خرطوش. كما وقعت اشتباكات بين أهالى حى العجمى بعد خروج مسيرة لمؤيدى الرئيس من أمام الحى، ليتصدى لهم الأهالى فى محاولة لمنعهم من التظاهر وخرجوا عليهم بالعصى حتى فروا هاربين من المنطقة بأكملها، متوعدين الأهالى باستكمال مسيرتهم وحماية الشرعية. كان خطاب الرئيس بمثابة النار التى اشتعلت فى الهشيم؛ حيث خرج مؤيدو الرئيس ثانية لتأييد خطابه، ليعترض الأهالى طريقهم بعد أن أصابهم الخطاب بحالة من الغضب الشديدة لتتجدد الاشتباكات ويقع عشرات المصابين. وتكرر المشهد فى منطقة سيدى بشر، حين رفض أهالى المنطقة مسيرات التأييد للرئيس وخروجها على الكورنيش، محاولين منعهم من الخروج عن حدود المنطقة إلى منطقة سيدى جابر، خشية التصادم مع آلاف المتظاهرين، لتندلع الاشتباكات بين العشرات وتسفر عن إصابة 4 من معارضى الرئيس. يأتى ذلك فيما واصل الآلاف، ليلة أمس، اعتصاماتهم فى ميدان سيدى جابر، وشهد الاعتصام قيام عدد من النشطاء بإعادة توزيع الأغانى الشعبية لتطالب برحيل الرئيس، إضافة إلى «زار» شعبى لصرف «عفريت الشرعية» عنه. ونظم عمال شركات البناء مسيرة حاشدة للتضامن مع المعتصمين بونش كبير تعلق عليه المتظاهرون، وبدأ يرتفع وينخفض بهم وسط تعالى صيحات الثوار والمتظاهرين. وتحولت أجواء الاعتصام الكرنفالية إلى حالة من الغضب والإصرار على رحيل النظام بعد الخطاب الذى ألقاه الرئيس محمد مرسى. وقال أبوالعز الحريرى، المرشح السابق لرئاسة الجمهورية: إن الخطاب يستوجب محاكمة «مرسى»، بسبب ما وصفه بتحريض أنصاره على الاعتداء على المعارضين للدفاع عن كرسى الحكم، داعياً القوات المسلحة لعدم الصمت أمام هذا الخطاب، الذى يؤكد انهيار النظام بالكامل.