تعرض الدكتور فتحى سرور رئيس مجلس الشعب لهجوم برلمانى غير مسبوق وانتقادات حادة لم يسبق لنواب الإخوان والمستقلين أن وجهوها إليه، وذلك على خلفية التصريحات التى أدلى بها لصحيفة الأهرام قبل عدة أيام ووصف فيها النواب المستقلين بأنهم قنابل موقوتة وأن وجودهم غير شرعي. وطالب أكثر من 30 نائبا من الإخوان والمستقلين والمعارضة خلال الاجتماع العاصف الذى عقدوه أمس بغرفة المستقلين بالمجلس الدكتور سرور بالاعتذار والتراجع عن تصريحاته، ووصلت درجة السخونة فى الاجتماع إلى حد وصف نائبين من نواب الإخوان لسرور بأنه أفسد التعليم حينما كان وزيرا للتعليم وأن تصريحاته تعبر عن اتجاهاته السابقة. وقال عنه نائب مستقل إن النظام حول الدكتور سرور إلى مخبر لتسريب الأخبار وأصدر النواب بيانا أعلنوا فيه رفضهم تصريحات سرور وطالبوا بتصحيحها والتراجع عنها ووصفوها بالسقطة غير المسبوقة. وقال الدكتور سعد الكتاتنى رئيس الكتلة البرلمانية للإخوان إنه أصيب بصدمة واندهاش من تصريحات رئيس مجلس الشعب، وأشار إلى أن الدكتور سرور سبق وأن وصف نواب المعارضة والمستقلين «إخوانا ومستقلين» بأنهم آثروا الحياة النيابة وأن أداءهم كان مشرفا. وأضاف: «وكرر الدكتور سرور هذا الكلام فى الجلسة الأخيرة للمجلس والمضبطة تشهد بذلك»، وتساءل الكتاتنى ما هو الجديد الذى جعل سرور يغير موقفه منا 360 درجة وتابع: تصريحات سرور خطيرة وتؤكد أن هناك شيئا يحاك فى الظلام، وتساءل إذا كنا نوابا غير شرعيين كما قال الدكتور سرور فكيف يقبل على نفسه أن يكون رئيسا لمجلس 25٪ من أعضائه غير شرعيين. وأضاف الكتاتنى: «إذا كانت تصريحات سرور تعنى حل مجلس الشعب خلال الأيام أو الأسابيع المقبلة فأهلا بحل المجلس إذا اقتضت الضرورة ولنر من الذى سيختاره رجل الشارع فى الانتخابات المقبلة». من جانبه هاجم النائب المستقل الدكتور جمال زهران رئيس مجلس الشعب ووصف تصريحاته للأهرام بأنها سقطة دستورية وانتهاك وتعد على الدستور. وقال زهران: «لقد أصابتنا تصريحات الدكتور سرور بالإحباط». وأضاف إذا كانت تصريحات الدكتور سرور هدفها التمهيد لحل المجلس للتخلص من المستقلين فإن الدستور وفى مادته 139 نص على أنه لا يجوز لرئيس الجمهورية أن يحل مجلس الشعب إلا فى حالة الضرورة، وطالب زهران من سرور بتقديم اعتذار مكتوب عن تصريحاته. وأشار زهران إلى أن الهدف من تصريحات سرور هو تشويه النواب المستقلين، وتساءل زهران: «إذا كان الدستور ينص على حق المستقلين فى الترشيح لرئاسة الجمهورية فمن الذى أعطى لرئيس مجلس الشعب الحق فى أن يضع ضوابط من عنده ضد المستقلين». ولفت زهران إلى أن الدكتور سرور سبق وأن وصف المعارضة والمستقلين بأنهم أضافوا حيوية غير مسبوقة للبرلمان منذ نشأته عام 1868، وأشار النائب المستقل علاء عبدالمنعم إلى أن المستقلين كانوا يشكلون الأغلبية فى برلمان 2005 إلا أن «الوطنى» استطاع أن يستقطب عددا كبيرا منهم، وأوضح عبدالمنعم أن النواب المستقلين يستمدون شرعيتهم من الشارع وليس من سرور أو النظام. وقال: «إذا كان الدكتور سرور وصف أداء المستقلين بالعشوائى فهل كان الحزب الوطنى منظما، وأجاب عبدالمنعم: «نعم كان الوطنى منظما فى حماية الفساد والفاسدين». وأضاف: «إذا كان الدكتور سرور قد قال إن ما ينشر فى الصحف لا يرد عليه إلا فى الصحف فليعطنا صفحة فى الأهرام لنرد عليه». وانتقد نائب الحزب الدستورى محمد العمدة تصريحات سرور وطالب بخطوات عملية للرد على هذه التصريحات. ووصف النائب الإخوانى الشيخ سيد عسكر الدكتور سرور بأنه ينفذ تعليمات مطلوبة منه وأنه كثيرا ما ينقذ الوزراء بأسلوبه الذكى «على حد قوله» من المساءلة البرلمانية بإنهائه للمناقشة. وهاجم عسكر سرور قائلا: «نحن أمة ذات حضارة عمرها 7 آلاف سنة وعدنا للخلف 7 آلاف سنة بقيادة سرور والنظام الحاكم». وهاجم النائب الإخوانى إسماعيل ثروت سرور قائلا: «ما فعله الدكتور سرور أمر طبيعى ولقد سبق له أن أفسد التعليم حينما كان وزيرا للتعليم»، وتساءل ثروت: «أنا ناجح فى الانتخابات ب30 ألف صوت والدكتور سرور ناجح ب2000 صوت فمن الذى له شرعية». وعلى نفس الدرب سار النائب الإخوانى على لبن الذى قال: «أقولها للتاريخ الدكتور سرور أفسد التعليم ومعى الوثائق التى تثبت ذلك». وقال النائب علم الدين السخاوى: لقد شملت دعوة من الدكتور سرور بعد انتهاء الدورة البرلمانية مباشرة لحضور اجتماعات برلمانات دول حوض النيل فهل أراد الدكتور سرور أن أحضر الاجتماع لأفجره لأننى قنبلة موقوتة على حد وصفه». وطالب النواب بأن يتضمن البيان الصادر عنهم أن تصريحات الدكتور سرور مخالفة للأعراف والتقاليد.