شهدت مدينة الفيوم، أحداث عنف دامية، بين أعضاء من جماعة الإخوان المسلمين، وحزبها الحرية والعدالة، وأهالى منطقة الحواتم، دامت حتى الساعات الاولى من صباح أمس، على مدى 4 ساعات، أسفرت عن إصابة 54 من الطرفين، غالبيتهم من المنتمين لجماعة الإخوان المسلمين.
كانت مسيرة تضم المئات من الحرية والعدالة، وجماعة الاخوان المسلمين، ارتدوا خوذا على رءوسهم، وأمسكوا بالعصى، انطلقت عقب صلاة العشاء، أمس الأول، من مسجد الشبان المسلمين، وجابت شوارع المدينة، لتأييد الرئيس محمد مرسى، وأثناء مرورها بميدان السواقى، اشتبكت مع أعضاء حركة تمرد، وقاموا بتمزيق استمارات تمرد أثناء توقيع المواطنين عليها.
وأثناء انطلاق المسيرة إلى منطقة الحواتم، لطم أحد أعضاء جماعة الإخوان إحدى السيدات على وجهها أثناء اعتراضها على حكم الرئيس مرسى، مما أثار حفيظة أهالى المنطقة، وعندما تدخل بعضهم للدفاع عنها، اندلعت اشتباكات واسعة بين الأهالى والمشاركين فى المسيرة، تبادلوا خلالها التراشق بالطوب والحجارة وإطلاق الأعيرة النارية مما أوقع عشرات المصابين من الطرفين.
وفيما استمرت الاشتباكات لساعات طويلة، شهدت المنطقة حالة كر وفر فى الشوارع والحوارى الجانبية، حاولت قوات مديرية أمن الفيوم السيطرة على الوضع، والفصل بين الأهالى والمشاركين فى المسيرة، وكثفت من تواجدها حول مقر حزب الحرية والعدالة بعد محاولة الأهالى اقتحامه.
وحرر أيمن بكرى، عضو حركة تمرد، محضرا اتهم فيه قيادات الحرية والعدالة، بالتحريض على الاعتداء على أعضاء تمرد بالضرب.
وروى شهود عيان ما دار فى الموقعة، وقال سيد عبد الغنى، 60 عاما، مؤذن مسجد، واحد المصابين، «إن العشرات من أعضاء المسيرة كانوا يحملون أسلحة نارية وشوما، واعتدى أحدهم عليّ وضربنى بشومة على وجهى ومناطق متفرقة من جسدى فأغشى عليّ».
وأضاف رجب عبد العزيز، من أهالى المنطقة التى شهدت الاشتباكات، أن العشرات من جماعة الإخوان وحزب الحرية والعدالة قاموا بمهاجمة المنازل وضربوا الأهالى وأطلقوا أعيرة نارية بشكل عشوائى بعد اعتدائهم على أحد شباب الحى الذى حاول الدفاع عن السيدة التى لطمها أحدهم على وجهها».
وأوضح أن معظم المشاركين فى المسيرة مما تم الامساك بهم جاءوا من خارج محافظة الفيوم وجميعهم من بنى سويف ومدينة العياط بالجيزة.
وقال محمد صلاح، أحد المصابين، إنه تواجد أثناء مرور المسيرة فى الميدان، وعندما حاول الدفاع عن السيدة التى لطمها شباب الاخوان، قام احد المشاركين فى المسيرة بالاعتداء عليه بالضرب وسحله فى الميدان امام المارة.
وأضاف: بعد ذلك قام أحد أعضاء المسيرة، بإطلاق أعيرة نارية بشكل عشوائى، مما أسفر عن وقوع العديد من الاصابات بين أهالى الحى.
واتهم حزب الحرية والعدالة، النائب السابق عن الحزب الوطنى المنحل، محمد هاشم وأنصاره، بالتسبب فى الواقعة، وقال الحزب فى بيانه، إن البلطجية وأرباب السوابق من أنصار النائب اعتدوا على المسيرة بالسيوف والسنج، كما قاموا بإطلاق أعيرة الخرطوش وإحداث إصابات».
وانتقد البيان، ما سماه، بالغياب التام لأجهزة الشرطة، لملاحقة العشرات ممن وصفوهم بالبلطجية الذين حملوا الاسلحة النارية والخرطوش والاسلحة البيضاء بعد مهاجمة.
من جانبها، أعلنت وزارة الصحة والسكان عن إصابة 37 شخصا فى محافظة الفيوم، مساء أمس الأول، وذلك اثناء مناوشات بين مسيرة لجماعة الإخوان المسلمين وعدد من القوى الإسلامية وأعضاء حملة تمرد.
وأوضحت الوزارة، فى بيان عنها، أنه تم نقل المصابين إلى مستشفى الفيوم العام لتلقى العلاج، وخرج 34 منهم بعد استقرار حالتهم.
وأصدرت الجبهة الحرة للتغيير السلمى بالفيوم، بيانا ادانت فيه، ما سمته، «أعمال العنف والبلطجة من قبل جماعة الاخوان المسلمين وأنصارها فى الاحداث التى شهدتها المحافظة».