يهدد خطر البوار آلاف الافدنة الزراعية فى قرى مراكز محافظة بنى سويف، والأراضى المستصلحة بها، جراء النقص الحاد فى مياه الرى، رغم وجود الترع الرئيسية والفرعية، الجافة أو المليئة بالحشائش والحيوانات النافقة. وترتب على هذه المخلفات المختلفة أن أصبحت مواسير الرى المغطاة مسدودة منذ سنوات بعد أن كانت أمل الرى الوحيد، كما أن انعدام صيانتها واختلاط مياهها بمياه الصرف الصحى والمبيدات ومخلفات البيوت والحيوانات النافقة أصبح سببا فى رفع نسب الإصابة بأمراض السرطان والفشل الكلوى بنسب وصلت إلى 95% من أعداد المصابين نظرا لتناول محاصيل نبتت من تلك المياه، وترتب على ذلك، أن لجأ المزارعون لتأجير الأراضى هربا من تحمل أعبائها.
وكشف المهندس صابر عبد الفتاح، وكيل وزارة الزراعة ببنى سويف، عن وجود أزمة فى مياه الرى منذ 5 سنوات، وقال إنه فى حالة تأثير سد النهضة على حصة المحافظة فستعانى الأراضى الزراعية من انخفاض كمية المياه التى تصلها، مما يؤدى إلى تلف مساحات شاسعة من الأراضى، ويؤثر على المحاصيل الأساسية، خصوصا النباتات العطرية التى يتم تصديرها للحصول على العملة الصعبة.
وأضاف: «تبلغ مساحة الأراضى المنزرعة بالمحافظة 289 ألف فدان منها 259 ألفا، منزرعة بالوادى و30 ألف، استصلاحا».
وقال المهندس عبد التواب صلاح، عضو النقابة العامة للزراعيين، إن المعدل الطبيعى لمنسوب المياه بترعة الابراهيمية يترواح بين 80 و120 سم، لكن هذا المعدل انخفض فى الوقت الحالى حتى أصبح يتراوح بين 15 و20 سم، مضيفا أن الأزمة الحالية تكمن فى أن المياه لا تصل الى نهايات الترع على الرغم من توافرها فى بداياتها، حيث تتم سرقة كميات كبيرة من المياه إلى المناطق الجبلية من خلال مصارف عن مركز اهناسيا وتقدمنا بشكاوى بذلك دون جدوى.
وانعكس حال الترع وقلة المياه فيها على كلام المزارعين، فربيع عبد الحكيم عبوده، فلاح من قرية باها، قال إن ترعة بليفيا تمر بقرى باها وبشنا والحاجر والسعادنة وأبوصير وبهبشين، لسقاية الأراضى الواقعة شرق تلك القرى، لكن حصة المياه لا تصل، فالترعة شبه جافة وتغطيها الحشائش والحيوانات النافقة ومما يضطرهم لدق طلمبات لجلب المياه الجوفية للرى.
وأضاف: «الحصة المخصصة لنا لا يستفيد بها سوى قليل من القرى التى تمر بها هذه الترعة قبل أن تصل الينا ولا تضخ مديرية الرى المياه فى أوقات الرى سوى 5 أيام فقط فى حين تحتاج السقاية الى أكثر من 15 يوما لتصل الينا المياه ونأخذ حصتنا منها».
أمين حسين أمين، عمدة قرية جاويش، أوضح أن سقاية القرية 600 فدان من الاراضى الزراعية بطول 5 كم بمياه صرف زراعى من تصافى الزراعات من مصرف بهبشين، بعدما قام المسئولون بتغطية ترعة بنى رضوان التى كانت تغذى القرية واستخدموا مواسير ضيقة فى التغطية بدون شبكات تصافى.
واتفق ربيع طه، وسعيد عبد الحليم، وعيد عبد الجواد، من مركز الواسطى، ومحمد صلاح، إلى أن الزراعات لا تجدى لغياب المياه حيث إن تكلفة دق ماكينة الارتوازى بالأراضى الزراعية عملية شاقة جدا وباهظة التكاليف، فالماكينة تحتاج إلى دق مواسير بعمق من 25 الى 32 مترا بباطن الارض وتتكلف الماسورة نحو ألف جنيه الى جانب الموتور الذى يتكلف نحو 5 آلاف جنيه.