رأي أمين عام المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية، الإيراني آية الله محسن آراكي، أن ما حدث في عدد من الدول العربية من ثورات «ما هو إلا صحوة إسلامية، ونُصر علي أنها صحوة إسلامية». موضحا أسباب هذا الإصرار، مضي قائلا خلال لقائه وفدا مصريا من 23 صحفيا في مقر المجمع بالعاصمة طهران أمس الأول : «هي صحوة إسلامية لأن من قام بها مسلمون، وخرجت من المساجد، وهدفها الأول هو إقامة العدل، والإسلام يساوي العدل.. هذه الثورات مثل الثورة الإسلامية في إيران، فالمنطلقات واحدة والأهداف أيضا».
لكن أحد أعضاء الوفد المصري رد، حين فتح باب النقاش، معترضا بقوله: «لا نعتبر ثورتنا المصرية ثورة دينية، بل صحوة وطنية تدعو إلي دولة مدنية ديمقراطية، وشارك فيها المسيحي بجوار المسلم في ميدان التحرير».
وشدد آراكي علي أن «الجمهورية الإسلامية لا تدعو إلي انهيار الأنظمة الحاكمة في الخليج، بل تدعو حكام الخليج إلي أن يعطوا شعوبهم حقوقها، وألا يتعاونوا مع أعداء الأمة الإسلامية». وقال إنه «لا سبيل لتقليل الخلافات بين السنة والشيعة إلا بالحوار»، مضيفا أن «لكل مجموعة وطائفة ومذهب إسلامي إنجازاته العلمية والتكنولوجية والفكرية، فلو استطعنا التوحد وتجميع هذه القوي لكوّنا شيئا عظيما».
ورأى أن «الأمة الإسلامية تقف الآن علي هامش الحضارة الإنسانية، وكأننا لا نملك شيئا، على الرغم من أننا أغني أمة علي وجه الأرض، والسبب الأساسي لضعفنا كأمة هو الخلافات بيننا، وهو ما أدي إلي انحطاط الأمة وتمزيق دولها إلي دويلات، لذا نحن بحاجة اليوم إلي التوحد واستجماع قوانا».
وأردف قائلا إن «الشيعة والسنة يختلفون في ما لا يزيد على 5٪ فقط، ولا سيما فيما يتعلق بالإمامة، وهي مسألة تاريخية، ونحن كشيعة إمامية يوجد بين مراجعنا خلافات لا تقل عن هذه النسبة، والأمر ذاته بين مراجع أهل السنة».
وأوضح أن «أهل السنة يشترطون في الحاكم أن يكون قرشيا، بينما نحن لا نشترط ذلك، وللمصادفة فإن الإماميين (مرشد الثورة الإيرانية) الخميني و(مرشد الجمهورية الإسلامية) خامنئي هما من قريش، لكون نسبهما يمتد إلي الرسول محمد».
لذا «ندعو إلي تكوين اتحاد إسلامي، فنحن لسنا أقل من الأوروبيين، الذين نحوا قرونا من الاقتتال جانبا، واختاروا الوحدة عندما وجدوا أن مصالحهم في وحدتهم»، بحسب آراكي.
وهو ما علق عليه أحد الزملاء الصحفيين بأن «الأوروبيين اتحدوا عندما اتفقوا علي إبعاد الدين عن السياسية»، معتبرا أن «إقحام الدين في السياسة هو سبب ما تعانيه الإمة الإسلامية من تراجع وفرقة وصراع طائفي».
وردا علي مخاوف البعض في مصر من مد شيعي يصاحب الانفتاح علي إيران، قلل أمين عام المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب من هذه المخاوف بقوله: «لا توجد في الحوزات الدينية، ولا في سائر الجمهورية الإسلامية، جهات لإعداد دعاة لنشر المذهب الشيعي مثل كلية الدعوة في مصر، وهناك شيعة يتحولون إلي المذهب السني والعكس، وهذا مرجعه إلي التكنولوجيا الحديثة التي قضت علي الحواجز المعرفية».
وتابع: «لدينا أيضا مدا سنيا، فالشيعة في محافظة بلوشستان (الحدودية) يشكون من دعاة سنة يأتون من باكستان ويدعون الشيعة إلي اعتناق المذهب السني، وفي خوزستان (الحدودية) هناك دعاة سنة يأتون من الخليج لنشر المذهب السني بين الشيعة.. شيخ الأزهر حفظه الله كثيرا ما يدعونا إلي التوقف عن نشر المذهب الشيعي بين السنة، إذن فليأتنا بداعية واحد يدعو إلي التشيع».
ورأي أن «التشيع أكذوبة تروج لها الفضائيات المخابراتية، لإثارة الفتنة بين المسلمين عبر عملائها، ومنهم رجل ألبسته المخابرات البريطانية عمامة (يقصد ياسر حبيب) وتنفق عليه ملايين الجنيهات سنويا، ويتحدث في فضائيته المخابراتية باسم الشيعة، موجها الإساءات إلي بعض الصحابة، ونحن أول من تصدي له وقلنا إنه لا يمثل الشيعة.. فهذه فضائيات تعمل ضد السنة وتلك تعمل ضد الشيعة».