اشتدت أزمة السولار فى محطات الوقود وامتدت طوابير السيارات لمسافات طويلة للحصول على السولار وبنزين 80، وسط إغلاق معظم المحطات أبوابها أمام السائقين وأصحاب السيارات لعدم توافر الوقود، فى المقابل أعلنت وزارة التموين عن ضخ كميات كبيرة من السولار لمواجهة الأزمة، مؤكدة فى الوقت ذاته عدم وجود أزمة فى بنزين 80 أو 95. ورصدت جولة ميدانية ل«الشروق» أزمة مرورية بميدان الجيزة وشارع البحر الأعظم والدقى نتيجة امتداد الطوابير أمام محطات الوقود، أملا فى الحصول على السولار بالسعر الرسمى فى ظل غياب الأجهزة الرقابية بالمحطات، وقال محمود حسين، عامل بمحطة وقود بالجيزة، إن الحصة المخصصة له هى 500 ألف لتر سولار و300 ألف لتر بنزين يوميا، ولكنه لا يحصل على هذه الكميات بل على نصفها كل يومين أو ثلاثة أيام.
وأضاف أحمد عوض، سائق ميكروباص، إنه وقف فى طابور محطة الوقود منذ ما يزيد على 5 ساعة، وهو أمر يتكرر معه يوميا منذ فترة، مشيرا إلى أنه مجبر على رفع أسعار الأجرة فى ظل تقلص دورات عمل السيارة من خمس دورات إلى اثنتين أو واحدة فى اليوم، إضافة إلى ارتفاع أسعار السولار فى السوق السوداء، وصعوبة الحصول عليه فى محطات الوقود.
وتابع منصور حسن، سائق، «أسعار السولار ارتفعت فى السوق السوداء لتصل سعر الصفيحة الواحدة ل45 جنيها مقارنة بسعرها الرسمى 22 جنيها، وهو ما دفع السائقين إلى تخزين كميات من السولار فى جراكن خوفا من الطوابير والزحام وارتفاع الأسعار». وأكد محمود مصطفى، سائق، أن اختفاء السولار من محطات الوقود يعتبر أزمة جديدة تضيفها الحكومة إلى رصيد أخطائها، مما يشكل عبئا على المواطن بسبب عناء رحلة البحث عن محطة سولار، إضافة إلى عناء الوقوف فى طوابير بطول الشارع لانتظار تمويل السيارة.
وقال ماجد أنور، أحد سائقى سيارات الأجرة، إن مشكلة نقض بنزين 80 فى محطات البنزين أصبحت تتزايد خلال الفترة الحالية بصورة ملحوظة، مما أدى إلى وجود حالة من الارتباك المرورى فى المناطق الحيوية التى توجد بها المحطات، نظرا لامتداد طوابير طويلة من السيارات أمامها لتمويل سياراتهم.
من جانبه أكد عضو مجلس إدارة اتحاد المقاولين والتشييد والبناء داكر عبداللاه، أن أزمة السولار اشتدت من منتصف يناير الماضى ووصلت سعر الصفيحة بالسوق السوداء لأكثر من 100 جنيه بزيادة 450% عن السعر الرسمى من الهيئة العامة للبترول، وهو ما أدى لتوقف المعدات الثقيلة وسيارات النقل الكبيرة عن العمل نتيجة لعدم توافر الوقود، وتوقفت عمليات التنفيذ فى المشروعات المسندة لشركات المقاولات.
وأوضح عبداللاه استنفاد الشركات جميع السبل لتوفير السولار اللازم لتنفيذ المشروعات ولكن دون جدوى، مما أدى إلى توقف التنفيذ وإلحاق خسائر كبرى لجميع الأطراف سواء الشركات نتيجة توقف المعدات والعمالة بالمشروعات، أو الجهة الإدارية نتيجة لتأخر التنفيذ وعدم تحقيق النتائج المرجوة من المشروعات.
وفى المقابل أكدت وزارة التموين والتجارة الداخلية تراجع أزمة السولار بشكل كبير بسبب انتظام ضخ كميات المواد البترولية داخل محطات الوقود فى مختلف المناطق، وفقا لتصريحات مجدى وصفى مدير عام شئون الدعم بالوزارة.
وقال وصفى إنه يتم ضخ حاليا ما يقرب من 36 ألف طن سولار يوميا بمعدل 43 مليونا و344 ألف لتر سولار، بهدف توفير الوقود فى جميع المحافظات، لافتا إلى التنسيق مع وزارة البترول بشأن ضخ أى كميات إضافية فى المناطق التى تحتاج إلى وقود. وأكد أن الوزارة تكثف الحملات الرقابية بشكل مستمر على منافذ توزيع السولار لمنع أى شخص يتلاعب فى كميات المواد البترولية المدعمة مع ضبط المخالفين وتحويلهم للنيابة العامة واتخاذ الإجراءات القانونية ضدهم.