ذكرّت الولاياتالمتحدة، تركيا بوجوب احترام الحريات العامة، منددة بقمع الشرطة في اسطنبول لتظاهرة ضد الحكومة. وكان قد خرج محتجون إلى شوارع أنقرة، في الوقت الذي اتسع فيه نطاق احتجاجات مماثلة في اسطنبول، أكبر مدينة في تركيا. وأطلقت الشرطة التركية الغاز المسيل للدموع ومدافع المياه، لتفريق المحتجين في كلتا المدينتين.
وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية جينيفر باسكي: "قلقون حيال عدد الأشخاص الذين أصيبوا حين فرقت الشرطة المتظاهرين في اسطنبول".
وفي العاصمة أنقرة، خرج المحتجون إلى الشوارع لإبداء تضامنهم.
وأعربت منظمة العفو الدولية عن قلقها بشأن ما وصفته بأنه "استخدام مفرط للقوة"، من جانب الشرطة ضد الاحتجاج الذي بدأ سلميًا.
ووعد وزير الداخلية التركي معمر غولر، بالتحقيق في المزاعم القائلة بأن "الشرطة استخدمت القوة بشكل غير ملائم".
وأسفرت الاحتجاجات عن إصابة العشرات بجروح عندما استخدمت الشرطة التركية الغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه لتفريق متظاهرين احتلوا حديقة عامة في قلب مدينة إسطنبول، احتجاجًا على مشروع حكومي للبناء فيها.
وكان المتظاهرون يعتصمون في حديقة غازي العامة منذ يوم الاثنين، وذلك للتعبير عن غضبهم من مشروع شمول هذه الحديقة بمشروع تطوير ساحة تقسيم المجاورة، كما عبر العديد من المتظاهرين عن سخطهم على حكومة رجب طيب أردوغان التي تسلمت الحكم عام 2002، والتي يتهمها العديد من الأتراك بسلوك منحى تسلطي.
من جهتها، أضافت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية جينيفر باسكي، أن "السبيل الأفضل لضمان الاستقرار والأمن والازدهار في تركيا، هو احترام حريتي التعبير والتجمع، اللتين كان هؤلاء الأشخاص يمارسونهما بشكل واضح".
ونبهت إلى أن "هذه الحريات حيوية لأي ديمقراطية سليمة".
وكان البرلمان التركي قد صدق الأسبوع الماضي على قانون جديد يقيد بيع واستهلاك المشروبات الروحية، وبموجب القانون الجديد، يمنع بيع المشروبات الروحية بين الساعة العاشرة ليلاً والسادسة صباحًا، كما تحظر الدعاية لهذه المشروبات ويحرم فتح البارات ومحلات بيع المشروبات ضمن دائرة نصف قطرها 100 متر من المدارس والجوامع.
وقال أردوغان، إنه يريد أن يمنع الشباب من "التسكع وهم في حالة سكر"، وإنه ليس في وارد فرض القيم الإسلامية على المجتمع التركي، مصرًا على تأكيد التزامه بعلمانية الدولة التركية رغم جذور حزبه الإسلامية.
ويقول معارضو خطة أردوغان لتطوير حديقة غازي العامة، إنها - أي الحديقة - واحدة من المساحات الخضراء القليلة المتبقية في إسطنبول.
ورفع المتظاهرون لافتة تصور أردوغان كسلطان عثماني وكتبت عليها عبارة "الشعب لن يركع لك".
وقال أحد المحتجين، وهو الكاتب السياسي قوراي شالسكان: "ليست لدينا حكومة، بل طيب أردوغان. إنهم لا يستمعون لنا. هذه بداية صيف السخط".
وقالت صحيفة "حريت" التركية، إن إصابات سبعة من الجرحى بليغة.