«السيد شعراوى جمعة.. وزير الدولة وعضو الأمانة العامة للتنظيم.. أتشرف أن أرفق طيه صورة من المذكرة المقدمة إلى السيد الرئيس من السيد عبدالحميد الجندى قاضى محكمة بنها حول بعض الأمور السياسية والاقتصادية الخاصة بجمهوريتنا، واقتراحه بشأنها، وقد أمر الرئيس بضمه للتنظيم، وأرجو التفضل بالإحاصة أن صلتى بالسيد عبدالحميد الجندى صلة شخصية، تعود إلى العام 1958، كما أنه تعامل معنا أثناء إعارته فى البلاد العربية حتى العام 1964، تاريخ انتهاء إعارته، وبناء على أمر سيادة الرئيس يكون عضوا فى حلقتى الرئيسية.. رجاء التفضل بالنظر والتنبيه باتخاذ اللازم.. وتفضلوا بقبول فائق الاحترام.. إمضاء.. سامى شرف «هذه الرسالة هى واحدة من الوثائق السرية للتنظيم السرى الطليعى الذى أسسه جمال عبدالناصر فى العام 1963، ليكون جهازه السياسى داخل منظومة الدولة، وتاريخ هذه الوثيقة كما ذكرها الباحث حمادة حسنى هو 24 يوليو من العام 1965، أسس التنظيم السرى الطليعى كما يقول مسئول التثقيف فى التنظيم أحمد حمروش فى الجزء الثانى صفحة 240 من كتابه «قصة ثورة يوليو» فى شهر يونيو عام 1963 بدعوة من جمال عبدالناصر حضرها كل من على صبرى ومحمد حسنين هيكل وأحمد فؤاد وبحضور سامى شرف كسكرتير للجلسة وفكرة التنظيم الطليعى تتشابه مع تنظيم رابطة الشيوعيين اليوغسلاف داخل الاتحاد الاشتراكى داخل الاتحاد الاشتراكى فى يوغوسلافيا وقد أطلق عليها فى مصر اسم «طليعة الاشتراكيين» كان هذا التنظيم سريا حتى أن أمين عام الاتحاد الاشتراكى آنذاك حسين الشافعى لم يحضر الجلسة التحضيرية، وطلب عبدالناصر من الحضور أن يبدأ كل منهم بتشكيل خلية سرية من عشرة أفراد، وكان يوافق بنفسه على كل عضو فى التنظيم الذى تشير عدة مصادر إلى أن عدد أعضائه وصل ثلاثين ألفا شكلوا عصب الحكم فى مصر حتى سقوط حسنى مبارك فى 11 فبراير 2011 بل إن أعضاء التنظيم لا زالوا يتغلغلون فى أركان الدولة حتى الآن، وربما آتى على ذكر كثير من الأسماء اللامعة التى انتمت للتنظيم السرى الطليعى على رأسها معظم رؤساء حكومات مصر والوزراء طيلة الخمسين عاما الماضية، وقد اخترق التنظيم كما يقول أحمد حمروش كل منظومة الدولة بما فيها الجيش وكان مسئول التنظيم فى الجيش آنذاك هو شمس بدران نجم هزيمة 1967، ما يهمنى هنا هو التنظيم السرى الطليعى داخل منظومة القضاء والتى لا أعرف إن كانت لازالت قائمة أم لا ؟ فالوثيقة السابقة تحدثت عن ضم أحد كبار القضاة للتنظيم، وأعتقد أنه أصبح وزيرا للعدل فيما بعد، لكن هناك وثيقة أخرى نشرها حمادة حسنى فى كتابه «عبدالناصر والتنظيم السرى الطليعى» عبارة عن رسالة أرسلها محمد عروق المشرف على مكتب شعراوى جمعة، وكان أيضا مديرا لإذاعة صوت العرب إلى المسئول القيادى بأمانة التنظيم الطليعى يوسف غزولى جاء فيها «أمر السيد الوزير بالتالى، تشكيل تنظيم داخل القضاء تحت مسئولية السيد محمد أبونصير وتشكيل لجنة قيادته من السيد محمد أبونصير، عمر الشريف، على نورالدين، عبدالحميد يونس، إبراهيم هويدى، صادق المهدى، عبدالحميد الجندى، على شنب، وترسل لهم اللائحة وكتيب العمل السياسى ثم النشرات بعد ذلك ويخطر بذلك الأستاذ أحمد شهيب وتكون تبعيتهم للقاهرة، هناك 3 مجموعات تحت التشكيل يؤجل بحثها الآن وشكرا 17 4 1968 نكمل غدا.
