«من قلب العاصمة»، «إشارة مرور»، «الزحمة أحلى».... أسماء برامج إذاعية تعتمد فى الأساس على مستمع الطريق، الذى يمضى وقتا لا بأس به فى الزحام، فقد نجحت الإذاعة فى استقطاب عدد لا بأس به من المستمعين بسبب مشكلات المرور فى العاصمة. على موجات FM، استطاعت 6 إذاعات وليدة فرض نفسها «كرفيقة السكة». وحدث فى مصر ما عرف من قبل فى بلدان أخرى حول العالم، حيث ظهرت فى خمسينيات القرن الماضى محطات إذاعية خاصة بالطرق، وذلك عندما بدأت إذاعة راديو فرنسا فى تقديم معلومات خاصة للسائقين عبر برنامجيها «طريق الليل» (Route de nuit) و«بين الطرق» أو (Inter route). ثم تلا ذلك تأسيس أول إذاعة خاصة لمرافقة السائقين وهى FIB خلال السبعينيات. ووصلت هذه الموضة إلى مصر مع نهاية التسعينيات، بل وتم تمصير الفكرة لكى تتناسب مع طبيعة المجتمع. يقول الدكتور عدلى السيد رضا، أستاذ بقسم الإذاعة والتليفزيون بكلية الإعلام جامعة القاهرة: «على الرغم من أن تلك النوعية من الإذاعات تخدم فى الأصل راكبى السيارات على طرق السفر السريعة فى أوروبا، فإن بعضها اجتذب المواطن داخل العاصمة. وقد نجحت فى تغيير طبيعة وإيقاع الإذاعة التقليدية لأنها أتت بتركيبة برامجية جديدة تتسم برشاقة المضمون والسرعة». قام العاملون بالتزام معايير جديدة بهدف التواصل مع مستخدمى الطرق، ففى أعقاب كل link أو وصلة يذكر مقدم البرنامج اسم المحطة والبرنامج، لأنه لا يدرى متى بدأ المستمع فى متابعته، أو هل ركب زبون جديد مع سائق التاكسى، كما توضح إيناس الشواف، رئيسة تحرير شبكة «راديو النيل» التى تبث 3 إذاعات «رفيقة للطريق». كما أن مضمون تلك المحطات أصبح بمثابة حزمة خدمات قد يحتاجها أى شخص فى الشارع، يتخللها أغنيات وأخبار عن الحوادث وأعطال المرور أو ما يعرقل طريق المحور. «نحن نتوصل على مدار 24 ساعة مع الإدارة المرور، كى نتعرف بشكل مستمر على أحوال المحاور الرئيسية. كما نقدم نوعية خدمات أخرى قد يستخدمها البعض أثناء وجوده فى الشارع للتبضع وخلافه كأسعار السلع والفاكهة ومواعيد القطارات وأسعار العملات وأحوال الطقس إلى ما غير ذلك من خدمات»، هكذا يوضح ماهر عبد العزيز رئيس شبكة «راديو مصر» مؤكدا أنه قد رفض عرض بمشروع لتدشين شريط أخبار على الراديو يمر أمام أعين المستمع كما يحدث فى التليفزيون، وذلك لأسباب ترتبط بسلامة الطريق، خاصة وأن قطاعا كبيرا من المستمعين يستخدمون المحطة كرفيق للطريق، لذا لا يجب عدم تشتيت النظر، يكفينا ما نعانيه من مشكلات التركيز.