لم يؤثر التوتر الفجائي بين إسرائيل وسوريا على الحياة اليومية في مدينة حيفا شمال إسرائيل، لكن سكان هذه المدينة التي تضم ميناء كبيرًا وسلطاتها يستعدون لاحتمال إطلاق "حزب الله" صواريخ من لبنان المجاور؛ ردًا على الهجمات الإسرائيلية على سوريا. ونشرت إسرائيل قرب المدينة الساحلية بطارية من نظام القبة الحديدية، لاعتراض الصواريخ عقب غارات جوية على سوريا، الجمعة والسبت، إلا إن الحياة بدت عادية في شوارع المدينة.
وكان مصدر إسرائيلي كبير أكد، أن إسرائيل شنت غارتين جويتين في ظرف 48 ساعة في سوريا، استهدفتا أسلحة كانت مخصصة لحزب الله اللبناني.
وقالت السلطات السورية، إن طائرات إسرائيلية عبرت من لبنان نفذت ليل السبت إلى الأحد هجمات صاروخية على مواقع عسكرية قرب دمشق.
وتتخوف إسرائيل من ترسانة الحزب اللبناني الشيعي، الذي تقول إنه يملك نحو 60 ألفًا من الصواريخ والقذائف، يستطيع بعضها الوصول إلى كل شبر في إسرائيل.
وقال ناحوم (70 عامًا- متقاعد)، الذي رفض إعطاء اسمه بالكامل، "الحرب تلوح في الأفق".
وأضاف "سواء كانت حربًا مع سوريا أو لبنان أو أيا كان، فان ملجأنا جاهز" موضحًا أن أسرته تملك ملجأ تحت الأرض مثل عدد كبير من سكان حيفا، الذين لم ينسوا ما عاشوه صيف 2006، إبان شن الجيش الإسرائيلي حربًا على لبنان مستهدفًا حزب الله.
وفي حرب صيف 2006 سقط 261 صاروخًا على حيفا، مما دفع نصف سكانها البالغ عددهم 300 ألف نسمة، إلى الهرب منها والنصف الآخر إلى الاختباء في الملاجئ تحت الأرض.
ويقول أريك (64 عامًا) صديق ناحوم، إنه يدعم الغارات الإسرائيلية على سوريا لمنع الأسلحة من الوصول إلى حزب الله اللبناني، معتبرًا أنه "لو ذهبت الأسلحة إلى جماعة الإرهابيين تلك فإن هذه مشكلة".
ويضيف "نحن قريبون للغاية من لبنان.البارحة قام جاري بإخراج قناع الغاز الخاص به ليكون مستعدًا، ولم أنم جيدًا منذ فترة".
وبالنسبة للمسؤولين في حيفا، فإنهم يؤكدون على أنهم مستعدون دائمًا لاحتمال هجوم قادم من لبنان.
ويوضح المتحدث باسم بلدية حيفا إيدو مينكوفسكي، بأن "هنالك تدريبات طوال العام"، بينما كان في جولة في أنفاق الملجأ الرئيسي التابع للبلدية.
وتظهر الملامح العصرية للملجأ الموجود في قبو تحت الأرض؛ حيث توجد حواسيب وهواتف، بالإضافة إلى مكاتب تُمكّن المسؤولين المحليين من الجلوس فيها والتواصل مع العالم الخارجي، بما في ذلك الجيش في حال الحرب.
ويؤكد مينكوفسكي، بأن "الملجأ مؤمن بنسبة 100% ضد الأسلحة الكيميائية".
بينما قال مدير البلدية، شموئيل غانتز، إنه حاليًا "لا يوجد أي أمر من الحكومة" للتحضير لهجوم محتمل.
وتابع "ولكننا مسؤولون عن السكان ومستعدون دومًا"، مشيرًا إلى أن غالبية السكان المدنيين لديهم أقنعة غاز خاصة بهم، قامت الدولة بتوفيرها.
وأوضح حسين عبد الحميد وهو عامل بناء عربي عشريني، بأنه يشعر بالأمان مع كافة الإجراءات والتحضيرات الأمنية.