بعد ما يقرب من 40 عاما من التغييب فى السجون الاسرائيلية، مازال الأمل يراود، عائلات الأسرى المصريين، وفى القلب منهم ستة من أسرى سيناء، انقطعت أخبار بعضهم، منذ حرب 1973، وإلى الآن، حيث بدأت رحلة بحث الأحفاد عن الأجداد، بين الأمل والرجاء. هم المجاهدون الستة موسى عيد مطير جديع الجديعى، من قبيلة الصوالحة الحربية، الذى أسر فى 9 أكتوبر 1973، وجديع عيد مطير جديع الجديعى، من قبيلة الصوالحة الحربية، أسر فى 11 أكتوبر 1973، وزاير صالح سالم حماد أبوتليل من قبيلة العليقات، أسر فى 1971، وعواد عودة سلمى سلمان الزميلى من قبيلة العليقات أسر فى 1973، وزيد سليمان سلامة أبوعكفة من قبيلة الأحيوات أسر فى 1974، ومراحيل سلمان هويشل من قبيلة الأحيوات أسر فى 1974.
رحلة البحث عن الأسرى الستة، بدأها محمد أبوعشيش، للبحث عن جديه موسى، وجديع، فيقول متحدثا عن الجهود التى بذلت للكشف عن مصريهم «لقد شعرت حين قامت ثورة 25 يناير أن الظلم رحل، وأن جميع الحقوق المنهوبة سوف ترد لأصحابها، ذلك فكرت فى فك أسر جدى، جديع، وأخيه موسى، وغيرهم، جاءنى الشعور من واجب القرابة أولا ومن الجانب الدينى، ومن الجانب الوطنى أيضا، حيث هؤلاء الأبطال تم أسرهم من أجل تحرير سيناء، لذا قررت الذهاب إلى السفارة الإسرائيلية بالقاهرة ومطالبتهم بفك أسر هؤلاء الأبطال ولكن طموحى فى الذهاب إلى السفارة لم يكتمل، حيث رجال الأمن المصرى المحيطين بالسفارة منعونى من الدخول بحجة أن موظفى السفارة فى عطلة رسمية ثم قررت بعدها مباشرة الذهاب إلى مجلس الوزراء وقدمت طلبا كتابيا إلى الدكتور عصام شرف، رئيس الوزراء حينها، ثم بعد ذلك ذهبت إلى وزارة الخارجية وتقدمت بطلب أيضا، ثم بعد ذلك الأمانة العامة للمواطنين بوزارة الدفاع بالعباسية، ولكن رغم مرور أكثر من عام لم يرد علىّ أى مسئول حتى بمكالمة هاتفية ثم بعد ذلك قررت عمل أكثر من وقفة احتجاجية بسيناء ولكن لم يرد علينا أى أحد حتى جاءنى شعور بأن مصر لا تعترف بأبطال أكتوبر».
وعن الردود الأمنية المصرية يقول أبوعشيش: «تم مخاطبة الجهات الأمنية عن طريق كبار القبيلة فى بداية اعتقالهم، وذلك عن طريق الشيخ المجاهد، الراحل سمحان موسى مطير الله، وذلك من بداية اعتقالهم، وكان رد المخابرات الحربية، أنها لا تريد إثارة الموضوع أو الضغط على إسرائيل حيث لا تشعر إسرائيل بأن هؤلاء المجاهدين لهم أهمية بالنسبة لمصر، ومن ثم تترك سبيلهم ولكن الإجابة غير مقنعة، حيث إن موسى عيد مطير، تم اعتقاله مع قوات خاصة أثناء نزولهم من طائرة هليكوبتر أثناء الحرب وذلك فى 9 أكتوبر 1973 فى منطقة ساحلية بجانب مدينة أبورديس، وبعد ذلك مباشرة جاءت قوات خاصة إسرائيلية فى مهمة رسمية لاعتقال، جديع عيد مطير، ومنذ ذلك الحين وهما فى قبضة القوات الإسرائيلية وبعدها بفتره قليلة تم اعتقال ابن عمهم وهو الشيخ عودة موسى مطير، وأكد أنه رأى أبناء عمه داخل السجون الإسرائيلية خلال فترة اعتقاله التى لم تتجاوز 3 شهور ومن ثم تم الإفراج عنه.
ويضيف: «فى الثمانينيات قام عمى بمخاطبة الصليب الأحمر المصرى وبعده بعدة أشهر قاموا بالرد علينا «بأنهم قاموا بمخاطبة الجانب الإسرائيلى، التى أكدت لهم أنها أفرجت عنهم وذلك بعد اعتقالهم بعدة أشهر، وأضاف: «لقد اندهشت عندما علمت بهذه الإجابة اذا كانت إسرائيل اعتقلتهم ومن ثم أفرجت عنهم فإين ذهبوا وللأسف هذه الإجابة تقال لشخص غبى حتى يصدقها».
أما عن رحلة البحث والتقصى، فيستكمل الحفيد أبوعشيش، الرواية، قائلا: «بعد نجاح الرئيس محمد مرسى ذهبت إلى قصر الاتحادية وتقدمت بطلب رسمى لمعرفة مصير هؤلاء الأبطال وهذا رقم الطلب 10234 بتاريخ 13/9/2012 وقالوا لنا بعد 15 يوما سوف نرد عليكم ولم نتلق ردا حتى الآن وقمنا بالاتصال بهم وقالوا لنا «الموضوع لدى الجهات المعنية ويتم دراسته».
وأضاف: «أكثر ما أدهشنى بل أفزعنى هو رد الرئاسة عندما قال الدكتور مرسى بالنص «جاءنى خطاب من الأسرى المصريين فى السجون الإسرائيلية، وأنه تحرى عن موضوع الأسرى وأنهم ليسوا من الجيش أو الشرطة أو القوات الخاصة أو المخابرات. وأكد أنهم لهم حق عليه كرئيس جمهورية، لكنهم قاموا بأعمال غير شرعية ويقضون مدد الحبس فى سجون اسرائيل، ورفض مرسى استخدام كلمة «أسرى» فى الإشارة إلى المصريين الموجودين فى السجون الإسرائيلية.
وتساءل: «هل مصير من يدافع عن تراب أرضه أن يترك أسيرا فى السجون الإسرائيلية ولا يرى شمس الحرية التى ظلوا غائبين عنها أكثر من 40 عاما».
وحول الروايات التى تقول بأنها مازالوا على قيد الحياة فى سجون الاحتلال الاسرائيلى، يقول عشيش: «زوجة الأسير مروان البروغثى أكدت أنه شاهد أسرى من سيناء كبار فى السن ولا أحد يشعر بهم، كما ذكر عميد الأسرى اللبنانيين عقب الإفراج عنه أنه شاهد أسرى من سيناء داخل السجون الإسرائيلية».