انتهى الرئيس محمد مرسي منذ قليل، من تسجيل حواره مع الإعلامية خديجة بن قنة لقناة الجزيرة القطرية في قصر القبة، وحسب مصادر مطلعة فإن الحوار الذي أجرته المذيعة خديجة بن قنة مدته 102 دقيقة ولم يتعرض لأي مونتاج، وتم إرساله إلى الدوحة فور انتهاء التسجيل ليذاع من الثامنة إلى العاشرة مساء اليوم السبت. وحسب المصادر، فقد تم تسجيل الحوار على جزأين الجزء الأول مدته 50 دقيقة، بينما الجزء الثاني مدته 52 دقيقة، وكشفت أهم ما جاء بالحوار، إذ أعلن مرسي عن قرب إجراء تعديل وزاري وشيك يتضمن عدداً من الحقائب الوزارية، وأشار إلى أنه يجري حاليا إعداد تقارير تقييم للوزراء كل في حقيبته ومن لمس المواطن منه أداء جيدا لن يطاله التغيير، بينما سيتم تغيير من لم يحقق إنجازا يلمسه المواطن، حيث إن المعيار هو مدى رضاء المواطن عن المسئول الحكومي - وأن هناك أيضاً حركة محافظين قريبا وأن الأكفأ هو من سيتولى المسئولية من أجل تحقيق أهداف الثورة.
ولم يشر مرسي في الحوار إلى بقاء الدكتور هشام قنديل كرئيس للوزراء من عدمه، مضيفًا أنه يفخر بانتمائه لجماعة الإخوان المسلمين ولا يستطيع أن ينكر هذا وإذا قال غير ذلك فلا يعقل.
وعن القضية الفلسطينية، قال "مرسي" إن هناك تنسيقا دائما لتفعيل المصالحة بين الفلسطينيين لتصبح ملزمة ودائمة، وأكد انه لا يمكن أبدا بحل القضية الفلسطينية على حساب مصر وأنه لا صحة لما يتردد عن تهجير الفلسطينيين لتوطينهم في سيناء، وأنه لا يمكن أن يسمح أحد بذلك، وأكد أن "أرض مصر حرام على غير المصريين".
وشدد على أن علاقة مصر بإيران لا يجب أن تقلق أحد، حيث إن دول الخليج لديها علاقات مع إيران ولديها سفارات وتبادل دبلوماسي معها، موضحا أن علاقات مصر الخارجية تنطلق من المصلحة الخاصة للمواطن المصري، وحيثما كانت مصلحة المواطن المصري تتجه العلاقات الخارجية المصرية، موضحا أنه يتشاور مع إيران ويدعو الإدارة الإيرانية للعمل على ايجاد حل للمشكلة السورية.
وخلال الحوار أيضا نفى مرسي ما تردد عن تأجير أو بيع قناة السويس لقطر أو غيرها مشددا على أنها لا يقبل ولا يسمح ولا يفرط في حبة رمل واحدة من التراب المصري.
وقال، إنه قبل ذلك اتخذ بعض القرارات وتراجع فيها حينما وجد عدم رضاء شعبي عنها وأنها لا تصب في مصلحة المواطن، مؤكدا على أنه لا يستكبر ولا يتحرج من العودة في قرارات اتخذها إذا وجد أنها لا تصب في مصلحة المواطن.
وعن القرض الذي تطلبه مصر من صندوق النقد الدولي قال مرسي في الحوار:" إن المفاوضات مع الصندوق بشأن القرض لم تفشل، وأن الصندوق له شروطه وأولوياته، ونحن لنا شروطنا وأولوياتنا، ولا نقبل أن يكون القرض على حساب المواطن أو يهدد أمنه الغذائي والاقتصادي، ونحاول أن نصل لحلول وسط بشأن القرض ولكننا لا يمكن أن نقبل بقرض يهدد دخل المواطن المصري، والمفاوضات مع الصندوق سائرة وكل طرف يعرض ما لديه في محاولة لتقريب وجهات النظر".
وقال إن علاقة مصر مع أمريكا كأي دولة أخرى تنطلق من المصلحة الخاصة بالمواطن المصري وليس فيها أي تمييز لطرف على آخر بل تقوم على التكافؤ.
وردا على سؤال حول غضب البعض من وجود تعاون أمني بين مصر وإسرائيل في ظل حكم مرسي قال الرئيس: إن التعاون الأمني مع إسرائيل قائم منذ 30 سنة، وهو تعاون من أجل الاستقرار الأمني على الحدود، وإنه حتى في ظل وجود مشاكل بين الدول يكون هناك تعاون بين الأمن"، مشددا على أنه ما يرتضيه الشعب يقبل به وما لا يرتضيه الشعب فهو لا يقبل به.
وقال، إنه كإنسان يؤلمه ما يحدث من تجريح واتهامات له في بعض وسائل الإعلام ولكنه يصبر على من يفعل ذلك ويدعو أنصاره للصبر والتحمل، كما أنها يدعو مهاجميه إلى الالتزام بالموضوعية والحيدة، مشددا على أن أكثر ما يؤلمه هو أن تشوه صورة مصر في الخارج.