عادت من جديد انتخابات اللجنة الأوليمبية لتلقى بظلالها على سطح الأحداث الرياضية فى مصر على الرغم من وجود العديد من البطولات التى من شأنها تستحوذ على اهتمامات الشارع الرياضى مثل كأس القارات الذى انتهى منذ أيام فى جنوب أفريقيا ودورة ألعاب البحر المتوسط التى تقام حاليا بالمدينة الإيطالية بسكارا فإن سخونة الانتخابات ومهازل الطعون جعلت اللجنة الأوليمبية تعيد نفسها إلى نقطة البداية وتسير من أول السطر بعد أن انتهت من كارثة اللوائح ومخالفتها للميثاق الأوليمبى ودخلت فى دائرة الصراعات مرة أخرى وإن اختلفت الشخصيات فإن الطريق واحد والعنوان لا يتغير. ولكن يبقى السؤال الصعب الذى نبحث له عن إجالة وهو «مين بيضحك على مين».. واهم من يتصور أن انتخابات اللجنة الأوليمبية سوف تسير بهدوء بعد تعديل اللوائح ومطابقتها لبنود الميثاق الأوليمبى. فليست المشكلة فى اللوائح ولا المواثيق ولكنها فى الشخصيات وحب المناصب التى من المفترض أن تكون «تطوعيا» لخدمة الحركة الرياضية ولكن الصراع الدائر الآن داخل وخارج أسوار اللجنة الأوليمبية يعكس مدى حب هؤلاء فى الجلوس على الكراسى واحتلال المناصب واستغلال قمة الهرم الرياضى فى مصر وهو اللجنة الأوليمبية لتحقيق رغبات شخصية وأحلام مدفونة منذ زمن، جاء الوقت لتظهر وتتحقق دون أدنى تعهدات بتطوير الحركة الرياضية ومد جسور التعاون والتفاهم بين اللجنة الأهلية واللجنة الأوليمبية الدولية والاتحادات الدولية والقارية. وهذا هو عنوان الحرب الدائرة بين الجبهات المتصارعة سواء مجموعات أو أفرادا من خارج اللجنة الأوليمبية وليس لها مصالح ظاهرة داخلها. عودة شبح مجموعة ال18 من جديد عادت إلى السطح مرة أخرى نغمة مجموعة الثمانى عشر والذين كانوا وافقوا على لائحة صقر المعدلة من قبل وقادوا حملة التمرد طوال الفترة الماضية ومع أن كل الشواهد كانت تؤكد تفكك هذه المجموعة خاصة بعد اجتماع الجمعية العمومية الطارئ والذى عقد فى الشهر الماضى لتعديل اللائحة ومطابقتها للميثاق الأوليمبى حسب تعليمات اللجنة الأوليمبية الدولية والتى أرسلتها عن طريق الفاكس محذرة من تطبيق لائحة صقر ببنودها الحالية وهو الاجتماع الذى شهد جدلا واسعا وحوارا ساخنا بين بعض ممن ينتمون لهذه المجموعة وقياداتها التى يمثلها اللواء محمود أحمد على نائب رئيس اللجنة الأوليمبية والمرشح على الرئاسة واللواء أحمد الفولى العضو البارز فى المجموعة والدكتور محمود شكرى العقل المدبر لها، وخرج الجميع من الاجتماع بعد إقرار البنود الصحيحة وتصحيح الوضع بخلافات كبيرة كادت أن تعصف بأحلام قائدهم المرشح على الرئاسة ولكن مع مرور الوقت وعقد العديد من الاجتماعات التوضيحية للموقف عادت لتقف صفا واحدا مرة أخرى وإن كان انسحاب البعض منها بشكل سرى إلا أن البقية الباقية متماسكة ومن الممكن أن تحسم الصراع الدائر على منصب الرئاسة. وإن كان اللواء منير ثابت يميل إلى هذه المجموعة سرا ويؤيدها إلا أن رانيا علوانى تعلن تأييدها لجبهة الدكتور حسن مصطفى. البحث عن مؤيدين وإذا كانت جبهة محمود أحمد على اكتملت بنفس الأشخاص الذين كانوا معه فى القائمة التى دخل بها انتخابات اللجنة قبل إلغائها فى الشهر الماضى والتى تضم كلا من أحمد الفولى على منصب نائب الرئيس والتى حصل عليها بالتزكية ومعتز سنبل على منصب السكرتير العام وينافسه فى الجهة الأخرى اللواء محمد الدمرداش تونى، وفى العضوية كل من إسماعيل حامد وجيه عزام هشام حطب علاء جبر سيف حامد سيف الله شاهين ومنى عبدالكريم، إلا أن هناك من فى العضوية مازالت فرصهم كبيرة فى الفوز بالمقاعد أمثال ميرفت حسنين «فى حال براءتها من الطعن المقدم ضدها»، ومعتز عاشور فى تنس الطاولة. إلا أن الجبهة الأخرى والتى يقودها الدكتور حسن مصطفى رئيس الاتحاد الدولى لكرة اليد مازالت تبحث عن أعضاء، حيث جاء ترشيح حسن مصطفى قبل إغلاق باب الترشيح بنصف ساعة صادما لجبهة ال18 ومفاجأة لكل الوسط الرياضى الذى لم يتصور أن يقبل مصطفى بهذه الخطوة بعد أن فاز فوزا ساحقا فى انتخابات الاتحاد الدولى لكرة اليد قبلها بأسابيع قليلة.. وعلمت «الشروق» من مصادرها بأن حسن مصطفى مازال يفكر فى ضم العديد من الشخصيات التى تقدمت للترشيح وإقناع عدد من الشخصيات الموالية للجبهة الأخرى للدخول فى قائمته بعد أن أقنعه البعض من خارج دائرة الصراع وليس بعيدا عنها بإمكانية سحب عدد من المرشحين الذين من الممكن قبول العرض لعدم اقتناعهم «بكاريزما» شخصية محمود أحمد على فى منصب رئاسة اللجنة الأوليمبية وإن كانوا يعتبرونه الصديق الوفى على المستوى الشخصى، ومن هؤلاء الذين فتح حسن مصطفى خطا ساخنا معهم الدكتور إسماعيل حامد الذى رشح نفسه على منصب العضوية، حاول أنصار حسن مصطفى أن يستدرجوه إلى هذه الجبهة وعرضوا عليه منصب النائب إلا أنه رفض ملتزما بوعد قطعه مع جبهة الثمانى عشر، كما فتحوا خطا ساخنا مع وجيه عزام وعرضوا عليه منصب الوكيل فرفض أيضا ومازالت المشاورات مستمرة مع العديد من رؤساء الاتحادات التى تتخذ موقفا مضادا للجبهة الأخرى، وهى ليست بالعدد القليل إلا أنها تحتاج إلى إقناع أكثر لضم عدد آخر من الأصوات، وأبرز رجال حسن مصطفى ياسر إدريس رئيس اتحاد السباحة وعلى السرجانى رئيس اتحاد الكرة الطائرة. وهادى فهمى رئيس اتحاد كرة اليد وعادل أبوالنصر رئيس اتحاد تنس الطاولة. وأيمن يونس فى اتحاد كرة القدم. الطريف أن الدكتور حسن مصطفى أثناء وجوده فى المدينة الإيطالية بسكارا فى افتتاح دورة ألعاب البحر المتوسط عرض على العديد من مسئولى الاتحادات وتحدث معهم لمعرفة انتماءاتهم إلا أنه صدم لرد البعض مما جعله يشك فى التسرع لترشيح نفسه وهى الخطوة التى كان يجب دراستها وعدم الموافقة على الضغوط التى مارسها البعض إلا بعد التأكد من نسبة نجاحه لأنه لم يعتد الفشل وهو ما أدى إلى شعوره بشىء من القلق بالرغم من مقدرته على تحريك المياه الراكدة وجميع الأصوات فى فترة قصيرة.