أكد سفير فرنسا فى القاهرة نيكولا جالى، اليوم الأحد، دور الأزهر الشريف فى دعم عملية التنمية المستدامة داخل المجتمع المصرى باعتباره المنارة الأساسية لنشر المفاهيم الصحيحة للإسلام والعلم على الصعيدين المحلى والدولي. وأوضح جالى - فى كلمته التى القاها خلال مؤتمر "فرص التمكين الاقتصادى للمرأة ودور التمويل متناهى الصغر"، والذى عقدته جامعة الأزهر، اليوم الأحد، بالتعاون مع الوكالة الفرنسية للتنمية ومركز صالح كامل والمركز الدولى الإسلامى للدراسات والبحوث الإسلامية ومركز البحوث الاقتصادية والمالية بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية جامعة القاهرة - أن فرنسا تهتم بعملية التنمية الاجتماعية والاقتصادية فى مصر خلال الفترة الراهنة، مشيرًا إلى التعاون بين البلدين على مدار العقود الماضية فى كل المجالات.
وأضاف أن الاهتمام بدور المرأة وتحقيق التمكين الاقتصادى لها يعتبر عنصرًا أساسيًّا لتحقيق التنمية المستدامة داخل المجتمع، وذلك من خلال نشر المفاهيم الصحيحة والتعريف بدور المرأة فى الحياة الاجتماعية والاقتصادية.
وأشار إلى أن الأزهر الشريف يعتبر أحد الطرق الرئيسية لتحقيق الهدف المرجو، مشيدًا باستجابة الأزهر فى تبنى مبادرة الوكالة الفرنسية للتنمية فى التعريف بدور المرأة وتحقيق التمكين الاقتصادى لها. ومن جانبه، قال الرئيس التنفيذى للوكالة الفرنسية للتنمية دكتور دوف زيرا، إن الاستثمار فى المرأة يعتبر أحد عناصر تحقيق التنمية، مشيرًا إلى أن عدم الاهتمام بنصف المجتمع يعتبر تبديدًا فى الموارد البشرية وأن نجاح الدول يعتمد على استغلال مواردها البشرية بالشكل الأمثل .
وأوضح أن المشكلتين الأساسيتين داخل المجتمع والتى تواجه المرأة تتمثل فى الضغط على سوق العمل ورعايتها لأسرتها، لافتا إلى ضرورة التعامل مع تلك المشكلات والوصول إلى حلول لها لتحقيق التنمية الاقتصادية.
واشار إلى أنه يمكن من خلال التمويل المتناهى الصغر إعادة تمكين المرأة فى المجتمع، وذلك من خلال وضع المزيد من الرؤى والمقترحات التى تساعد على النهوض بهذا المجال.
ونوه إلى معاناة مصر خلال الفترة الحالية من أوضاع معقدة سياسية واجتماعية ودينية، ودعا إلى التعاون مع الأزهر الشريف وتحقيق الشراكة للوصول إلى التنمية.
وقالت الدكتورة هالة السعيد، عميدة كلية الاقتصاد والعلوم السياسية جامعة القاهرة، إن الأزهر الشريف له العديد من الأدوار متعددة الأبعاد سواء فى النواحي السياسية أوالثقافية أوالاجتماعية وخدمته فى نشر الإسلام الوسطى.
وأوضحت أن قطاع المشروعات يساهم فى حل مشكلة البطالة ويخلق فرص العمل فى مصر ويساهم فى إعداد قدر كبير من العمالة الماهرة ويحد من الفقر، فضلا عن انتشار التنمية فى المجتمعات المحلية بالمحافظات.
ولفت إلى أنه رغم الجهود التى تقوم بها الحكومة إلا أنه من الصعوبة الحصول على التمويل اللازم بجانب ضعف الخدمات غير التمويلية والتنسيق بين الجهات المعنية والبنوك الجمعيات الأهلية وتوفير احتياج القطاعات.
ونوهت إلى ضرورة توجيه الجهود من خلال وضع البيانات والإحصاءات المتجددة بصفة مستمرة عن التوجيه المهنى للسيدات فى المجتمع ومعرفة الفجوة النوعية بالقطاعات المختلفة والاهتمام بالمهن التقليلدية وغير التقليدية والاهتمام بالاستشارات والأفكار الجديدة لنجاح المشروعات وتحقيق أهداف التنمية المستدامة، فضلا عن الاهتمام بتنمية مهارات طالبات الجامعات للحصول على فرص عمل جيدة عقب التخرج.
وطالبت بضرورة خلق رؤية واضحة ومتكاملة ووضع برنامج فعال من أجل خدمة التنمية المستدامة وتحقيق المساواة بين الرجل والمرأة فى المجالات الاقتصادية.