شن أمس إبراهيم المعلم نائب رئيس اتحاد الناشرين الدولى هجوما على وزارة التربية والتعليم التى تفرض على الناشر عدم الالتزام بحقوق الملكية الفكرية تحت مسمى «تطوير التعليم»، مطالبا وزير التربية والتعليم بتطبيق القانون والدستور وإلغاء هذا الشرط الذى يفتح باب التزوير على مصراعيه، داعيا كافة الناشرين إلى توحيد الصف ووقف ما تقوم به الوزارة من مخالفات. وقال المعلم خلال افتتاح أعمال مؤتمر الناشرين العرب الثانى الذى يقام تحت رعاية رئيس الجمهورية محمد مرسى ونظمته مكتبة الإسكندرية تحت عنوان «تمكين المعرفة وتحديات النشر العربى»، بحضور محافظ الإسكندرية محمد عطا عباس ورئيس اتحاد الناشرين الدولى واى إس تشى ورئيس اتحاد الناشرين العرب والمصريين عاصم شلبى، أن التزوير فى مصر والعالم العربى يعيش حالة ازدهار، متعجبا من الصمت تجاه تجاوزات التزوير رغم معرفة المزورين.
وأشار المعلم إلى دور اتحاد الناشرين العرب فى محاربة ظاهرة التزوير عام 1995 التى تحظى بدعم حكومى واضح.
وواصل المعلم: «أن اتحاد الناشرين العرب شعر بالخطر الشديد أيضا من تنافس أجهزة الرقابة وتعددها فى كل دولة عربية، الأمر الذى أدى إلى زيادة عدد الكتب الممنوعة عن المسموحة،مشيرا إلى أن تخوفات الاتحاد طالت أيضا حركة الفكر والضوضاء الثقافية المفضلة عن الفعل الثقافى .
وقال المعلم إن ثورات الربيع العربى والتى تعتبر أولى الثورات الكبرى فى القرن ال 21 هزمت هذا الفكر هزيمة ساحقة، مشيرا إلى أن تلك الثورات تمر بمرحلة انتقالية صعبة للغاية غير معلوم عواقبها ويصعب التنبؤ بنتائجها.
ولفت المعلم إلى ما يسمى ب«الصناعات الإبداعية أو ذات المحتوى الفكرى»، موضحا أنها من أهم الصناعات التى تؤثر على التنمية الإنسانية وصناعة النشر والبرمجيات، مشيرا إلى أن تكلفتها فى بعض الدول وفق التقديرات العالمية تصل إلى 1.5 مليار دولار وتمثل 5% من حجم الناتج القومى، ونسبة العاملين بها ما بين 5 إلى 9 %.
وأضاف المعلم أن البلد العربى الوحيد الذى تم ذكره فى تقرير 2012 كانت دولة لبنان فى حين غابت مصر تماما من هذه التقديرات العالمية، متسائلا هل لا توجد أرقام خاصة بمصر بالفعل أم لا توجد أرقام حقيقية عنها.
ورأى «واى إس تشى» رئيس اتحاد الناشرين الدوليين أن الرقابة الرسمية واسعة النطاق فى العالم العربى، عقبة ضخمة ليس فقط أمام صناعة النشر، وإنما أمام تأثير العالم العربى فى الاقتصاد العالمى. وفى عام 2010 تم تسويق 8610 كتب ما بين الإبداع الأدبى أو غيره من الكتب فى العالم العربى مقابل 47000 كتاب عام 2008، فى الإبداع الأدبى.
وقال وزير الثقافة محمد صابر عرب فى الكلمة التى ألقاها نيابة عنه أحمد مجاهد رئيس الهيئة العامة للكتاب، إن الوزارة تحرص على إدارة الكتب دعما لحركة النشر، والذى مازال رصيدها فى حاجة إلى الزيادة ليصل الى متوسط النشر العالمى.
ولفت عرب إلى أن على أولويات الوزارة الاهتمام بالنشر والناشرين. وأضاف أن الوزارة تضع فى هذا السياق سياسة هامة والتى تتمثل فى 3 محاور رئيسية أولها الاهتمام بالنشر الثقيل والمكلف، والثانى يقوم على النشر النوعى، والأخير يتمثل فى التركيز على نشر الترجمة.
ولفت عرب إلى أن الوزارة تؤمن بأن نشر الكتاب مهنة لا تقل أهمية عن كتابته باعتبار أنهم صناعة المعرفة، مؤكدا أن وزارة الثقافة هى المسئولة عن تشكيل وعى وتثقيف المجتمعات.
وفى نفس السياق، قال عاصم شلبى، رئيس اتحادى الناشرين المصريين والعرب إن صناعة النشر فى العالم العربى أصبحت تمتلك فرصا كبيرة للنهوض وذلك استنادا إلى حالة الحراك السياسى والنهوض الاقتصادى والاستفادة بكثير من السمات المشتركة التى تميز المجتمع العربى نتيجة تشابه الظروف الاجتماعية والثقافية.
وشدد شلبى على ضرورة مواجهة التحديات والمشكلات المعوقة لمهنة النشر فى العالم العربى والتى تحد من إنتاج وتوزيع وانتشار الكتاب العربى كما تؤثر سلبا على حركة التأليف والإبداع.
وأضاف أن عشوائية الرقابة العربية وارتفاع الرسوم المفروضة على الناشرين وغياب إعلام حقيقى فى مجال الكتاب تعد معوقات حقيقية أمام حركة النشر، فضلا عن القصور العديدة التى تعانى منها المعارض العربية وضعف الميزانيات المخصصة لشراء الكتب فى المكتبات العربية.
وأكد شلبى أن مصر لعبت دورا مهما فى دعم المشروعات الثقافية والعربية واستضافة الفعاليات الثقافية الكبرى، واستمرارا لجهود اتحاد الناشرين العرب والمصريين فى تكوين شراكات مع المؤسسات العربية والعالمية ذات الخبرة فى مجالات العمل الثقافى والمعرفى.
وأوضح شلبى أن مصر تسعى لاستعادة دورها الريادى عربيا ودوليا وخاصة على الصعيد الثقافى، فقد كانت وستظل منارة الفكر والتنوير ودعم للمشروعات الثقافية، خاصة أنها تستعد الآن إلى الانطلاق إلى آفاق جديدة فى ظل معطيات ثورات الربيع العربى.
ودعا إسماعيل سراج الدين مدير مكتبة الإسكندرية إلى السعى نحو تحسين المستوى الثقافى العربى، وذلك فى ظل فترة تحول نعيشها بتاريخ الإنسانية، فضلا عن تحول الثورة المعرفية فى العالم والذى يبشر بتطورات هائلة لإنتاج وصناعة المعرفة.
وأهدى اتحاد الناشرين العرب درع الاتحاد إلى كل من إبراهيم المعلم وأحمد مجاهد وإسماعيل سراج الدين ومحمد عدنان من سوريا ومحمد عبداللطيف رئيس اتحاد الناشرين المصريين الأسبق وواى اس تشى.