شهدت العاصمة صنعاء نشاطًا وحراكًا سياسيًا ملحوظًا، حيث أجرى المبعوث الأممي جمال بن عمر، مستشار الأمين العام للأمم المتحدة ومبعوثه إلى اليمن لقاءات تشاورية مع قيادات تمثل الحوثيين والمكونات اليمنية؛ لبحث قضية صعدة شمال اليمن وشئون يمنية أخرى. وقال مصدر دبلوماسي في العاصمة صنعاء، في تصريح له، اليوم الجمعة، إن محادثات المبعوث الأممي إلى اليمن جمال بن عمر مع ممثلي جماعة الحوثيين في مؤتمر الحوار الوطني، استغرقت ساعتين ونصف وذلك لبحث قضية صعدة وشئون يمنية أخرى فشلت ووصلت إلى طريق مسدود، رغم إنه أن استمع خلال اللقاء لآراء ومقترحات ممثلي الحوثي، خصوصًا فيما يتعلق بقضية صعدة.
وأضاف المصدر الدبلوماسي، أن الحوار الوطني الشامل الذى انطلق الأسبوع الماضي بصنعاء بمشاركة 565 شخصية يمنية يمثلون مكونات سياسية واجتماعية مختلفة، يناقش عددًا من القضايا الكبرى، لافتًا النظر إلى أنه" ستكون هناك فوضى تحالفات قد تتسبب بانسداد مخرجات المؤتمر وتدخل المجتمع الدولي"، مشيرًا إلى أن جماعة الحوثي "قد تتحالف مع صالح".
يما ستنضم الأحزاب السياسية حديثة النشأة إلى ركب الأحزاب الكبرى في تكتل "اللقاء المشترك" المهدد بالتشظي بعد خلافات داخلية على مقاعد مؤتمر الحوار، بينما يتحالف الجنوبيون في "المؤتمر" و"المشترك" مع ممثلي "الحراك الجنوبي" الذي رفضت أغلب فصائله المشاركة في مؤتمر الحوار الوطني، واشترطت إقامة حوار شطري في دولة محايدة.
وكان المبعوث الأممي، جمال بن عمر "استمع خلال اللقاء إلى آراء ومقترحات ممثلي جماعة الحوثيين ، مبديًا استعداده وفريقه لاستمرار التواصل معهم أسوة بباقي المكونات اليمنية" ، لافتًا النظر الى أنه شدد خلال اللقاء "على أهمية مشاركتهم في الحوار والعملية السياسية للمساهمة في بناء عقد اجتماعي جديد في اليمن".
وكانت مدن يمنية جنوبية شهدت خلال ال24 ساعة الماضية، قد شهدت حراكًا ونشاطًا احتجاجيا وتظاهرات غاضبة منددة بمؤتمر الحوار الوطني الشامل، و ب"الجنوبيين" المشاركين في هذا المؤتمر، الذي 48% من أعضائه من أبناء الجنوب.
وجاب المئات من أنصار التيار الانفصالي المتشددة عددًا من شوارع مدينة الضالع، وهم يهتفون "يا جنوبي دوس دوس، على المتحاور والجاسوس".
واعتبر المتظاهرون، الذين كانوا يرفعون أعلامًا شطرية وصور نائب الرئيس اليمني الأسبق وآخر رؤساء الجنوب، علي سالم البيض، إن الجنوبيين المشاركين في الحوار الوطني "يعبرون عن أنفسهم فقط.
فيما شهدت مدينة عتق عاصمة محافظة شبوة تظاهرة مماثلة، حيث رفع المتظاهرون الذين كانوا يهتفون "لا تفاوض لا حوار، نحن أصحاب القرار"، مجسمًا للحوار الوطني تم إحراقه في نهاية الفعالية الاحتجاجية.
وتوعد التيار المتشدد داخل الحراك الانفصالي بعدم السماح للقيادات الجنوبية المشاركة في الحوار الوطني بالعودة إلى الجنوب، "لأنهم باعوا القضية الجنوبية" .