وسط اعتذارات متتالية من عدد من رؤساء الدول عن المشاركة فى أعمالها، بدأت فى مدينة «سرت» الليبية يوم الأربعاء أعمال القمة ال13 لدول الاتحاد الأفريقى برئاسة الزعيم الليبى معمر القذافى الذى يسعى لإقناع نظرائه الأفارقة بالعمل لتنفيذ مشروعه بإنشاء «حكومة أفريقية». وينتظر أن يبحث الزعماء الأفارقة جملة من القضايا من بينها عودة ظاهرة الانقلابات العسكرية إلى دول القارة الأفريقية، والأوضاع فى الصومال وغينيا بيساو ودارفور. وكان تغيب عن قمة سرت الأفريقية أكثر من عشرين من زعماء القارة ، ووصل إلى سرت الشيخ حمد بن خليفة آل ثانى أمير قطر للمشاركة فى القمة، كما وصل كل من جوناتان سكوت المبعوث الأمريكى الخاص للسودان وجاك ضيوف مدير عام منظمة الأغذية والزراعة (الفاو) لحضور القمة. كما شارك فى القمة الرئيس البرازيلى لويس ايناسيو لولا دا سيلفا كضيف شرف. ووعد الرئيس البرازيلى الدول الأفريقية بمساعدتها فى تحقيق «ثورتها الخضراء»، مطالبا بتطوير الوقود الحيوى فى وقت تشكل الزراعة العنوان الرسمى للقمة. من جهته، دعا القذافى فى افتتاح القمة إلى انضمام جزر الكاريبى للاتحاد الأفريقى، معتبرا أن هذه الدول أقرب إلى أفريقيا. وخلافا للتوقعات، لم يدل الزعيم الليبى بخطاب افتتاحى مكتفيا بإبداء بعض الملاحظات بين وقت وآخر. ويعتزم الزعيم الليبى الافادة من هذه القمة لدفع المحادثات المتعلقة بإنشاء «سلطة» أفريقية تتمتع بسلطات تنفيذية موسعة تشكل فى نظر القذافى تقدما كبيرا نحو تشكيل «الولاياتالمتحدة الافريقية». وكان القذافى انتخب فى فبراير رئيسا للاتحاد الأفريقى لمدة سنة رغم تردد بعض القادة. وذكرت وكالة رويترز نقلا عن متحدث باسم مكتب الرئيس الإيرانى أن زيارة نجاد لليبيا التى كانت ستستغرق يومين ألغيت. ولم يذكر الأسباب. أما بالنسبة لبيرلسكونى، فقد ألغى زيارته المقررة إلى ليبيا لحضور القمة الأفريقية بسبب حادثة القطار التى راح ضحيتها العشرات من الإيطاليين. وكان من المقرر أن ينضم الرئيس الإيرانى إلى قمة الزعماء الأفارقة التى تبدأ فى ليبيا لبحث إمكانية الاستثمار الزراعى فى أفريقيا. ووجه القذافى فى اللحظة الاخيرة دعوة إلى أحمدى نجاد الذى أثارت عملية إعادة انتخابه موجة احتجاجات فى إيران. وعرض رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقى جان بينج أمام القادة الأفارقة الوضع فى القارة السوداء، منبها إلى «تزايد التوترات السياسية الخطيرة واستمرار النزاعات فى أفريقيا». وإذ توقف عند مدغشقر وغينيا بيساو والنيجر، طالب رؤساء الدول بإبداء «اهتمام خاص» بالصومال حيث يهدد تقدم الإسلاميين المتطرفين الحكومة الانتقالية. ومن ناحية أخرى، أعلن الاتحاد الأفريقى فى بيان له أنه قرر رفع العقوبات عن موريتانيا وإلغاء تعليق عضويتها فى الاتحاد نظرا للخطوات التى تخطوها لاستعادة الديمقراطية. وكان الاتحاد الأفريقى قد علق عضوية موريتانيا بعد أن أطاح الجيش بالرئيس المنتخب فى أغسطس الماضى وجمد أصولها وفرض حظرا على سفر أعضاء المجلس العسكرى الحاكم وأنصارهم ومنحهم تأشيرات دخول. لكن تقرر إجراء انتخابات فى 18 يوليو الحالى فى ظل إدارة انتقالية اتفق على تشكيلها المجلس العسكرى والمعارضة المدنية فى الدولة الواقعة فى شمال غرب أفريقيا ويسكنها ثلاثة ملايين نسمة. وأعلن مجلس الأمن والسلم بالاتحاد الأفريقى أن قرار رفع العقوبات عن موريتانيا اتخذ خلال اجتماع عقد يوم الاثنين. ووفقا لاتفاقية دخلت حيز التنفيذ الشهر الماضى تشكلت حكومة انتقالية بما يسمح بإجراء انتخابات رئاسية فى 18 يوليو الحالى يشارك فيها رئيس المجلس العسكرى محمد ولد عبدالعزيز والمعارضة. وتضمنت العقوبات التى فرضها الاتحاد الأفريقى على موريتانيا فى فبراير من العام الحالى قيودا على السفر وتجميدا لأصول تخص أفرادا قال الاتحاد الأفريقى إن أنشطتهم عززت «الوضع الراهن غير الدستورى».