هالة عبد اللطيف وسمر سمير وحسام حسن بين «أحداث دامية تدفع البلاد إلى الانهيار والفوضى» و«طريق مظلم قد تكون نهايته قبضة الجنرالات»، دارت قراءات صحف عالمية للمشهد السياسي المصري، بعد ليلة دامية شهدتها القاهرة على خلفيه أحكام مذبحة استاد بورسعيد.
وقالت صحيفة ديلي تليجراف: «كما هو متوقع، فشل الحكم فى تخفيف التوتر الذى لازم القضية منذ انطلاقها، فى الوقت الذى تضرب فيه الفوضى السياسية والتدهور الاقتصادي فضلا عن المعارضة المتزايدة للرئيس محمد مرسي» .
ووصفت الصحيفة البريطانية أحداث العنف التي ارتبطت بأحكام قضية بورسعيد منذ يناير الماضي ب«أسوأ موجة عنف تضرب البلاد في الفترة الأخيرة» .
جارديان، ذهبت أبعد من ذلك قائلة: «أبرزت قضية استاد بورسعيد تدهور القانون والنظام في عدد كبير من أنحاء البلاد منذ الإطاحة بالرئيس السابق محمد حسنى مبارك» . وأضافت الصحيفة البريطانية: «حكومة مرسي تكافح من أجل وقف التدهور الأمني، الذى تفاقم بدخول عدد كبير من أفراد الشرطة فى إضراب من المحتمل اتساع رقعته بعد الحكم بالسجن على بعض الضباط المتهمين فى المذبحة».
أما صحيفة هاآرتس الإسرائيلية، فرأت أن الحكم ما هو إلا فتيل برميل بارود قد ينفجر ليدفع البلاد إلى الانغماس فى الانهيار والفوضى، متسائلة هل يمكن لقوات الأمن أن تحتوى هذا البرميل قبل انفجاره؟
وعلقت لوس أنجلوس تايمز الأمريكية على هذا العنف قائلة إن «قضية بورسعيد دراما موازية لدولة تقف على حافة الانهيار السياسي، فالمظاهرات في مدينتي بورسعيد والقاهرة تعتبر التصعيد الأخير فى سلسلة التوتر والعصيان المدني الذى يهدف إلى إسقاط نظام مرسي» .
كما رأت الصحيفة أن الغضب الشعبي الذى تشهده مصر يأتي في ظل فراغ أمني بسبب إضراب الشرطة، وأن أحكام قضية استاد بورسعيد أدت إلى تنامى الشعور بغياب العدالة، وأثارت موجة من الاستياء والشك فى القضاء.
فيما ذهبت نيويورك تايمز الأمريكية، إلى أن آمال المصريين معلقة على عودة الجيش للحكم باعتباره الأمل الأخير لاستعادة الأمن على الرغم من المظاهرات الكثيرة المناهضة للمجلس العسكري إبان فترة حكمه، إلا أنها وصفت تلك المطالبات ب«مطلب سيئ عالميا» و«لغط يدور فى الدوائر المعارضة للإسلاميين على الرغم من وجود فئة معارضة للإسلاميين تنشد الإصلاح حتى لا يعود العسكر مرة أخرى»، مشيرة إلى «غياب التهديدات بانقلاب عسكري وشيك فى مصر»، وتحت عنوان «هل الانقلاب العسكري يلوح فى الأفق بمصر؟» تساءل الكاتب بصحيفة «زمان» التركية، كمالي أونال، عن إمكانية عودة المؤسسة العسكرية للسلطة فى ظل الأحداث الدامية التي تشهدها البلاد» .
إذ قال أونال إنه على الرغم من أن المصريين يدركون أن حكم الجنرالات لن يحل مشكلاتهم، إلا أنهم يعتقدون أن الانقلاب العسكري هو الحل للتخلص من الإخوان المسلمين»، مستبعدا أي انقلاب فى الوقت الراهن نظرا لافتقار الجيش القوة الحقيقية لتنفيذه، فالعسكر لا يمتلكون عصا سحرية لمعالجة جميع المشكلات التي تواجهها البلاد، على حد قوله.
وتابع أونال: «فى حالة تسلم الجيش إدارة شئون البلاد مرة أخرى فى ظل هذه الظروف، فإنه من الممكن أن يضع نهاية لأحداث سلبية معينة، ولكنه قد يزيد ويصعد من حالة الفوضى على مرور الوقت».