أكدت عزة زوجة حسين حلمى، الشهير ب«حسين جاتو» البائع المتجول الذى قام بإشعال النيران فى جسده صباح الجمعة، اعتراضا على قيام ضابط شرطة بالتعدى عليه بالضرب. وتحطيم سيارته واتلاف بضائعه، أمام محطة مترو المرج، أن زوجها هو العائل الوحيد للأسرة، ولديه بنت وولد، وعندما ضاقت به الظروف منذ سنوات ولم يجد وظيفة قام بتصنيع سيارة خشبية وأخذ يبيع عليها الحلوى والجاتوه أمام هذه المحطة.
وأضافت عزة ل«الشروق» أنه «فى يوم الحادث، حضر ضابط شرطة من المرافق يدعى الرائد هشام، وطالب حسين زوجى برفع العربة من أمام المحطة، وعندما طالبه زوجى بأن يسمح له بالانتظار ساعة واحدة فقط حتى ينتهى من بيع الحلوى لكى لا تتلف، خاصة أنه يقوم بشرائها من المصنع بالأجل، فرفض الضابط، وقام بضربه، وألقى البضاعة على الأرض وأمر جنوده بتحطيم العربة».
وأضافت زوجة البائع قائلة: «عندما وجد زوجى بضاعته ملقاة على الأرض ولم يكن قد حصل حتى ثمنها لسداده لمصنع الحلوى الذى يشترى منه بالأجل، فضلا على أنه لم يجمع مكسبه الذى ينفق منه علينا ويشترى للأسرة قوت يومها، صعبت عليه نفسه وقام بإشعال النيران فى جسده للتخلص من حياته نظرا للظلم الذى تعرض له، خاصة وانه منذ فترة تعرض لإهانة من أحد الضباط الذى قام بضربه والتنكيل به».
وتطالب عزة وهى تبكى «بمحاسبة المسئولين الذين لا يراعون الله فى الغلابة أمثالنا، وتوفير حياه كريمة لنا؛ لأن من يلجأ لإحراق نفسه فيكون قد وصل به الحال إلى النهاية ولم يجد قوت يومه وقوت عياله». وقال أحمد محمد رجب، سائق بالمرج، وشاهد عيان على واقعة إقدام حسين على سكب كيروسين على جسده وإشعال النار فيه «عندما حضر الضابط ومعه عدد من الجنود، قام بعض الباعة برفع بضائعهم وفروا، ولكن حسين توجه إلى الضابط واستسمحه بأن يتركه ساعة واحدة حتى ينتهى من بيع بضائعه؛ لأنها تتعرض للتلف بعكس البضائع الأخرى، وأكد للضابط أنه سيقف بعيدا عن الطريق ويتخذ مكانا محاذيا لسور المترو، ولكن الضابط رفض وعندما استمر حسين فى إلحاحه قام الضابط بضربه وقلب عربته، وطلب من الجنود تحطيم العربة، فقام البائع بالصياح فيهم قائلا: حسبنا الله ونعم الوكيل، وألقى على نفسه الكيروسين واشعل النيران، فانصرف الضابط سريعا وحضرت الإسعاف لنقل البائع للمستشفى بعد قيام السائقين والبائعين بإطفائه عن طريق القاء التراب والمياه عليه».
من جانيه حمل أحمد حسين، رئيس النقابة المستقلة للباعة الجائلين مسئولية الحادث إلى رئيس الجمهورية د. محمد مرسى، وإلى رئيس حى المرج باعتبارهم المتسببين الرئيسيين فى الحادث، مشيرا انهم طالبوا مرات عديدة بتقنين وضع الباعة الجائلين فى حى المرج، وقدموا مشاريع وحلولا لكن أجهزة الدولة ترفض وتتعسف ضدهم، مشيرا إلى أن آخر ما طالبوا به هو وضع الباعة الجائلين داخل الساحة الفارغة: «إحنا قمنا بثورة بعد ما صبرنا 30 سنة ذل وجوع وفقر.. مفيش صبر تانى خلاص».
وأكد حسين انهم سيتقدمون ببلاغ للنائب العام بالواقعة يختصمون فيه رئيس الجمهورية ورئيس الحى والضابط، كما سيدعون لتظاهرة كبيرة الأسبوع القادم للرد على العنف الذى تستخدمه الداخلية ضدهم على حد قوله.
من جانبه قال د. عواد على، رئيس حى المرج «كل ما وصلنى عن الموضوع أن أحد الضباط طالب البائع برفع سيارته من الطريق، فقام البائع بإشعال النيران فى نفسه على الفور».
وعن أزمة الباعة فالحى قام بتوفير ساحة أمام محطة المترو لهم، ولكن هناك اجراءات لم تكتمل بعد حيث إن هناك لجنة تعمل على حصر الباعة بالمنطقة بعد قيام كل بائع بإحضار أقاربه واصدقائه للحصول على موقع بالساحة دون حق، ويوم الأربعاء القادم سيتم عرض الأمر على لجنة السويقات لتسكين الباعة.