مع احتفال العالم بيوم الطالب العالمي غدا الخميس 21 فبراير، يتبادر إلى الذهن الفرق بين الحركة الطلابية في مصر في السنوات الماضية ووقتنا الحالي. في البداية، تؤكد الدكتور ليلى سويف، الأستاذة الجامعية وعضو مؤسس بحركة 9 مارس لاستقلال الجامعات، أن درجة الحرية التي يتمتّع بها الطلاب الآن غير مسبوقة، وترى أن أفق الطلبة اتسع كثيرا بعد الثورة، فيما عانى جيلها من القيود التي كبلتهم والتي حاولوا التحايل عليها، حيث كانوا يلجأون إلى النشاط الصحافي في الوقت الذي منع فيه النشاط السياسي.
وأكدت سويف أن وعي الشباب بقضاياهم له درجات، وأن نسبة منهم مستعدة للتفاعل ونسبة أخرى تبقى غير مهتمة، مشيرة إلى أن الاستعداد للمقاومة هو الذي يتراجع في الشباب وليس الوعي بالقضايا في المجتمع.
واتفق معها عماد عبد الحميد، المسئول في حركة 6 إبريل عن النشاط الطلابي في الجامعات، والذي توقّع أن تقود الحركة الطلابية المجتمع خلال العشر سنوات المقبلة، وأن يخرج منها من يترأس البلاد بعد عشرين عاما.
وقسم عبد الحميد الحركة الطلابية إلى ثلاث مراحل، الأولى قبل الثورة، والتي شهدت نشاط متقطع بسبب أمن الجامعة الذي كان يعتدي على الطلاب، ويقطع لوحاتهم، وأحياناً كان يمنع بعضهم من دخول الإمتحانات، والثانية بعد الثورة، وهي المرحلة التي بدأت فيها القوى السياسية بحشد الطلبة وتوسيع نشاطها، أما الثالثة فهي بعد رحيل المجلس العسكري وبداية انتخابات الرئيس، حيث ظهرت حملات التوعية بالمرشحين السياسيين وتنمية الفكر الطلابي.
وأشار إلى أن الحركة الطلابية قادت مصر من أيام الإحتلال الإنجليزي، مروراً بفترة الستينات عند مشاركتها في المظاهرات التي احتجت على نكسة 1967، وحالة "اللاسلم واللاحرب"، وفترة السبعينيات التي شهدت انتفاضة الخبز، وتم وضع اللائحة الطلابية فيها سنة 1979، والتي مثلت بداية لتحول النشاط الطلابي داخل الجامعة، لأنها تسببت في قمع العمل السياسي، حتى جاء عهد مبارك الذي أدخل أمن الدولة بداخل الجامعات.
لكن الدكتور يحيى القزاز، المفكّر السياسي والعضو بحركة 9 مارس لاستقلال الجامعات، له رأي مختلف، حيث وصف الحركة الطلابية الآن بأنها "مدجّنة" لصالح النظام، مشيراً إلى أنها ليس لها وجود حقيقي، وأنها لا تستطيع القيام بمهامها بعيداً عن السلطة الحاكمة منذ تم تغيير اللائحة الطلابية، مطالباً بوجود لائحة تتيح للطلاب حركة حقيقة، وتسهل لاتحاد الطلبة الذي يماثل البرلمان القيام بمهامه.
وأكّد القزاز أن الحركة الطلابية قديماً كانت حقيقة، لأن الطالب كان يستطيع إدارة شئونه، وممارسة العمل السياسي بالرغم من القهر، ويناضل ضد النظم الحاكمة.