في قسم الصخور بالمتحف الجيولوجي بضاحية المعادي جنوب العاصمة المصرية مازالت عينة من صخور القمر معروضة ومعها علم الوحدة المصرية السورية برغم انتهائها قبل أكثر من نصف قرن. بينما انهار مشروع الوحدة بين مصر وسوريا تحت مسمى "الجمهورية العربية المتحدة" عام 1961، لا تزال عينة من صخور القمر، بالمتحف الجيولوجي بضاحية المعادي جنوب العاصمة المصرية، شاهدة على هذا التاريخ.
ورغم أن العينة أهديت لمصر من الرئيس الأمريكي "ريتشارد نيكسون" في عام 1973، أي بعد 12 عاما من انهيار مشروع الوحدة، إلا أن العلم الذي رفع لمصر على سطح القمر عام 1972، والذي تم عرضه بالتالي مع عينة الصخور، كان علم الوحدة القديم ذو النجمتين وليس العلم الجديد الذي توسطه صقر.
ورفع هذا العلم على سطح القمر، مع أعلام أغلب دول العالم، خلال رحلة الفضاء الأمريكية "أبوللو 17" في ديسمبر/كانون الأول 1972، وأهديت عينة من صخور القمر التي أخذت خلال الرحلة لهذه الدول، وذلك كرمز للوحدة الإنسانية بين الشعوب على سطح الكرة الأرضية، كما يقول الجيولوجي حجاج محمد أحمد لمراسل وكالة الأناضول للأنباء.
وأوضح حجاج، وهو جيولوجي متخصص في الصخور، أن هذه العينة وصلت المتحف عن طريق العالم المصري فاروق البارز الذي كان يعمل مع وكالة ناسا الأمريكية في برنامج رعاية رواد الفضاء إبان رحلة "أبوللو 17"، وتعتبر من العينات النادرة التي لا توجد إلا في عدد محدود من المتاحف على مستوى العالم.
وتحظى هذه العينة صغيرة الحجم الموضوعة داخل "بلورة زجاجية" باهتمام أمني كبير داخل المتحف، وذلك خشية تعرضها للسرقة، كما حدث في بعض متاحف العالم.
ويقول الجيولوجي مدحت سعيد مدير المتحف "بعد أن أبلغت عده متاحف بضياع عينات شبيهه، رأينا من واجبنا تشديد الحراسة على هذه العينة ".
وأثبتت هذه العينة وغيرها من العينات التي أخذت من وادي "تاروس لترو" بالقمر أن التركيب الكيميائي لصخور القمر يشبه إلى حد ما صخور الأرض، خاصة تلك الموجودة في الطبقة الخارجية لوشاح الأرض.
وتعيد أحداث الثورة على نظام بشار الأسد التي تشهدها سوريا منذ عامين روح الوحدة القديمة بين البلدين العربيين والتي جسدها العلم المعروض مع العينة القمرية، وهو ما عبر عنه أحد زوار المتحف الذي بدا مهتما بالعلم أكثر من اهتمامه بالعينة بقوله للأناضول: "صحيح أن الوحدة الرسمية انتهت بين الدولتين، لكن الثورة خلقت وحدة شعبية بينهما"، وذلك في إشارة إلى استضافة مصر للعديد من الأسر السورية على أرضها، تضامنا مع الشعب السوري بسب الظروف التي يمر بها.
وتحت اسم الجمهورية العربية المتحدة أعلنت في 22 فبراير 1958 دولة الوحدة بين مصر وسوريا بتوقيع ميثاق الجمهورية المتحدة من قبل الرئيسين السوري شكري القوتلي والمصري جمال عبد الناصر. واختير عبد الناصر رئيسًا، والقاهرة عاصمة للجمهورية الجديدة، وفي عام 1960 تم توحيد برلماني البلدين في مجلس الأمة بالقاهرة وألغيت الوزارات الإقليمية لصالح وزارة موحدة في القاهرة أيضًا.
أنهيت الوحدة بانقلاب عسكري في دمشق يوم 28 سبتمبر 1961، وأعلنت سوريا عن قيام الجمهورية العربية السورية، بينما احتفظت مصر باسم الجمهورية العربية المتحدة حتى عام 1971 عندما سميت باسمها الحالي جمهورية مصر العربية.