"كيف يمكنني أن أحصل على وظيفة في بلدي الحبيبة مصر"، سؤال يمكن أن يصدر عن واحد من ملايين العاطلين عن العمل في مصر، لكنه صدر عن عمر ابن الرئيس المصري محمد مرسي في معرض رده على الحملة الشرسة التي واجهته عبر الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي لحصوله على وظيفة حكومية في الشركة القابضة للمطارات والملاحة الجوية . ومن جديد عكست وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي الانقسام الحاد الحاصل في المشهد المصري، حيث أفردت مساحة للهجوم أو الدفاع عن ابن الرئيس الذي "أخذ وظيفة من طريق من يستحقها، في وقت يعاني خريجو الجامعات من البطالة منذ سنوات طويلة".
تراجع عمر عن التقدم للوظيفة
وبهدف وضع حد لهذه الحملة التي طالت عمر والرئيس مرسي والإخوان، بسبب حصول عمر على الوظيفة عن طريق "محاباة الرئيس" وليس الكفاءة.
أعلن عمر مرسي أمس على صفحته على الفيسبوك أنه لن يتقدم إلى الوظيفة، وقال "تقدمت للاختبار للوظيفة وأنا أعلم أنني سوف أهاجم وستنال مني الشائعات والأكاذيب كما نالت أبى وأسرتي منذ توليه المسئولية ..وللعلم مرتب الوظيفة ليس بالآلاف ولكنه تسعمائة جنيه شهريا، ومع هذا اخترت أن لا أكمل تقدمي بأوراقي لهذه الوظيفة، ويبقى السؤال كيف يمكنني أن أحصل على وظيفة فى بلدي الحبيبة مصر".
الحملة الإعلامية مستمرة
كلام عمر هذا وسؤاله كيف يمكنه أن يحصل على وظيفة آثار المزيد من الانتقادات الغاضبة والساخرة. كما انقسمت الآراء بين متعاطف معه ومعتبرا أن ما يتعرض له عمر لا علاقة له بالوظيفة تحديدا، بل بالهجمة الشرسة التي يوجهها الإعلام "الفاسد" على الإخوان والرئيس مرسي.
في المقابل استخدم معلقون على صفحة عمر على الفيسبوك سؤاله هذا وطرحوه عليه من جديد.
وقال أحد المعلقين: "سؤال إجابته يعجز عنها معظم شباب مصر، كيف أحصل على عمل أو وظيفة فى بلدى الحبيبة مصر؟. هذا حال كل الشباب فى مصر اللى مش معاهم وساطة أو ليس لهم نفوذ، أما أنت فأعتقد أنك لست بحاجة إلى هذا الراتب الضئيل، اتركها لمن يحتاجها، تستطيع أن تعمل مشروعا أو شركة وتغنى آلاف الشباب بالوظائف بما لديكم من نفوذ فى بلدكم الحبيبة مصر". ..." أول ما الناس النتخرجه بقالها 10 سنين ومتعينتش تتعيين هتلاقى وظيفه على طول فى بلدك الحبيبه.."...." فيه ناس اولي منك بالوظيفه ديه الشباب الي مش لاقيين شغل بقالهم سنين و بياخدو مصريفهم من اهليهم ؟؟".
"الإعلام الفاسد"
في المقابل كان هناك تعليقات وردود على صفحة عمر تشجعه أن لا يترك الوظيفة هذه لأنه لن يستطيع أن يرضي أحدا "هو الوقتى الضجة اتعملت وخلاص يا عمر ومش هيطلعوا يقولوا كلامك ده ولا يقدروه زى ما طلعوا هيجوا الدنيا ان ابن الرئيس هيتوظف فمش ليه لزمه عدم الترشح كمل زى ما انت ولا علشان انت ابن الرئيس يعنى مش تشتغل لو كده يا سيدى استنى بقى لما الدكتور مرسى يخلص فترته وابقى اشتغل مش منطق يعنى مش علشان وظيفه ب900 جنيه يعملوا كل ده كانوا فين لما اولاد المخلوع كانوا اكلين البلد من غير وظايف ربنا معاك ويوفقك"....." انت متخيل يا اخى عمر ان موضوع - موضوع وظيفة لا دة شغل اعلام فاسد احزاب كارتونية فاشلة لاى سبب تافة - صدقنى اغلب الشعب عارف مين د محمد مرسى حافظ لكتاب الله - اتوكل على الله شوف مستقبلك".
"قطعت قلبي حتت"
الصحفي المصري إبراهيم الجارحي غرد يقول "ابن مرسي متخرج من كلية التجارة من 3 شهور والدولة اخترعتله وظيفة من العدم مرتبها 5000 دولار.. عقبال ما اشوفك امين لجنة السياسيات يا عمر".
الأمر الذي دفع عمر للكتابة من جديد على صفحته على الفيسبوك للتأكيد على أن المبالغ المتداولة غير صحيحة وقال "تسعمائة جنيه أساسي المرتب" يا ناس يا حلوة يالي بتكذبوا وبتقولوا 38 ألف جنيه ولا دلوقتي اللاير مبيروحش الفاير".
لكن استخدام عمر لتعبير "اللاير والفاير" آثار المزيد من التعليقات، خاصة أن هذا التعبير "اللاير (الكاذب) بيروح الفاير (النار) كان قد استخدمه الرئيس المصري في حديث له أثناء زيارته الأخيرة إلى ألمانيا وآثار حوله الكثير من التعليقات الساخرة.
آحد الآشخاص علق على صفحة عمر بالقول " حتى انت كمان بقيت بتقول افشات ..وبعدان بتقول افشات باسم يوسف ليه مش كان سوسته.".
"شو هالشفافية"
المتتبع لكل ما يكتب على مواقع التواصل الاجتماعي حول هذا الموضوع يلاحظ أن الأمر تخطى الوظيفة ليكشف عن الوضع الاجتماعي المزري والذي يعاني منه الكثير من حاملي الشهادات... "اشتغل فى محل موبايلات ذى بقية الخريجين اللى ما بيلاقوش شغل لحد ما ربنا يفرجها"...." سوف تحصل على وظيفة لما الدفعات القديمة تاخد حقها ودورها. مش خريج 2012 عايز يشتغل على طول هو ده العدل اللى انتم بتقولوه. مش دفعات 2000وما بعدها لم تلاقى شغل واللى شغال سائق تاكسى ودليفرى وشغالين فى مطاعم ومحلات علشان مفيش شغل فى البلد انت عايز تتخرج وتشتغل على طول...".
فرد احد المعلقين العرب عليهم سائلا" يعني بدكوا تفهموني انه من بين ملايين الخريجين في مصر مفيش ولا واحد اتعين بالواسطة ، هي وقفت على ابن الرئيس ... شو هالشفافية اللي عندكوا ؟
